السعلوة في حضارة وادي الر افدين
انعام حميد الحجية
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
انعام حميد الحجية
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
ربما كانت السعلاة هي أحد مكنونات الذات التي تخضع لظواهر الطبيعة كحالات الخسوف والكسوف.. حتى أصبحت الحيوانات رموزا خرافية رسم بعضها على الصخور كـ(الثور المجنح) ونشأ إعتقاد بوجود العفاريت والارواح الشريرة وكان أهل بابل يقولون (من يمشي دون إله في الشارع سيكون العفريت دثاره) فنجد في ملحمة جلجامش إن (خمبابا) العفريت الذي يحرس غابة الارز ونجد (الرجل العقرب) وقد ورد ذكر الغول في قصة الخليقة البابلية وهناك الكثير من هذه الوحوش منها (كور) و(ليليث) العفريتية التي كانت سببا لجلب الشؤم ويعرف النقاد أن ليليث أول سعلوة في الموروث المثيولوجي العراقي.
وقد حمل الموروث صفات توحي لنا بشكل السعلاة حيث ترجع الحكايات الى أن السعلوة هي أنثى الغول لها شكل امرأة طويلة القامة كثيفة الشعر سوداء اللون لها مخالب ،ويرى البعض على أنها حيوان مائي وانها نصف امرأة والنصف الآخر ذيل سمكة فنجد هناك بعض التناقضات نتيجة البيئة المروية فمدن الرواء كالفرات الاوسط وبعض المدن الاخرى تراها تعيش في الماء اما المناطق الصحراوية او القريبة من القفار تراها تعيش في الفيافي ومن حالات الموروث تؤكد على تواجد السعلاة كواقع خاص ففي مناطق الوسط والجنوب زعموا ان (علي آل صويلح) تعرض لإمتحان فرضته الخزاعل بالصراع مع السعلوة فاحتال عليها وقتلها والقاها في مضيف حمد آل حمود شيخ الخزاعل ،واما في منطقة باب السيف في بغداد هناك بيت يسمى(بيت أبو طاوة) يقال ان سعلاة طلبت منهم (طاوة فاعطوها) واما أهل حديثة وعانة فاشتهر عندهم رجل يدعى (أحمد البراونه) كان كريما مع السعلاة ولما مات ندبته النساء والاطفال (تبجي حديثه وعانه..على أحمد البروانه.. يمعيش السعلوه.. على لحم خرفانه) واما اهل تكريت فينشدوها ( تبجي حديثه وهيتي على احمد التكريتي.. يمعيش السعلوه على لحم وثريدي).
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat