صفحة الكاتب : د . علي عبدالفتاح الحاج فرهود

الفرقُ بين الجِسمِ ، والجَسَدِ ، والبَدَنِ:
د . علي عبدالفتاح الحاج فرهود

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

وردني عن أَحدِ الإِخوانِ الأَكارمِ هذا السؤالُ: ((السلام عليكم دكتور هناك علم معروف (بلغه الجسد) اما في التعبير القرآني دلاله واضحه على ان الجسد يطلق لغير العاقل. هل مصطلح لغه الجسد المتعارف عليه عالميا مصطلح خاطىء ولم ينتبه احد إلى ذلك الخطأ. نستفد منكم دكتور)).

فكان جوابيَ الموجزُ:

عليكمُ السلامُ ورحمةُ اللٰهِ وبركاتُه.

إِنَّ مصطلحَ (لغةُ الجسدِ) خطأٌ من جهةِ أَنَّ الصوابَ هو (لغةُ الجسمِ ، أَو لغةُ البدنِ). وهي (لغةُ الإِشارة ، والسيمياءُ الصُّوريةُ الدَّالةُ على شيءٍ).

وربما يكونُ عدمُ التمييزِ الدقيقِِ للفرقِ اللغويِّ بين (الجَسدِ) ، و(الجِسمِ) هو السببَ في هذا الخلطِ والخطأ. وهو فرقٌ حدَّده القرآنُ بالنصوصِ الآتيةِ:

قال تعالى: ﴿ولَقَد فَتَنَّا سُلَيمانَ وأَلقَينا عَلى كُرسِيِّهِ جسَدًا ثُمَّ أَنابَ﴾ [ص/٣٤] و﴿فَأَخرَجَ لَهُم عِجلًا جَسَدًا لَهُ خُوارٌ ...﴾ [طه/٨٨] للمَيْتِ الذي فارقته نفسُه ، ولِما لا نفسَ فيه. وقال تعالى:﴿...قالَ إِنَّ اللٰهَ اصطَفاهُ عَلَيكُم وزادَهُ بَسطَةً في العِلمِ والجِسمِ ...﴾ [البقرة/٢٤٧] و﴿وإِذا رَأَيتَهُم تُعجِبُكَ أَجسامُهُم وَإِن يَقولوا تَسمَع لِقَولِهِم ...﴾ [المنافقون/٤] للحيِّ الذي نفسُه لم تُفارق بدنَه. وقال تعالى:﴿فاليَومَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكونَ لِمَن خَلفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثيرًا مِنَ النّاسِ عَن آياتِنا لَغافِلونَ﴾ [يونس/٩٢] للمَيْتِ جسمًا والحيِّ جسدًا ؛ ليكونَ آيةً للناسِ على القدرةِ الإِلهية ، وحُجَّةً عليهم من جهةِ أَنَّ هذا الذي كان يدَّعي كذِبًا بقولِه: ﴿...أَنا رَبُّكُمُ الأَعلى﴾ [النازعات/٢٤] ؛ فهو ليس مَيْتًا جسمًا فيقولُ: (بجَسَدِكَ) بل جسدُه طريٌّ طراوةَ جسمِ الحيِّ أَو بما يَجعلُه كالحيِّ جسمًا للناظرين. وهو ليس حيًّا جسدًا فيقولُ: (بجِسمِكَ) بل جسمُه فارقته نفسُه كالمَيْتِ جسدًا بلا نفْسٍ تمامًا. إِذًا (البَدَنُ) يكونُ مشترَكًا للحيِّ ، وللميْتِ.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . علي عبدالفتاح الحاج فرهود
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2020/08/23



كتابة تعليق لموضوع : الفرقُ بين الجِسمِ ، والجَسَدِ ، والبَدَنِ:
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net