من أوراق كربلاء الورقة العشرون : عـزاء اللـه ، كيف وماذا ؟
يحيى غالي ياسين
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
يحيى غالي ياسين
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
قال الإمام الحسين لأخته العقيلة زينب عليهما سلام الله قبيل استشهاده : يا اُخيّة .. تعزي بعزاء الله .. فهي بالتالي وصيّة لكل من يريد أن يحزن على مصائب أبي عبد الله ان يلتزم بهذه الوصية ، فنحن لسنا أشد حزناً من السيدة على أخيها .. !
ولا نشك بأنها عليها السلام قد التزمت بهذه الوصية بأعلى مستويات الالتزام ، وكانت مظهراً جلياً لعزاء الله ..ولهذا اذا اردنا ان نعرف ( عزاء الله ) علينا ان ننظر الى العقيلة ونتابع حركاتها وسكناتها بعد عاشوراء ونستنتج المعنى العملي له وان نتعزى بعد هذه المعرفة بهذا العزاء المقدس ، ومن تلك الأمور التي تصرّفت بها السيدة ع والتي يمكننا الاقتداء بها :
1. التسليم المطلق لله ، الهي تقبّل منّا هذا القربان .. الهي ان كان هذا يرضيك فخذ حتى ترضى .. ما رأيت الا جميلا .. بهذه العبارات أفصحت السيدة عليها السلام عمّا تنطوي عليه نفسية وعقلية المتعزّي بعزاء الله .
2. عدم الانشغال بالعزاء والحزن بما يؤدي الى التفريط بالدين وشريعة سيد المرسلين ، ففي قمّة مصائب السيدة عليها السلام نجدها اشدّ حرصاً على شخص الامام السجاد عليه السلام الذي يمثل بقية العترة الطاهرة ووارث حملة الرسالة ، فنجدها قد افتدته بنفسها ، فتقول للطاغية - في الكوفة والشام - عندما امر بقتل الامام السجاد وبعد ان اعتنقت الامام ( فإن قتلته فاقتلني معه ) ..
3. الحزن على سيد الشهداء واظهار اللوعة ولكن مع مظهر الشموخ والعنفوان والكرامة والشجاعة بوجه الظلمة والمنحرفين وعدم الظهور بمظهر الضعف والانكسار والغلبة ، انظر الى هذا المقطع في محضر يزيد مقرّعة له ( أمن العدل ياابن الطلقاء تخديرك حرائرك وأماءك وسوقك بنات رسول الله ص سبايا , قد هتكت ستورهن , وأبديت وجوههن تحدو بهن الأعداء من بلد ألى بلد ويستشرفهن أهل الناهل والمعاقل ويتصفح وجوههن القريب والبعيد والدني والشريف ليس لهن من حماتهن حمي ولا من رجالهن ولي وكيف يرتجى من لفظ فوه أكباد الأزكياء ونبت لحمه من دماء الشهداء وكيف يستبطئ في بغضنا أهل البيت من نظر ألينا باالشنف والشنآن والأحن والأضغان ثم تقول غير متأثم ولا مستعظم : لأهلوا واستهلوا فرحا ثم قالوا يايزيد لاتشل ) .. اي شموخ هذا !!
4. الحزن على المظلوم يحتاج الى فضح الظالم وتعرية جرائمه وكشف حقيقته ورفع الستر عن خساستهم ، وفي المقابل ردّ الشبهات عن الدين وائمة المسلمين واهل بيت رسول رب العالمين واعطائهم حقهم من التعظيم والتبجيل والمنزلة الرفيعة والكرامة المنيعة ..
5 . التعريف بأهداف الثورة والمحافظة على قداستها والحرص على استمرار اتقاد جمرتها .. وكذلك التعريف بمستقبل هذه الثورة وثمارها التي ستحصدها بالإضافة الى الجزاء الجزيل والعطاء الجميل الذي سيناله اصحابها في الدنيا ودار الآخرة ( فكد كيدك، واسع سعيك، وناصب جهدك، فو اللّه لا تمحو ذكرنا، ولا تميت وحينا، ولا يرحض عنك عارها، وهـل رأيك إلا فند وأيامك إلا عدد، وجمعك إلا بدد، يوم ينادى المنادي ألا لعنة اللّه على الظالمين ».
هذه بعض مظاهر عزاء الله الذي التزمت به السيدة عليها السلام بوصية من ابي عبد الله ع وقطرات من دموع زينب واترك لكم ذكر اشكال اخرى لعزاء الله جرى على حال ومقال زينب عليها السلام ..
آجركم الله
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat