عانى العراق ما عانى، قرابة أربعة عقود، عقود عجاف لو مرت على أي وطن من الأوطان لكان اليوم مجرد حكايات وقصص تتزين بها كتبالتاريخ، امتازت تلك القصص بلونها الأحمر، كيف لا وهي من اكتسبت حمرتها من كم ما سفك فيها من دماء، عقود حمراء أمتدت طويلافحققت قبل سنوات يوبيلها الذهبي وهي للأسف متوجه بخطى ثابتة نحو يوبيلها الماسي.
البداية كانت عندما قرر مجموعة من العسكر ذبح الأبرياء من العائلة المالكة، العمالة للغرب كانت في مقدمة التهم التي وجهت لهم، بكاءالأطفال وعويل النساء لم يمنع من وقوع المذبحة التي شابهت إلى حد كبير المذبحة التي تعرض لها جدهم الحسين ابن علي، هي مذبحةأضحت فيما بعد انها عادة وأسلوب للشخصية القومچية.
حكم العسكر القومچية البلاد، فكانوا بحق اله للتخريب الممنهج، قادوا العراق بسهولة ويسر الى سلفهم البعثية، فكانوا خير خلف لخير سلف،حروب، عقوبات، عزلة دولية، اقتصاد معطل، الملايين بين شهيد و يتيم وأرامل وثكالى، ولأن عدالة السماء لا مناص من تحقيقها، انتهت حقبتهمبطريقة دراماتيكية.
انه العام ٢٠٠٣ عام الخلاص كما كان يحلو لأبناء العراق تسميته، انتهت حقبة البعثية المؤلمة، تباشرت الوجوه التي لم تعرف الابتسامة يوما،نصبت المحاكم ونالوا جزائهم العادل، ولكن في خضم كل ماحدث إلى غاية تلك الساعات، الأمور لا تزال غير مبشرة بالخير، ثلاث إلى أربعةسنوات مرت، والطبقة السياسية عاجزة عن إعمار الوطن، الأمور أخذت تسوء، ارهاب، فساد، مليشيات، طائفية، تحديات على الطبقة الجديدةالتصدي لها.
كل المؤشرات تتنبأ بفشل سياسي، المصالح الشخصية هي صفة سائدة، اغلب الكتل السياسية تشكك بغيرها وتحاول اضعافها، المناصبهي الفيصل في التقاء وجهات النظر، المصلحة الوطنية تذيلت القائمة بالنسبة لهم، كل ماحدث وعلى مدار العقود الحمراء كان مدفوع الثمنمن قبل أبناء هذا الشعب.
انتفضت الإرادات وقرر الشعب بان الوقت حان ليقول كلمته، فلا سنين أخرى عليه ان يقضيها وهو يرى ان بصيص الأمل آخذ يتضائل،فاليوم هو شهر اكتوبر من العام ٢٠١٩ ، السرادق تنصب وشعب يقف صفا واحدًا خلف شبابة، الطبقة الحاكمة تتخذ حلول ترقيعية، لا نيةحقيقة للحل .
يعتقدون ان الحل يكمن في الشخوص، وشباب الوطن يرى الحل في اختلاف السياسيات، اختلاف الآليات المتبعة في إدارة الدولة، يعتقدونان فلان سيقود السفينة إلى بر الأمان، وأبطال ساحات التظاهر واثقين ان كل شيء في هذه السفينة وضع عليها بطريقة خاطئة، الأمر الذييجعل وصولها إلى بر الأمان امر مستحيل .
أما ان الأون للطبقة السياسية الحاكمة ان تراجع سبعة عشر عام من الحكم، كم سبعة عشر عام علينا ان نعيشها قبل ان تقرر القوىالحاكمة ان هناك خلل في منظومة حكمها، كم من الوقت يلزمها للاعتراف بأخطائها.
لربما يكون لكم في حكمة الله أسوة حسنة فهو جل في علاه "يهلك ملوكاً ويستخلف آخرين" أما تهزكم هذه الكلمات؟
اما تجعلكم تعقدون العزم لإصلاح بدن السفينة قبل ان تغرق بنا وبكم فيذكركم بعدها التاريخ في احد فصوله السوداء، اللهم إني بلغت اللهمفأشهد، اتركوا مصالحكم ومصالح احزابكم واتجهوا لإنهاء عقود شعبكم الحمراء...
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat