صفحة الكاتب : الشيخ مظفر علي الركابي

نحلة الزهراء 
الشيخ مظفر علي الركابي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 كان للزهراء ( عليها السلام ) نحلتان من رسول الله (صلى الله  عليه واله وسلم ) 

الأولى : فدك 
وهي هبة من رسول الله للزهراء وقد  كانت ملك لها في حياة النبي ، لكن الخليفة الأول انتزعها من يد الزهراء وغصبها منها بحديث يعتقد هو سمعه من النبي ولا من شاهد معه على ذلك سوى اعرابي مجهول الحال ، ولست اريد الخوض في تفاصيل الحادثة ، فالحادثة معروفة في كتب التاريخ والحديث وقد تناولها العلماء بين المثبت لها والمنفي ، وبين من يستدل على صحة مطالبة الزهراء وبين من يبرر عمل الخليفة الأول وإن ذلك من صلاحياته مراعاة لمصلحة المسلمين . 
وإنما حديثي  عن جانب مهم من مصادرة فدك بعد ثبوت صحة ما حدث للروايات الصحيحة عند الطرفين وهو جانب اقتصادي سياسي وقبل الحديث عنه لا بد من ذكر هذه الكلمة للشهيد المفكر العلامة مرتضى  المطهري حيث يقول ( أي مشروع تريد بناءه او تهديمه المدخل إليه من جانب اقتصادي ) 
معنى هذا الكلام كل إنسان في داخل نفسه يتمنى أن يساعد الفقراء يقدم خدمات للأيتام ، يزوج الشباب، يساعد المرضى ممن يحتاج لإجراء عملية جراحية او بناء مسجد وكثير من أعمال  الخير ، لكن تبقى هذه مجرد أمنية ، ولا يتحقق شيء على أرض الواقع مالم يجد السيولة النقدية لتحقيق امنياته تلك . 
وكذلك من جانب اخر اي مشروع تريد اسقاطه يكون المدخل إلى ذلك هو الجانب المادي ( المال ) فاكبر مشروع جفف عنه مصادر التمويل المادي سوف يفشل ويسقط وينهار ، والشواهد على ذلك كثيرة فكم من شركات قد اعلنت افلاسها ولم تستطع ان توفر رواتب العاملين عندها حتى تضطر لبيع ما تملك لشركة اخرى وتصبح في خبر كانَ . 
بعد هذه المقدمة نقول لماذا صادرت السلطة الحاكمة فدكاً من يد الزهراء  ؟
الجواب لهذا السبب ، أن فدكاً كانت تدر على أهل البيت مورد اقتصادي ضخم ، وكان هذا المورد ينفقه أمير المؤمنين والزهراء على الفقراء والمحتاجين والمساكين ، مما سوف يكون لهم قاعدة شعبية كبيرة ، والناس جبلت على من احسن إليها ، وكما يقول الشاعر 
احسن الى الناس تستعطف قلوبهم   فطالما استعبد الإحسان إنسانا 
وبالنتيجة إن ميل الناس الى كفة علي وفاطمة عليهما السلام ،مع قوة الحجة وسلامة الفكرة سوف يسحب الشرعية ممن اخذها بغير حق ، وسوف تنقلب الموازين ويرجع الحق إلى اهله . 
لذلك تنبه الخليفة الأول ووزيره لخطورة ذلك الأمر فقررا مصادرة فدك لتكون تحت يد السلطة يتحكمون بها كما ارادا. 
فما كان من الزهراء الا أن تحتج على ابي بكر بحقها في ذلك وخطبت خطبتها الفدكية وقد وضعت النقاط على الحروف ، ولو أعطت السلطة فدكاً للزهراء ورجعت إليها فسوف تكون الخطوة الثانية هو المطالبة بمقام الخلافة المغتصبة ، لذلك القوم ردموا النهر من منبعه وأصروا على موقفهم وصادروا فدكاً واحرقوا اخر ورقة تلوح بها الزهراء لإرجاع الحق إلى نصابه . 
بل لم يكتفو بإحراق تلك الورقة فعمدوا لإحراق باب الزهراء 
وأرادوا أن يسقطوا كل ما في يد الزهراء من حجج للمطالبة بحقها وحق أمير المؤمنين 
فاسقطوا جنينها 
بل ذهبوا لابعد من ذلك فارادوا أن يكسرو كل خطوة تقوم بها الزهراء لتقف في صدر مسجد أبيها رسول الله لتدافع عن حقها وتفضح أولئك المتسلطون 
فكسروا ضلعها . 
بل أرادوا أن لا تستشهد الزهراء بالقرآن الكريم ولا احاديث أبيها رسول الله 
فاسرعوا في قتلها واستشهادها 
فضاعت بذلك النحلة الأولى وتحقق لهم ما ارادوا 

أما النحلة الثانية التي كانت من رسول الله ( صلى الله عليه واله وسلم ) للزهراء ( عليها السلام ) 
فكان التسبيح المعروف عند الشيعة المسمى بإسمها ( تسبيح الزهراء ) 
وقصة ذلك التسبيح مشهورة عند علماء الشيعة ، لكن اذكر بعض الاحاديث في فضيلة هذا التسبيح تاركاً التعرض لفلسفته في موضعٍ اخر 
١-ورد عن الإمام  الصادق ( عليه السلام )أنه قال: إنا نأمر صبياننا بتسبيح فاطمة الزهراء كما نأمرهم بالصلاة فالزمه فإنه لم يلزمه عبد فشقي
٢- وبسند معتبر عن الباقر أنّه قال: من سبح تسبيح فاطمة سلام الله عليها ثم استغفر الله غفر الله له وهو مائة على اللسان وألف في الميزان ويطرد الشيطان ويرضي الرب.
٣-  وعن الصادق أنه قال: من سبح بتسبيح فاطمة قبل أن يثني رجليه من صلاة الفريضة غفر له ووجبت له الجنة 
٤- وفي سندٍ معتبر آخر عنه أنّه قال: تسبيح الزهراء فاطمة في دبر كل فريضة أحب إليّ من صلاة ألف ركعة في كل يوم.
٥- - قال الصادق عليه السلام: "من بات على تسبيح فاطمة عليها السلام كان من الذاكرين للَّه كثيراً والذاكرات" وسائل الشيعة - 
٦- وما ورد عن الإمام الباقر عليه السلام فيه، فقال عليه السلام: « ما عُبد الله بشيء من التحميد أفضل من تسبيح فاطمة عليها السلام ولو كان شيء أفضل منه لنحله رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فاطمة عليها السلام»
وكلمة لنحله رسول الله 
وهذه هي النحلة الثانية
ونفهم من ذلك إن من المستحبات لهذا التسبيح هو دبر كل صلاة وحين يأخذ المؤمن مضجعه ، لذلك نحن الزهراء معنا طول اليوم ، ونحن مع ذكراها قبل النوم ، وحين ننهي كل صلاة مكتوبة هي معنا بل مثلث الإمامة هم في كل صلاة معنا وهم . 
١- الإمام علي عليه السلام معنا في كل آذان وإقامة ولولاه لما قام الدين .
٢- وفاطمة الزهراء معنا في دبر كل صلاة ولولاها لأدبر عنا الدين . 
٣- والحسين عليه السلام معنا في كل سجود ولولاه لما ساد الدين . 
وباقي الائمة معنا في تسليم كل صلاة ولولاهم لما سلم الدين .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


الشيخ مظفر علي الركابي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2021/01/16



كتابة تعليق لموضوع : نحلة الزهراء 
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net