الى السيد أسامة النجيفي وبرلمانه ( أصرخوا لوجه العراق )
حامد گعيد الجبوري
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
حامد گعيد الجبوري
![](images/40x35xwarning.png.pagespeed.ic.s9TRQSmzfj.png)
يقاس الخياط الماهر ببراعته وفنه حين إنجازه بدلة لزبونه بمدة قصيرة ، وببروفة واحدة فقط ، وربما بلا بروفة ، وأنا أعترف أن البرلمانيين العراقيون خياطون ماهرون ومن الدرجة الأولى ، فقد استطاعت الجمعية الوطنية الأم ، والبرلمان الأول أن يضعوا قوانينهم ، ودستورهم وفق قياسهم المضبوط ، بل فاقوا الخبرة قليلا ، بإعطاء قياسا أكبر من قياسهم الحالي ، تحسبا للترهل المالي والجسمي والفكري لاحقا ، ولعل المشاكل التي رافقت عقد الجلسة الأولى وما بعدها ، والتي امتدت لشهور عجاف طوال ، وأتت بشخصيات ربما لا يختلفون عن البرلمان السابق بشئ كبير ، وحسب قياس الخياطون الجدد أتت بالسيد جلال الطالباني لرئاسة الجمهورية ، وجلال الطالباني أقسم بالله تعالى أنه لا يواجه الله إلا وهو رئيس للجمهورية ، لأن الخالق الكبير سوف يفرش له السجاد الأحمر لاستقباله ، وهو محمول على أكتاف المراجع الذين أسموه صمام أمان ، والقياسات نفسها أتت بالسيد المالكي ، والسيد النجيفي ، ولأن السيد النجيفي تصدر التشريع من خلال برلمانه ، القوانين وتعديلاته ، والتشريعات وما يلحق بها ولها ، لذا سأوجه له هذا الكلام ، عسى أن تصل لضمير وطنيته ، ويعمل لا حقا لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من العراق الذي أصبح خربة كبيرة لا تعدلها خربة ، وربما يتصور القارئ الكريم أني أحن لنظام الدكتاتورية البغيضة التي أن لم تستحق اللعن ، فيجب علينا لعنها لأنها أتت بأشباه الأميين ، والمتخلفين ، وسراق القوت ، ومزوري الوثائق والشهادات .
إن قانون الانتخابات ، سواء للبرلمان أو مجالس المحافظات يجب إعادة النظر به ، لأن القانون القديم المعمول به جلب الكثير ممن لا يستحقون الوصول لقبة البرلمان ، ومجالس المحافظات ، فالقوائم المغلقة التي لم تقر ، جاءوا بقوائم مفتوحة ضمن القوائم المغلقة ، لم تجلب للعراقيين إلا مثل هؤلاء ، وإن سألت يا سيادة النجيفي ما هو الحل ؟ نقول لك ومن خلال برلمانك الموقر ، عليكم أنتم أن تجدوا للعراقيين سبيلا للخروج من تسلط قوة الأحزاب المهيمنة على العراق وناسه ، وآلت الأمور لما تعرفه أنت أكثر منا ، والحل بسيط جدا ، ولا يهمنا أو يضيرنا أن تكون قائمة الحزب المعني واحدة مغلقة أو مفتوحة تنزل على شكل تسلسلات ، ولكن الذي يضيرنا أن تجمع أصوات الناس بتلك القائمة ليحصدها فلان أو فلان ، والمقترح الذي نضعه بين يديك مستصرخون عراقيتك أن تناقشوا تحت قبة البرلمان هذه المسألة ، التي سببت للعراق التخلف وجلبت الأميين لسدة الحكم ، فلو افترضنا أنكم عملتم بهذا المشروع وأيقنتم به ، فسوف تجد الحزبي الكفء ، ضمن القائمة الفلانية قد حصد من الأصوات ما تؤهله لعبور العتبة الانتخابية ، وستجد الكفاءات غير المتحزبة ، جنبا لجنب مع شرائح المجتمع التي تستحق أن تصل لقبة البرلمان ، إسلاميون ، مسيحيون ، بقية الأديان والطوائف ، حزبيون ، علمانيون ، وغيرهم ، وآلية ذلك بسيطة جدا وغير معقدة ، ولنفترض أن مفوضية الانتخابات ، بدأت الفرز من أعلى الأصوات وصولا لأعلى الخاسرين ، وهكذا ، دعوة عراقية مخلصة وخالصة ، أضعها أمامك يا رئيس البرلمان العراقي ، وللشرفاء من البرلمانيين ، وأتمنى على من يقرأ ما كتبت أن يصادق على ذلك ، بالرد أو الكتابة ، لنخرج بعدد من الأصوات المحبة للعراق وللتحضر ، لننهض سوية مع الدول المتمدنة ، والدعوة خالصة لوجه العراق وأهله .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat