صفحة الكاتب : مرتضى علي الحلي

حالاتُ الإنسانِ في تضييق الخِنَاقِ عليه ورجوعه إلى الله ونجاته ، ثُمَّ عودته إلى ما كان عليه بَغياً وظُلما – ضرورةُ الثباتِ والاعتبار :
مرتضى علي الحلي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.



قال اللهُ تبارك وتعالى:
((هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِهَا جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءَهُمُ الْمَوْجُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنْجَيْتَنَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ (22) فَلَمَّا أَنْجَاهُمْ إِذَا هُمْ يَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُكُمْ فَنُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (23))) يونس.

:1: في بعض حالات الناس عندما يُضيَّق الخناق عليهم يلجئون إلى الله سبحانه ، وقد انقطعت بهم الأسباب ، ولا مُنجي حقيقي إلّا هو ، فيدعون ، فَلَمَّا أَنْجَاهُمْ إِذَا هُمْ يَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ.

:2: إنَّ حالة التذبذب هذه لا تخصّ قوماً دون قوم ، وإنّما هي حالة عامّة سببها تكالبُ الناسِ على الدنيا وملذّاتها – والآية الشريفة هذه تكشف حقيقة الإنسان وطبيعته ، والتي من شأنها التقلّب وعدم المطابقة بين الأقوال والأفعال عند التمحيص والابتلاء.

:3: إنَّّ أخطر ما يمرّ به الإنسان هو تحوّله من مظلوم إلى ظالم ، وعدم شكره للنِعَم الإلهيَّة ، فيغفل عن ربّه ويغصبَ الناسَ حقوقهم وأموالهم ويعتدي عليهم .

:4: وفي الواقع أنَّ قدرة الإنسان ضعيفةٌ ،لا يَقوى معها على تحمّل الابتلاء العظيم مالم يلجأ إلى الله تعالى ويرجع إليه ، ويعتبرُ بما مرّ به – بخلاف مَن يعتقد أنَّه قادرٌ على مبارزة الله سبحانه ، وهذا جهل فظيع وتمادي في الظلم وبغي قبيح.

:5: إنَّ الله تعالى دائماً يُذكّرنا بأنَّ كلّ ما عندنا هو من فضله ويجب شكره ، وليس من الصحيح الكفر بنِعَم الله سبحانه وعدم استثمارها في طاعته وخدمة الآخرين.

:6: إنَّ البغي والظلم تعطيل للعبادِ والبلاد ، وسيرتد على أصحابه في الدنيا وفي الآخرة – بل حتى أنَّ قبول الظلم هو من الرذائل والقبائح.

:7: كلُّ شيءٍ باطلٍ سعى إليه الإنسانُ في هذا الدنيا ستبرأ منه يوم القيامة – ويكون عليه وزراً ثقيلا .
__________________________________________

أهمُّ مَضَامِين خطبةِ الجُمعَةِ الأولى التي ألقاهَا سماحة السيِّد أحمَد الصافي ، دام عِزّه, الوكيل الشرعي للمَرجعيّةِ الدّينيّةِ العُليا الشَريفةِ في الحَرَمِ الحُسَيني المُقدّس اليوم, السادس عشَر من ربيع الآخر 1441 هجري ، - الثالث عشَر من كانون الأوّل 2019م .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مرتضى علي الحلي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2019/12/14



كتابة تعليق لموضوع : حالاتُ الإنسانِ في تضييق الخِنَاقِ عليه ورجوعه إلى الله ونجاته ، ثُمَّ عودته إلى ما كان عليه بَغياً وظُلما – ضرورةُ الثباتِ والاعتبار :
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net