حقيقة المهدي بدلالة القرآن الكريم
علاء تكليف العوادي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
علاء تكليف العوادي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
إن مسألة الامام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف) من المسائل الاساسية والحساسة في العصر الحاضر كونها اصبحت مادة اساسية للبحث في حقيقة وجود الامام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف) بين المذاهب الاسلامية بل حتى في كلام الديانات الاخرى حين تحدثت حول المنقذ وحقيقة وجوده وهذه الحقيقة التي يبحث عنها الباحث يمكن ان يجد لها جذور وثيقة في القرآن الكريم اذ ان القرآن وان لم يصرح باسم الامام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف) إلا ان آياته قد تأولت فيه والروايات التي تشير الى تأويل تلك الآيات كثير حيث انها أشارت ان القرآن وفي موارد كثير قد أولت آياته في الامام (عجل الله تعالى فرجه الشريف) وذكرت كتب التفسير جملة من تلك الآيات التي تؤول فيه (عجل الله تعالى فرجه الشريف) وأنه سيقيم دولة العدل الالهي منها :
أولاً:- ما جاء من قوله تعالى في الآية: ٣٣ من سورة التوبة، {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ}.
وقد روى الشيخ الصدوق في كمال الدين وتمام النعمة،٦٧٠ ح١٦: عن أبي بصير قال: قال أبو عبد الله عليه السلام في قول الله عزَّ وجلَّ: {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ}، فقال: والله ما نزل تأويلها بعد، ولا ينزل تأويلها حتى يخرج القائم عليه السلام، فإذا خرج القائم عليه السلام لم يبق كافر بالله العظيم، ولا مشرك بالإمام إلا كره خروجه حتى لو كان هناك كافر أو مشرك في بطن صخرة لقالت: يا مؤمن في بطني كافر فاكسرني واقتله.
ثانياً: قوله تعالى في سورة البقرة، الآية: ١-٣: {الم، ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ، الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ}.
روى الشيخ الصدوق في كمال الدين وتمام النعمة, ١٧- ١٨: عن داود بن كثير الرقي، عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عزَّ وجلَّ: {هُدًى لِلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ} قال: من أقرّ بقيام القائم عليه السلام أنه حقّ.
وعن يحيى بن أبي القاسم قال: سألت الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام عن قول الله عزَّ وجلَّ: {الم ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ}؟ فقال: المتقون شيعة علي عليه السلام والغيب فهو الحجة الغائب.
وشاهد ذلك قول الله عزَّ وجلَّ: {وَيَقُولُونَ لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آَيَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَقُلْ إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلَّهِ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ} سورة يونس، الآية: ٢٠, فأخبر عزَّ وجلَّ أن الآية هي الغيب، والغيب هو الحجة، وتصديق ذلك قول الله عزَّ وجلَّ: {وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آَيَةً} سورة المؤمنون، الآية: ٥٠.يعني حجة.
ثالثاً: قوله تعالى في الآية: ٥٥من سورة النور: {وَعَدَ الله الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا}.
قال القمي في تفسيره ج1ص ١٤: قوله: {وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ..} نزلت في القائم من آل محمد صلى الله عليه وآله.
وقال العلامة الطبرسي في مجمع البيان: ج7 ص152: فعلى هذا يكون المراد بالذين آمنوا وعملوا الصالحات: النبي وأهل بيته (صلوات الرحمن عليهم) وتضمنت الآية البشارة لهم بالاستخلاف والتمكين في البلاد، وارتفاع الخوف عنهم عند قيام المهدي (عليه السلام).
وأضاف قائلاً: وعلى هذا إجماع العترة الطاهرة وإجماعهم حُجَّة، لقول النبي(صلى الله عليه وآله): (إني تارك فيكم الثقلين: كتاب الله وعترتي أهل بيتي، لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض) وأيضاً فإن التمكن في الأرض على الإطلاق لم يتفق فيما مضى، فهو منتظر لأن الله (عزّ اسمه) لا يخلف وعده.
هذه جملة من الآيات التي أولت في الامام المهدي المنتظر (عجل الله تعالى فرجه الشريف) والتي أشات إليها روايات أئمة أهل البيت (عليهم السلام) فبهذا يتضح حقيقة الإمام المهدي في القرآن ,انه موجود وسيظهر (عليها السلام) اخر الامر لامحالة ليملأ الرض قسطاً وعدلا بعد ما ملئت ظلما وجوراً.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat