صفحة الكاتب : اسعد عبدالله عبدعلي

الحكومة العراقية تقرر: توزيع قطعة ارض لكل عراقي
اسعد عبدالله عبدعلي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

تفاجأ العراقيون يوم الرابع من ايار لعام 2040, بخبر تناقلته المحطة الحكومية الرسمية والوكالات المحلية والعالمية والمحطات الفضائية, ونصه: "قررت الحكومة العراقية توزيع قطعة ارض لكل عراقي وحسب البطاقة التموينية, وبمساحة تبلغ 400 متر مربع, مع توفير قرض كبير يكفي لبناء بيت حديث ومتكامل, حيث تم القرار بتوسيع البناء في بغداد والمحافظات, بأحياء جديدة مع توفير الخدمات وخطوط النقل".

كل كلمات الوصف لا يمكن ان تنقل طبيعة مشاعر العراقيين لحظة الخبر, صراخ وغناء وتصفيق النسوة, والرجال اشعلت الجو بالرمي العشوائي والالعاب النارية, عم الرقص كل الشوارع بمشاركة الاطفال والشباب والشيوخ, وطوابير السيارات المزمرة تجوب شوارع بغداد حتى ساعات الصباح, والنساء توزع الحلوى, كانت مهرجات للرقص, انه الحلم الكبير لكل اهل العراق, وها هو يتحقق اخير بعد صبر العقود الطويلة.

حتى المحطات العالمية والمحللين الغربين والصحف الالكترونية الاوربية, خصصت مساحات واسعة للخبر, وهي كانت متفاجئة وسعيدة, وبقيت تنقل فعاليات العراقيين بشكل مباشر, وتشارك اهل العراق الفرح باستعادة حقه المنهوب منذ مائة عام.

لكن عند الصباح كانت صدمة الامة العراقية كبيرة وقاسية, كما هو العادة دوما من الطبقة السياسية النتنة.

الصدمة كانت بسبب خبر اخر عبر التلفاز الحكومي وباعتذار نصه: "نعتذر للشعب العراقي عن الخطأ الذي نشر يوم امس, حيث قام بعض الهكر بنشر البيان الكاذب والمجنون, وكنا نعتمد على وعي الناس في تكذيب الخبر, لكن خرج الامر عن المتوقع".

الحقيقة كنت انا وصديقي ابو سعد كنا متعجبين مما يجري ولم نصل لمرحلة التصديق التام, فنحن نعرف نظام الحكم الذي لا يفعل الا الشر, ومن سابع المستحيلات ان يفكر بحل ازمة السكن, بل هو يرى ديمومتها مهم لاستمرار حكمهم, كما علمهم الطاغية صدام بالأمس "نظرية جوع شعبك تتسلط عليه", لذلك كنا ننتظر تأكيدات حكومية قبل المشاركة في مهرجان الفرح العراقي.

والغريب ان لا احد من الحكومة كذب الخبر في ساعته, كان الحكومة سعيدة بالتلاعب بمشاعر الناس.

ازمة السكن سيمر عليها مائة عام في العراق, وهي من دون اي جهد للحل, فالحل يحتاج لتواجد حكومة شريفة تجعلها من اولوياتها, وهذا من غاب عن العراق منذ تشكيل الحكومة الاولى والى يومنا هذا, كل من يتسلم الحكم يضيع في دوامة الفساد واللهو والظلم والكسل.

بعد الصدمة.. قررت الجماهير ان تجلس في الشوارع ولا تغادرها, الى ان تعطي الحكومة حقوق العراقيين, بعد عشرات السنين من اغتصاب الحقوق, هذا النظام الفاسد يحتاج لمواجهة جماهيرية كي يعطي الحقوق, والا فانهم عبارة عن طبقة سياسية نتنة داعرة وناهبة للبلد, ولا تفكر الا بمصالحها الخاصة, حيث جعلت من العراق مجرد دكان لها, فهل تفعلها الجماهير وتجبر الطغاة على احقاق الحق؟


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


اسعد عبدالله عبدعلي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2020/05/04



كتابة تعليق لموضوع : الحكومة العراقية تقرر: توزيع قطعة ارض لكل عراقي
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net