حاوره علي حسين الخباز
صدى الروضتين: كيف ترى مستقبل القصيدة الحسينية... وبخاصة قصائد الخارج ؟
الشاعر رضا الخفاجي: طالما كانت القضية الحسينية تتوفر على أسباب وجودها وديمومتها... فإن القصيدة الحسينية ستبقى إحدى أهم أدوات النهضة الحسينية الفاعلة ولكن هناك تفاوت بين مستوى الشعراء... وهذا أمر طبيعي، وعوامله وأسبابه كثيرة فيها العامل الثقافي والعامل الاجتماعي ومستوى الوعي والإدراك... وكذلك تأثير المكان ومن هذا المنطلق يمكننا التحدث قليلاً عن قصائد الخارج، ومع احترامنا واعتزازنا بكل ما كتب ويكتب كونه يتعلق بالإمام الحسين (ع) لكن النظرة النقدية الموضوعية الواعية تؤشر الكثير من مواطن الخلل... فحيوية ومصداقية قصائد الخارج لا تقاس بحيوية ومصداقية قصائد الداخل، والمعروف عند الدارسين والمهتمين بشأن القصيدة الحسينية فهذا الكلام لا يشمل كل قصائد الداخل، فالشاعر الذي مكث ولم يغادر وتحمل كل مآسي الزمن الدكتاتوري القمعي وصمد ولم يبع نفسه للشيطان ومغرياته... بالتأكيد يختلف عن الشاعر الذي هاجر من أجل أن يتخلص وينأى عن الظلم وحصل على عيشة هانئة... قياساً إلى الرعب والظلم الذي أحس به شاعر الداخل مع بقية أبناء المجتمع، لذلك تميزت قصيدة الخارج بتركيزها على الشكل البكائي والمبالغة فيه إلى درجة كبيرة من أجل استدرار عواطف الجماهير لأسباب معروفة. في حين توفرت قصائد الداخل على الفكر المشرق والإيمان بالمستقبل إضافة إلى الجانب المأساوي المعقول. وبخاصة تلك التي تكتب بأقلام وروحية واعية، وذات قيمة عالية العطاء... لأننا كُنا ومازلنا وسنبقى نعول على الجانب الفكري بالدرجة الأولى في كتابة القصيدة الحسينية... لأن الصراع مازال وسيبقى فكرياً، حتى وإن سالت من أجله الدماء الكثيرة لأننا لا نؤمن بالعنف والإرهاب، ولا نسعى إلى فرض آرائنا بقوة السلاح، ولكن من حقنا الدفاع عن أنفسنا ومعتقداتنا، وأن دماءنا كانت باستمرار هي العامل الحاسم في هذا الصراع.
صدى الروضتين: انفتاح الإعلام هل أثر على القضية الحسينية؟
الشاعر رضا الخفاجي: في الزمن الدكتاتوري كانت القصائد الحسينية محاربة كما هو الفكر الحسيني ورغم أن الحرب ضد النهج الحسيني لم تتوقف وإنما اتخذت أشكالاً وأساليب أخرى... لكننا الآن في زمن الديمقراطية والحرية والانفتاح كما يقولون ! لهذا تعددت وكثرت المرافق والمؤسسات الإعلامية حتى وصلت إلى درجة المبالغة {وإن كل شيء زاد عن حده انقلب ضده} كما يقول المثل العربي الشائع. إن هذا الانفتاح العشوائي الغير مبرر والغير منظم جعل أصحاب هذه المؤسسات والفضائيات يبحثون عن أي مادة تسد بها فراغها وخواءها الكبير... حتى وإن كانت تلك المادة متهافتة ولا تتوفر على أسباب بقائها، لذلك انتشر الكم الرديء على حساب النوع الجيد الذي أنحسر، لأن العملة الرديئة تطرد العملة الجيدة كما يقول: علم الاقتصاد. أي أن العملة أو البضاعة أو المادة أو المنجز الإبداعي الجيد ينكمش على نفسه مخافة أن يختلط بالرديء السائد، وهذا ما حصل بالفعل في غالبية الفضائيات والمؤسسات الإعلامية والثقافية، حيث تفشى الكذب والمزايدات الرخيصة وابتعدت الكثير من الفضائيات عن المهنية وعن المصداقية... إن الطابع التجاري الكسبي غلب الإبداع الحقيقي والأصالة والإيمان بالأفكار والمثل والقيم العليا. إننا نعلم علم اليقين بأن البعض من فضائياتنا حصراً والمدعومة مالياً من قبل محبي آل البيت في جميع بقاع العالم دعماً غير محدود، من أجل تقديم الأفضل والأجود والأصيل من أفكار آل البيت الأطهار، في حين ترى القائمين على هذه الفضائيات (داخل العراق) لا يعطون للمبدع الأصيل الذي لا يقدر عطاؤه بثمن، إلا الفتات وتذهب غالبية الأموال إلى جيوب هؤلاء المرتزقة المتاجرين بمذهب آل البيت- والذي أصبح الدين لعقاً على ألسنتهم... كما يقول الإمام الحسين (ع) نحن هنا ننتقد مؤسساتنا وعندنا من الأدلة والبراهين على تجاوز هؤلاء الطارئين الذين يتكلمون باسم الفكر الحسيني زوراً وبهتاناً وهم يسرقون جهود المبدعين ويبخسون حقوقهم وهذه الرسالة موجهة إلى كل مخلص لآل البيت الأطهار من أجل الارتقاء بما يقدم في جميع مؤسساتنا. يجب أن نضع الرجل المناسب في المكان المناسب. فقد آن الأوان لنكون بمستوى المسؤولية وكفى متاجرة بالمبادئ من أجل الكسب الغير شريف.
صدى الروضتين: هل احتضنت الدولة أو المؤسسات، الشاعر في الزمن الحاضر؟
الشاعر رضا الخفاجي: لما كانت عملية بناء الدولة العصرية، القائمة على المؤسسات، لم تكتمل بعد... فإن الخلل ما يزال يتواجد في جميع مرافق الحياة. ولكن أملنا بالمستقبل المنظور كبيراً بعونٍ من العلي القدير... لأن ما تعرض له العراق من عدوان وحقد سافرين على المسيرة الجديدة المباركة ولم يتعرض له أي بلد في العالم فحجم الحقد والتآمر أكبر من مستوى الإدراك العادي. وهذا هو شأن الحكومات الدكتاتورية المستأسدة على شعوبها المظلومة المقهورة حيث تتعامل معها بأبشع أساليب البطش والقهر من قتل جماعي وتهجير وسطو وسلب ونهب... وجميعنا يعرف من الذي خلق الإرهاب ومن هو بن لادن وما هي مصادر تمويله؟ وأين قواعده ومن هم أنصاره والقائمون على تمويل مشروعه الإرهابي الجهنمي... يكفي أن نقول: إن الشيخ بندر ابن عبد العزيز السعودي قال: لقد وضعنا أكثر من مائتي مليار دولار لمحاربة فكر آل البيت النبوي الأطهار...؟! نعم رغم كل ذلك فأن قوة الدولة العراقية الفتية تتنامى شيئاً فشيئاً وتتعافى، وإنجازاتها تزداد يوماً بعد يوم، ولقد سمعنا بأن بداية عام 2008م ستشهد دعماً للأدباء والكتاب وكل المبدعين... وإن مشروع الرواتب الشهرية قائم على قدمٍ وساق وأنه سيرى النور في القريب العاجل وإن هذا المشروع إذا أقر فإنه أضعف الإيمان ولكننا نعتبره أول الغيث.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat