الإسلام بعالمية دستوره وعدالة تشريعاته أصبح أملا لكل الشعوب المستضعفة في العالم وحتى للشعوب المتحضرة لأنها تدور في محور سياسة سادية لا غاية لها سوى تهميش وإلهاء شعوبها بالمتع والملذات والألعاب الرياضية وأفلام العنف المنحطة وجعل تلك الشعوب اداة لتمرير سياسات عالمية خطيرة على التكوين البشري، فالعولمة الدنيوية استعمار جديد بات يغزوا مفاصلاً مهمة من حياة شعوب الأمم وثقافاتهم ومحاربة اقتصاديات الدول حاملة إليهم آخر موديلات الفساد الإداري والأخلاقي وتهديم البنية التحتية للقيم والمبادئ الأنسانية التي كافح لإرسائها بـُناة الفكر الحضاري على مر التاريخ، إن هذه الحركة الفاشستية القصد منها جعل العالم بأسره يسير وفق المنظومة الأمريكية الاستحواذية فالمخدرات مثلاً صارت جزءاً من العولمة الأمريكية التي صار من ابجدياتها أن لا مكان للضعفاء على وجه الخليقة فهي تفرض على المجتمات الإنسانية خيارات قسرية سياسياً واقتصادياً وثقافياً من خلال اتفاقيات بين حكومات غير متكافئة حضارياً لذا تتم الهيمنة وفق نظام التابع والمتبوع ونشر الفكر الإستعلائي على غرار الفكر النازي الالماني ألا وهو الأمريكان فوق الجميع وإن لم يصرَّحوا علناً أمام هيئة الأمم!! ومما لا يخفى على كل ذي لب أن للعولمة وجهان أحدهما قبيح (أمركة العالم)والآخر حسن وقد نشأ منذ القدم على اعتبار محاكاة حضارات الشعوب ونشر المعارف والثقافات والتحاور والتجاذب والفكر والاقتصادي بين مختلف القوميات فهذه من بديهيات الأنسنة التي جبلنا عليها سبحانه وتعالى (وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم) فكل دولة من حقها أن تفخر ببضاعاتها الحديثة وتصديرها للخارج منافسة بذلك الأسواق العالمية التي تحكمها الجودة وكفاءة المنتوج،فهي وفق هذا الطرح الاقتصادي الأخلاقي ظاهرة تثري الأرض والإنسان فالعولمة الشريفة القائمة على طرح الجيد وإسعاد الناس بعيداً عن جرِّهم إلى زوايا مظلمة فهي تفاعل طيب بين اقتصاديات الدول الغير امبريالية أو ما يسمى بالدول النامية.فالعملة الجيدة تزيح الرديئة مما يفسح المجال لإنتاج أشياء أفضل وفوائدها لكافة شعوب العالم أما العولمة المستهجنة هي تلك التي يكون مضارها أكثر من فوائدها والتي من جرَّائها نشأت طبقة مترفة وهي الرأسمالية التي هيمنت على ثلاثة أرباع الكرة الأرضية لكن عالمية الإسلام وقفت بتحدٍٍ أمامها لإنقاذ ما يمكن انقاذه مدافعة عن الإنسانية عبر طروحاتٍ هادفة وبنـَّاءة لعلماء مدرسة أهل البيت عليهم السلام .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat