الأستاذ المجاهد ماجد الكعبي إلى أين ؟؟
قيصر الديواني
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
قيصر الديواني
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
(( وتلك أثارهم ))
بعد تلك الرحلة المضنية التي قضيتها طيلة أكثر من ثلاثين عاما وأنا أتتبع آثار الأسرى والمجاهدين العراقيين في إيران ومساهماتهم في إثراء القضية العراقية والدفاع عن الشعب العراقي المظلوم وبعد أن أصبح عندي كم هائل يعد بآلاف الوثائق عما كتبه ودونه هؤلاء عن تلك الفترة التي امتدت من أوائل الثمانينات وحتى نهاية الحرب العراقية الإيرانية وبعد أن جمعتها على شكل موسوعة في مجلدات ثلاث كبيرة الحجم من القطع الكبير كما مبين بالصور المرفقة ـ أحيل القارئ الكريم إلى الراوبط المرفق لكي يرى التعريف بهذه الموسوعة ـ
http://1956.elaphblog.com/posts.aspx?U=5105&A=97938
أو على هذا الرابط
http://albadrion.com/news_view_17165.html
بعد إتمامي لجمع هذه الآثار اتجهت للبحث عن بعض من أشتهر من هؤلاء الجنود المجهولين الذي رفعوا القلم والسيف من أجل نصرة شعب مظلوم عانى الويلات من نظامه ومن هذه الحرب التي شنها من دون سبب . عثرت على بعضهم واتصلت بهم منهم من أجاب ومنهم لم يردني جوابه ومنهم من بادر بالاتصال هو بعد أن قرأ مقالتي.
فكما يعلم الجميع أن الغالبية العظمى من المجاهدين العراقيين في إيران أيام الصراع مع الطاغية كانوا يستخدمون أسماء مستعارة وذلك لأسباب هم أدرى بها ، ولكن الذي لفت نظري هو جرأة كاتب انفرد من بينهم بكثرة ما كان يكتب مع أنه كان مقاتلا أيضا ـ حسب علمي ـ فقد كان هذا الكاتب غزير الإنتاج الفكري والثقافي دائب الحركة نشط في خدمة بلده ومتابعة قضاياه الصغيرة والكبيرة وكنت أراه في كثير من المؤتمرات والندوات والبعض كان يتقرب إليه ،ذلك هو الكاتب الذي كتب بأسماء شتى منها .
ماجد الكعبي / أبو هجران / أبو محمد الكعبي / مزهر ديوان / ماجد مزهر ديوان الكعبي .
ومن مواضيعه التي نشرها في إيران استل من مشاركاته ما يلي :
* غدا سيشرق النور ماجد الكعبي
* الإسلام هو الأقوى ماجد الكعبي
* مؤتمر وقضية ماجد الكعبي
*الموضوع ( لا) مزهر ديوان الكعبي
*مؤتمرات المعارضة إلى أين ماجد الكعبي
شهيد المحراب محمد باقر الجكيم (قدس سره ) الكاتب الصحفي المجاهد ماجد الكعبي
والله لا أبغي من الرجل أي شيء ولكني وكما قلت اتصلت بأغلب الأخوة الذين عثرت عليهم عبر الأنترنت وبعضهم اتصل بيه شخصيا بعد أن قرأ في مدونتي التعريف بالموسوعة التي نشرتها أيضا مواقع أخرى منها البدريون وعراق القانون وغيرها . ولكني والله العظيم هالني ما رأيته وسمعته عن هذا المجاهد العملاق المضحي من تهميش وإقصاء في زمن كان أغلب هؤلاء الذين يهمشون أمثال ماجد الكعبي ، يكتبون بأسماء مستعارة يُبدلونها كل فترة خوفا من الطاغية وتحسبا لما يحدث في المستقبل من تغيرات لربما تمنعهم من الوصول إلى ما في أنفسهم .. وفي فندق الاستقلال الكبير الواقع في طهران وفي عام 1982 أعلن عن انبثاق المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق فندفع ماجد الكعبي بكل ما أؤتي من علم وثقافة وعلاقات وجمع الأصوات المؤيدة لهذا الوليد الجديد , والمفارقة الكبرى كان البعض من المتربعين اليوم في صدارة المجلس الأعلى يعارضونه ويعملون ضد دعوته وكذلك سعى بعضهم بكل وقاحة على إيقاع الكعبي في متاهات جمة ولكن الله كان خير حافظا ورقيبا فافشل جميع مؤامراتهم . كل هذا الحقد وكل هذه الوقيعة الممجوجة لان الكعبي اصدرا بيانا
جاء فيه : نبارك انبثاق المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق , هذا المجلس الذي ولد في لحظات تاريخية ستجسد المسؤولية الشرعية لحكم الحركة الجهادية الإسلامية والذي انطلقت نواته الأولى في 17 تشرين الثاني عام 1982 . إخوتي الكرام .. كلكم تعلمون منذ اللحظة الأولى التي تسلم بها البعث الصدامي الحكم وشعبنا يمر بأصعب ظروف وان سياسة الاضطهاد والتعسف والتهجير والإعدامات الجماعية التي مارسها صدام لا تخفى عليكم , حيث اعدم المرجع الديني والمفكر الإمام محمد باقر الصدر رضوان الله عليه في التاسع من نيسان عام 1980 وأخته العلوية بنت الهدى . اجل أن المجلس الأعلى ضمّ كل قوى الساحة الإسلامية العراقية وهذا ما شاهدناه وسمعناه من خلال متابعتنا الدقيقة للمؤتمر الصحفي الموسع الذي عقده السيد محمد باقر الحكيم في فندق الاستقلال اليوم , ولهذا يجب علينا أن نتحمل المسؤولية حتى الإطاحة بالنظام الدكتاتوري الصدامي. ونقولها بكل صراحة وبصوت عال و مدوي ان هذا المجلس هو الممثل الشرعي للشعب العراقي الجريح , وذلك لأنه يمثل جميع الأطياف والقوميات والأحزاب وان ممثلي هذه الأحزاب هو أعضاء في هذا المجلس الذي يترأسه السيد محمود الهاشمي وناطقه الرسمي محمد باقر الحكيم وأعضاءه كل من السيد عبد العزيز الحكيم أحد زعماء حركة المجاهدين، والسيد كاظم الحائري، والشيخ محمد مهدي الأصفي، والسيد محمد تقي المدرسي، والسيد حسين الصدر، والشيخ جواد الخالصي، والدكتور إبراهيم الجعفري وغيرهم . وليعلم الجميع بان الثائر لا ينهض لنفسه , انما ينهض لمجتمعه وينهض لامته , وان المجاهد حين ينهض لا يضع في حساباته منافعه الشخصية .. بل هو يتنازل عن كل ما يربطه بذاته من منافع ومكاسب .. انه يصدح بمبدئه متجردا عن كل شيء يربطه بالمنافع والمكاسب . كما يجب على القيادي أن يسعى جهد إمكانه أن يكون أمام الشعب العراقي المظلوم نموذج حي للثوار الحقيقيين المستمدين الثورة من عقيدتهم الدينية الخالصة لوجه الله .. وان السيد محمد باقر الحكيم هو النموذج الحي للقائد الصبور . وأضاف ماجد الكعبي في بيانه أنذالك : إننا عندما أصبحنا ضمن الشريحة المعارضة للنظام العفلقي المقيت وخالفنا صدام حسين وحزبه ليس من اجل أن نملأ بطوننا ونسكن القصور والفلل ونركب السيارات المريحة ونأكل أجود الأطعمة ونرتدي افخر الملابس وفي عراقنا شعب يحن إلى القد وفيه أيتام ينتظرون من ينشف دموعهم ويكسيهم وهناك الثكالى وهنالك الأرامل وقد يوجد من يتحسر على قطعة لحم لم يشم ريحها منذ شهور , فلو وضعنا كل ما تقدم أمام أعيننا وعملنا بإخلاص وتفان من اجل شعبنا فان أعداءنا لن يستطيعوا ان يسكتونا او يثنونا .إخوتي الأعزاء ..لقد نهضنا من اجل العراق كما فعل شهيد الثورة الإسلامية في العراق محمد باقر الصدر والشهيد الشيخ عارف البصري الذي اُعدم مع خمسة شهداء من رفاقه في الجهاد في بغداد من قبل حزب البعث الكافر بأمر صدام التكريتي، بالثمانينات في السنة الميلادية 1974 م. أبائي وإخوتي وأبنائي يا ضيوف الجمهورية الإسلامية نقل لي مرة الشيخ محمد رضا النعماني عن زهد الشهيد محمد باقر الصدر هذا العالم الرباني فلقد كان المثل الرائع في الزهد بمفهومة الإسلامي الصحيح .فكان الزاهد الحقيقي الذي يعتبر قدوة صالحة لمن أراد أن ينهج هذا الخط ويمثله . ولم يكن السيد الشهيد محمد باقر الصدر (قدس سره) يتزهد في طعام الدنيا . لأنه لا يملك شيئاً منها أو لأنه فقد أسباب الرفاهية في حياته فصار الزهد خياره القهري .بل زهد في الدنيا وهي مقبلة عليه وزهده في الرفاه وهي في قبضة يمينه وكأنه يقول (يا دنيا غري غيري) وأيضا لوكأن زهده في الدنيا وفي رفاه العيش فيها بسبب تحرجه من تصرف الحقوق الشرعية على نفسه .. ولكن أن يكون بإمكان السيد الشهيد (قدس سره) أن يحيى أفضل حياة ويعيش اسعد عيش بماله الخاص الحلال الطيب ومع ذلك يزهد في مأكله وملبسة وشراء دار أو سيارة أو غير ذلك .انتهى بيان ماجد الكعبي الواضح جدا ومن خلال مراجعة بسيطة لسطوره نجد الرجل الكعبي أول من اعتبر المجلس الأعلى الممثل الشرعي للشعب العراقي آنذاك وعقد المؤتمرات والندوات وشكل لجان وكان دورها التثقيف للمجلس الأعلى ومتابعة نشاطاته ,وكانت تتكون من المع المجاهدين أمثال الشهيد ضيف ساجت محسن الشويلي من أهالي مدينة الصدر والشهيد رحيم حنون المسعودي من أهالي مدينة الصدر وعبد العظيم المنصوري من أهالي البصرة وألان هو مسؤول منظمة بدر هناك ومن حسين جميل جديد من أهالي الناصرية الشطرة وهو ألان مسؤول في تيار شهيد المحراب
وحميد ديكان وزامل زهير كنعان والحاج الشهيد عبد الحسن العبودي , كما شكل لجنة فرعية كان يترأسها الشهيد طه عويد ناصر الحياوي وأعضائها كل من الشهيد عبد الرضا مثني الرميثي والشهيد جبار كريم رسمي والشهيد عباس عواد حمود ومن الشاب كلا من الشهيد عبد الرحمن احمد فرج وعبد الرزاق قاسم شمخي والشهيد علي كاظم تمن الربيعي والشهيد محمد عبد الزهرة مكيسير والمرحوم احمد حسين علي الدوري وعقيل مزهر تومان وقاسم حسن شرجي وجاسم بشارة سلمان واحمد طه عثمان والشهيد السيد ماجد السيد نور وكان دورها متابعة زيارات وكلمات وتوجيهات شهيد المحراب محمد باقر الحكيم , لان الكعبي كان مقرب جدا جدا من السيد محمد باقر الحكيم وكانت لقائهما مباشرة دون واسطة أو حاجب , وهذه اللجان تكونت آنذاك من شخصيات لها تاريخها المتجذر فمنهم من قضى نحبه ورحل شهيدا مضرجا بدمه وبعض هذه الشخصيات مهمش إلى يومنا هذا , والمفارقة الكبرى أن بعض الذين تربعوا اليوم على كراسي البرلمان و المحافظات ومجالسها وتغانموا الرتب والمناصب كانوا يشكلون اعتراضات جمة على الكعبي آنذاك عندما يحصر القيادة بشخص السيد الحكيم أو المجلس الأعلى .. !! فكان الكعبي يرشدهم ويصر على أن لا بديل لقيادة العراق غير المجلس الأعلى وشخص السيد الحكيم , فحقد عليه أكثرهم ويبدو بعد العودة وسقوط النظام اخذوا ثائرهم منه فهمشوه بعد أن صادروا تاريخه ونسبوه لهم وضاعت الموازين .ماجد الكعبي كان الأب والحاضن والمربي والمرشد لأكثر المجاهدين وضيوف إيران وخاصة الشباب منهم وكان يلقي عليهم الدروس الخاصة وكان يؤهلهم لمناصب كثيرة ويدربهم على القيادة . والكعبي الماجد مجاهد تشهد عليه مقالاته ، كتبها في زمن لا يرجو أن يرى المنصب والسلطة والجاه . كتبها وهو يعلم انه لربما غدا سوف يموت في أحد المعارك أو برصاصة غادرة من الخلف تصيبه على يد عميل من عملاء البعث الصدامي ومخابراته . ولذلك فإن المطالعة النفسية لما كان يكتبه هذا الرجل في تلك الأيام تدلنا على أنه لم يكن يوما طالبا لجاه أو طامعا في منصب.وقراءة نفسية أخرى لما يكتبه ماجد الكعبي اليوم تدلنا على أن الرجل أيضا يكتب للناس وللوطن . ولكني في خضم هذه الأفكار المتصارعة حول مصير هذا المجاهد القديم والذي له الفضل الكبير على المعارضة العراقية وعلى أكثر الأسرى لأنه كان يمثل الأب والأخ خاصة لصغار السن والذي صنع منهم رجالا يطاولون الجبال وأكثرهم الآن في رتب عسكرية متقدمة وحتى برلمانيون ووزراء أو وكلاء ومدراء عامون ومدراء في الجوازات والسفر ومرافق الدولة الأخرى , علما أن ماجد قدم ثلاثة شهداء أعدمهم النظام الإجرامي وانه لم ينتمي طرفة عين لحزب البعث ولم يهادنهم البعثيين ولم يركع لهم أبدا وتحمل الغربة والويلات والسجون والإقصاء والتعذيب على أيدي جلاوزة النظام عندما كان في العراق .. ولكن ومما يؤسف إليه أرى أن الكثير من الحيف قد أصاب ماجد الكعبي والكثير من الظلم لا بل الكثير من التهميش والاقصاء المتعمد على يد ـ لربما ـ أشخاص كانوا يعيشون معه في نفس المنافي فخافوا منه لأنه يعرفهم على حقيقتهم .
((استغربت أن ماجد الكعبي لم يناله حتى ((الدمج )) الذي شمل ممن لا ناقة له ولا جمل في قضايا العراق نعم شمل الدمج والتكريم أشخاص اعرفهم بأعيانهم وأسمائهم وأن أحدهم لا يصل إلى أخمص قدمي ماجد الكعبي منحهم الدمج مناصب ورتب ورواتب وبيوت وأراضي وامتيازات لم يكونوا يحلموا بها)) . والطامة الكبرى ان الدمج والامتيازات شملت حتى أبناء البعثيين أو أرباب السوابق المنحطة كالمتملقين للبعثيين والطبالين لهم ..!!!
سبحان الله أنا كاتب هذه السطور منحني صدام حسين قطعة أرض وآلاف الدنانير لبنائها وإكراميات لأهلي لكوني كنت مفقودا لا أكثر ولا أقل والله حتى أني لم أكن بعثيا إنما جندي مكلف مجهول في وحدة عسكرية فيها الآلاف من أمثالي . وهذه الأرض هي التي صانت كرامتي عندما عدت من إيران حيث وفرت لي سكن أعيش فيه من دون منة الآخرين .
لا أجد سببا في أن إقصاء ماجد الكعبي وتهمل هذا الطاقات ، ويُهمّش هذا القلم ، وتُكنع هذه اليد التي أخلصت للعراق ولشعب العراق . أنا واثق كل الثقة أن هذا الرجل سوف يخلص ومن صميم قلبه ومشاعره لكل من يتقرب منه مستفيدا منه في طاقاته المختلفة : عامل ، مقاتل ، كاتب . لا بل أني على ثقة بأن ماجد الكعبي كما عرفته من خلال مقالاته في زمن الثمانيات سوف يكون فدائيا من أجل الحيز الذي يُشغله والمكان الذي سوف يحل فيه .
والله لقد انحدرت مني دمعة لا إرادية عندما بحثت في الانترنيت عن ماجد الكعبي ووجدت له صورا وقد نالت منه السنين ورسمت على وجهه آثارها المحزنة التي ضاعت في طياتها إمكانات وطاقات وقابليات كثيرة ، يا لله ولغدر الزمان اهكذا يتنكر رفاق الدرب وزملاء الجهاد , أهكذا ترمى الطاقات على قارعة الطريق ، والبلد أحوج ما يكون لها للبناء . أليس في هدم الإنسان هدمٌ للوطن وتخريب للدين الذي أكد على الحق وأمرنا بأداء كل ذي حق حقه . ألم يقل أمير المؤمنين وسيد الوصيين علي بن أبي طالب عليه السلام : ملعون من تسلط على قومٍ وفيهم من هو خيرٌ منه .
الآن لربما عرفت لماذا يُلاحق الوطن بتلك المآسي والمصائب لقد قالها أمير المؤمنين : ملعونة هي الأرض التي يكون العالم فيها مهان والجاهل مصان . من هنا جاءتك المحن يا وطني .
قيصر الديواني
kaisarm1@hotmail.com
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat