صفحة الكاتب : علي حسين الخباز

رغيف انطباعي الدكتور عقيل مهدي والسؤال الجمالي
علي حسين الخباز
يثير الناقد  الدكتور عقيل مهدي في كتابه (السؤال الجمالي ) أكثر من معنى  تفاعلي  يشكل التماثل الحداثوي  كمعالجة فنية  تحمل حيثيات  دلالاتها  عبر التماهي المعرفي الذي يهذب مفهوم المغايرة  الرافضة  للمعنى  المباشر ، أو يعتبره على الأقل عنصرا معطلا للنتاج الدلالي،  ويطرح  محور  استثمار الطاقة الإيحائية كانزياح معياري لترسيخ  الكينونة الفنية بما يعني لديه زحزحة الحياة لحماية السلوك من الابتذال ومن انماط التفكير التقليدية ، رؤى تقرن الذائقة بجمالية النتاج ، وتستقر عند الوقع  الدلالي  بما تثيره من تأويلات التلقي، ولا يتم ذلك الا بتجاوز المعاني المقفلة وسلوك المنحى  العلاماتي ، تحولات المعنى لحضور المؤثر  بتناغمات  المضمون الجمالي  مع المبنى وخاصة عند  احتواء التصور  التجريبي المعتمد على الرؤيا /تفعيل الحدسي/ وتحويله الى مثير  أدراكي تعبيري، دعوات لها ماهيتها ومكوناتها التأملية ،
ولا تعني صياغة الاسلوب  لصيرورة جمالية دعوة انعزالية او ترسيخ لمفهوم تجريدي ،  فكان (السؤال الجمالي) تفاعل حقيقي مع الواقع الموضوعي ليدفع  الظاهرة الجمالية الى واقع الحياة البهي والتأكيد على ان انعزالها عن هموم المواطن العادي يدفعها الى حيز نخبوي ضيق، والابتعاد عن أي تأثير يسعى لظاهرة العزل النهائي عن الواقع  والبحث عن الفن خارج نطاق الحياة  ، هناك تجارب واعية للبحث عن الجمال فيما هو موجود ،و في انعكاسات الصراع  المعاش ، أراء متنوعة تبحث في جميع اوجه الجمالية  وتصوراتها التي لا يحدها قانون ، ولا يمكن  لقواعد عملية ترتكز على اعمال  منجزة لتكون منهجا يقود المدركات الى غاية الدقة والقيم الفنية المستخدمة تشكل نمطا من الموضوعات الخاصة التي تكون عبارة عن اجراءات وتجارب نسبية لا تمتلك المعيارية الثابتة فليس كل تشبيه جميل ولا كل تكرار مبدع ،  وكل عنصر من هذه العناصر يمثل قوالب محكمة ، استعرض الناقد الدكتور عقيل مهدي بعض المكونات البحثية التي عاملت الفن معاملة  العقلي المحض  وعدته ضربا من ضروب الفلسفة  ، ويستشهد بمجوعة من الآراء ليقدم لنا رؤاه المؤمنة بوجود المؤثر الإنساني الفكري والشعوري  المشبع بالجمالية والاسلوب لديه  تابع لطريقة  التعبير  الخاصة ،والبحث في العمق الابداعي  يحتاج الى معرفة ما يطرحه كبار الفنانين لاستخلاص الرأي المدروس  ، هناك من يعتقد  بسحريته  وبروحيته المعنوية  من الهام ومن ايحاء،  وفي الجهة الاخرى هناك من يركز على  الصفات التي  تستنطق الحكمة  والارادة ،  استشهادات متنوعة تطل بنا لعوالم غالبا ما نعيشها قبل ان نتعلمها  ، فنان يتعجل العمل ليعرف ما الذي سوف يحدث ،شعور مبدع يترقب انبثاق  الفكرة الاولى  للعمل الفني ويقدم لنا روح التأمل للوصول الى الطريق التكاملي عبر مكونات فكرية (من التفاهة ان أصور ما هو قائم )  وهذا طموح حر لتجديد الحياة ، فنجد ان المدلول  الجمالي لا يمثل  مرحلة زمانية  أو اثر مكاني بقدر ما يؤثر شعوريا ، ويحافظ على قيمة النص  امام سعة التصورات  وعمق الرؤى المتباينة  ، كمعايشته لنظريتين مختلفتين في علم الجمل  ، 
اولهما ... المثالية  التي ترى ان التطور  فكرة ، والموهبة ألهام والجمال عبقري نابع من تصورات 
ذكية وليس من واقع اجتماعي ، سمات تأملية  مجردة لا علاقة لها بمحتوى مضموني رسالي  هو نمط تصوري يعتمد  على استجابة  الذائقة بينما النظرية  الواقعية  تتخذ الواقع مصدرا  .. متقن التصوير  ودقة التعبير والصدق، والانسجام أحساس جمالي ،استطاع الدين ان يقدم رؤيا جمالية  وعوالم روحية تروي لنا قصص الامم السالفة واحاديث عن الاسراء والمعراج وعن القيامة والبرزخ وعن الجنة والنار  وكشفت عن ما لا يعرف  واستطاع ان يمنحنا اشكالا جديدة  وينظر الواقع  المتطور  الى ان الحدس اداة  لأدراك  الشعور  الباطني  ،والذاكرة الاستباقية  ـ (النبوءات) هي ايضا من الاعمال التعبيرية التي رسمت ما سيكون  من توهجات ادراكية  وهواجس واحاسيس من تأثير ات الوحي ، فكان سؤال الدكتور  عقيل مهدي سؤالا جماليا وهبنا المتعة والدرس 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي حسين الخباز
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/02/25



كتابة تعليق لموضوع : رغيف انطباعي الدكتور عقيل مهدي والسؤال الجمالي
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 3)


• (1) - كتب : ناصر عباس ، في 2012/02/26 .

رائع ايها الخباز ويستحق الدكتور عقيل مهدي

• (2) - كتب : اكرم السماوي ، في 2012/02/26 .

الاستاذ الخباز نسأل الله ان يزيدكم من فضله بحق محمد وال محمد


• (3) - كتب : شاكر حسن ، في 2012/02/26 .




--------------------------------------------------------------------------------


الاخ الفاضل علي حسين الخباز المحترم
السلام عليكم
اشكرك كثيرا على مرورك الكريم وتعليقك القيم على مقالتي( هل يمكن تقديم شيوخ فتاوى التكفير امام المحاكم الدولية؟ ).
اعتقد ان هذا الموضوع والذي اعتبره في غاية الاهمية يحتاج , بالاضافة الى الكتاب والصحفيين ,
الى قانونيين ومترجمين في اللغات العالمية المهمة . ويمكن السير بهذا الموضوع وفق الخطوات التالية .
1 - اختيار اهم الفتاوى التكفيرية ضد المخالفين وخاصة ضد الشيعة وبفية الاديان والمذاهب والتي تحلل قتلهم.
2 - ترجمة هذه الفتاوى الى اللغات المهمة كالانكليزية والفرنسية والالمانية والاسبانية.
3 - بعد ذلك يأتي دور رجال القانون , حيث يقوم هؤلاء بعرض القضية على المحاكم الدولية
مع ذكر المجازر التي تحدث بسبب هذه الفتاوى وعمليات القتل والذبح التي تحدث في العراق وباكستان وافغانستان وغيرها مرفقة بأشرطة فيديو لهذا المجازر.
4 - نشر هذه الفتاوى التكفيرية في الصحف والمجلات العالمية ومنظمات حقوق الانسان .
5 - ان يكون هناك نقاش في جميع المواقع الالكترونية والصحف والمجلات حول هذا الموضوع من قبل الكتاب والمثقفين واصحاب الاختصاص .







حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net