صفحة الكاتب : خضير العواد

الزرفي وكورونا وجهان لعملة واحدة
خضير العواد

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

الزرفي وكورونا نتاج فساد القيادات واستهتارها بالقيم والمبادئ الإنسانية الثابتة ، فالأول نتاج منظومة سياسية كاملة فاسدة جعلت مؤسسات الدولة العراقية جميعها عبارة عن مكاتب لعصاباتها لتمرير صفقاتهم الفاسدة مع أخذ الرشاوى على تمرير الصفقات ، حتى اصبح النظام الديمقراطي الذي طبق  ليكون بديلا للنظام الدكتاتوري الصدامي البعثي المقيت عبارة عن نظام ديمقراطي تحركه الإرادة الديكتاتورية التي يسيطر عليها قادة الكتل والأحزاب بجميع مشاربهم وقومياتهم ، بحيث فصلوا هذا النظام وفق مصالحهم الشخصية والحزبية ومن الصعب الدخول الى لعبة العملية السياسة من دون الحصول على موافقة اللاعبين الأساسيين من شيعة وكرد وسنة ، ونتيجة لعمليات الفساد التي قادتها هذه القيادات وتدهور جميع المنظومات السياسية و الاقتصادية والعسكرية والصحية و الاجتماعية مما أدى الى ردود فعل عنيفة من قبل الشارع العراقي لجميع المؤسسات الحرة والشريفة والوطنية نتيجة اتخاذها من قبل القيادات السياسية كمظلات إعلامية تحتمي بها ، فكان ردة فعل الشارع اتجاه الإسلام كدين ورفض دخوله في الحياة السياسية بالإضافة الى تشويه سمعة التشيع كمذهب حق باعتبار الكثير من القيادات شيعية ، وأصبح الموقف سلبيا اتجاه أرقى وأقدس تجربة إنسانية عاشها الشعب العراقي وهي تجربة الحشد الشعبي وقيادته الجبارة المرجعية الحكيمة ، ولم تكن الدولة الجارة إيران التي وقفت معنا في جميع المحن والأزمات بعيدة عن ردود الفعل السلبية التي أظهرها الشارع العراقي ، فهذه المواقف السلبية جميعها كانت نتيجة الفساد الذي زرعته القيادات الفاسدة والغير وطنية  مع دفع السفارة الأمريكية وأعوانها أمثال الزرفي ، وأصبحت هذه القيادات مرفوضة من قبل جميع فئات الشعب رفضاً لا يمكن الرجعة فيه ونتيجة هذا الرفض وتدهور الوضع في الداخل العراقي طرحت السفارة الأمريكية عن طريق عميلها برهم صالح الشخصية المصنوعة في مختبرات المخابرات الأمريكية والتي لم يكن لها أي خلفية سياسية أو علمية أو ثقافية أو اجتماعية فقط عندها ولاء كامل للأمريكيين ومصالحهم الإستراتيجية ، لهذا الأسباب طرح تكليف السيد الزرفي لرئاسة الوزراء لكي ينفذ جميع المخططات الأمريكية التي لم يستطع الأمريكان تنفيذها أو الحد منها وفي مقدمتها ضرب الحشد الشعبي وقياداته مع ضرب التواجد الإيراني في العراق والحد من نفوذ المرجعية الدينية على المشهد السياسي ، وبسبب الوغول بعمليات الفساد وبناء كيانات شخصية لها طموحات كبيرة اصبحت هذه القيادات من الضعف والتشتت لا يمكن لها ان تعاقب رئيس الجمهورية لتعديه على بنود الدستور وقوانين اللعبة السياسية بل تتخوف من تمرير السيد الزرفي في البرلمان على الرغم من سيطرتها على الأغلبية البرلمانية ، لأنها لا تستطيع اتخاذ اي قرار مصيري مهم كما حدث مع تكليف السيد محمد علاوي ؟؟؟؟ ، لهذا يجب توحد الصفوف وتقديم المصلحة الوطنية حتى يمكن مواجهة تكليف السيد الزرفي لرئاسة الوزراء وإلا فسيصبح هذا التكليف السيف الأمريكي على رقاب كل من يرفض وجودها أو يحاول ضرب مصالحها .

فلم يكن تكوين أو خلق الفيروس كورونا يختلف عن تكوين السيد الزرفي فكليهما المختبرات المخابراتية اشرفت على هذا التكوين مع وجود علامات استفهام كثيرة عن اي مختبر مخابراتي كون فيروس كورونا ، ولكن بقى الفساد الأخلاقي والظلم المتفشي في أرجاء العالم كنتيجة حتمية أن ينتج مثل هذا الفيروس الذي أكتسح العالم بشكل كامل ، ولا يمكن الانتصار على هذا الفيروس بدون توحد الجهود الإنسانية وتنفيذ تعاليم منظمة الصحة العالمية من ناحية النظافة الظاهرية والحجر المنزلي ، أي يتطلب من الإنسانية جمعاء توحيد الجهود من أجل مواجهة هذا الفيروس صحياً وأخلاقياً ، فلا يمكن الانتصار على الأعداء إن كانت فيروسات أو جيوش أو شخصيات أو كيانات الا بالتوحد وتقديم المصلحة الإنسانية والوطنية على المصالح الشخصية والفئوية ، وإلا فستكون النتائج وخيمة وتدميرية على جميع المستويات .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


خضير العواد
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2020/03/25



كتابة تعليق لموضوع : الزرفي وكورونا وجهان لعملة واحدة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net