صفحة الكاتب : صدى الروضتين

(حوار مع كاتب وكتاب) (الاجابة المباركة )
صدى الروضتين

 صدى الروضتين : من المؤكد ان اجابة الامام الصادق عليه السلام لوصية ابيه الامام الباقر سلام الله عليهما (يا جعفر اوصيك بأصحابي خيرا، اجابه جعلت فداك والله لأدعنهم والرجل منهم في المصر لا يسال احد، الذي نريد ان نعرفه  ما هي ابعاد هذه الاجابة المباركة ؟

 
الدكتور محمد حسين الصغير
لإجابة الامام الصادق عليه السلام بعدين اساسيين، البعد العلمي اذ لم يبخل على احد بشيء قط، وفي هذه القضية تحقيق لقوله والرجل منهم يكون في المصر لا يسال احدا ضمن السؤال المعنوي والمادي، فيما نعده من وصية ابيه الباقر عليه السلام لقد حثهم على العلم وادبهم به وترك لهم احاديث كثيرة تبين فضل العلم وادأب طلبه وعائدتيه في نفع العباد ومنزلته عند الله رب العالمين
هناك قول لطيف للأستاذ محمد حسين ال ياسين تنبيه المسلمين على ضرورة ان يكون طلب العلم للفقه سواء كان بمعناها الخاص لأنه شريعة الله في الارض او بمعناه العام وهو الفهم والعقل لأنه اغلى ما منح الله الانسان وانفس ما اعطاه، ولذلك يجب ان تكون الغاية العليا من المجلس التعليم تنمية العقل الرافض للخرافات

بعد هذا ممكن انا اسالكم ماذا ينتفع من يدرس عند الامام عليه السلام؟ والامام لن ينفعهم ماديا وهذا الحضور الى درس الامام يعرضه لتهديدات السلطة الاموية والعباسية فان عرف ولائه للإمام الصادق عليه السلام لم يامن على حياته من اعوان الخليفة ،فالخليفة كان يعتبر الامام وانصاره من خصوم الخلافة وكان طلاب المدرسة يعلمون علم اليقين بان الامام لا يملك مالا ولا مناصب يوزعها عليهم، فما الذي يجذبهم الى مدرسته رغم هذه المخاطر ورغم انعدام المنفعة المادية الا اخلاص مستقر في النفس وايمان عميق واعجاب بدروسه التي يلقيها ببيانه العذب ويهدف بها الى الحقائق وجوهر المعرفة، والطلاب لن يداعبهم الامل في الحصول على الوظائف ولا على اي نفوذ سياسي وانما كانوا يحضرون الدرس للاغتراف من علمه فقط

&&&
صدى الروضتين:ـ  هل نجح بعض الشيء تيار الحكومي المعادي من عرقلة الامام الصادق عليه السلام من مهامه الفكرية والدينية والانسانية

الدكتور محمد حسين الصغير

مع هذا الحرمان الذي تحدثنا عنه انتشر التشيع في ربوع الشرق بثقافته العلمية المنطقية المبسطة بإصرار وثبات في مقاومة التيار الحكومي المعادي له وان لم ينجح في انشاء مركز سياسي او نظام حكومي يستند عليه، معناه انه نجح في الفكر لا بالسلطان وبالروح لا بالقدرة المادية وهذا هو السر في اختراق مدرسة الامام عليه السلام افاق العالم دون النظر الى الجانب السياسي ولا الى العالم المادي في شيء فهي في استقلالية عن الحكم وهي تعتمد البعد الجماهيري في انتشار الافكار والمبادئ ومنها برز الدور المشرف لطلاب مدرسة الامام عليه السلام في ابتعادهم عن صغائر الامور، لذلك كانوا اقرب الناس الى الامام واستحقوا تقديره واعتزازه وبشرهم بسعادة الدارين وخص لذلك الاقرب فالأقرب في منهجه الى البيت قال الامام الصادق عليه السلام اربعة احب الناس الي احياء واموات بريد العجلي و زرارة  ابن اعين محمد بن مسلم ومؤمن الطاق احب الناس احياء واموات
&&&
صدى الروضتين:ـ هذا يعد إقرار امام معصوم بأحقية هذا المنهج الامامي وبشارة الى كل من سار على هذا النهج المبارك لكن هل خص الاربعة فقط ام كان هناك توسعا في الحديث
 
الدكتور محمد حسين الصغير:ـ اراد الامام عليه السلام ان يخبرهم بما هم عليه من الحق وان يبشرهم بالفوز في الجنة فقد دخل يحيى ابن السابور عليه ليودعه قال الامام عليه السلام اما و الله انكم لعلى الحق وان من خالفكم لعلى غير الحق والله ما اشك انكم في الجنة فاني لأرجو ان يقر الله اعينكم الى قريب، وحدث هذا المعنى مع زيد الشحام قال له الامام ابشر فانك من شيعتنا ومعنا في الجنة الينا الصراط والينا الميزان وحساب شيعتنا والله انا ارحم بكم منكم بأنفسكم واني انظر اليك الى رفيقك الحارث ابن المغيرة النظري في درجتك في الجنة،
 والامام عليه السلام يتحدث عن مكانة اصحابه ومنزلتهم في الدنيا والاخرة ولولاهم لن درجة احاديث الائمة عليهم السلام

علي الخباز, [01/02/2025 11:16 م]
&&
صدى الروضتين :ـ هناك اشارة مهمة في كتابك الامام الصادق عليه السلام زعيم مدرسة اهل البيت عليهم سلام الله بوجود ظاهرة نادرة وهي ابرز سلامة الامام الصادق واصحابه الثقاة طائفة من ذوي الصناعات الحرة والمهن الشعبية
** 
الدكتور محمد حسين الصغير:ـ
متابعة جديرة بالتأمل ففيهم بياع اللؤلؤ وبياع الدقيق بياع الحنطة بياع الاكفان كما ستسمع عن البراز والخراز والخزاز والطحان والدهان والزيان والصفار، هذا التعدد يوحي بهدفين اساسيين الاول ان هؤلاء المهنيين اقرب تماسا واوثق صلة واشد قربا من فصائل الناس وشرائح المجتمع فهم يستطيعون الغوص في اعماق الشعب و معايشة الناس ومعاشرة الامة ،وقد تخطتهم اعين الحاكمين ولن تمتد اليهم ايدي ولاة الجور فباستطاعتهم اذا ان يتغلغلوا بين الطبقات كافة و ان ينشروا علم اهل البيت عليهم السلام دون رقيب وان يتعرفوا عن قرب لمشاكل الناس وحلها عن طريق الامام عليه السلام مادية كانت او معنوية ومهمات التسويق تتطلب السفر وبهذا اتسعت رقعة العمل الاعلامي واصبحت رسالة الامام تصل الى الداخل الجغرافي وخارج البلاد عن طريقهم، وهذا الامر ليس اعتباطيا بل هو عمل قصدي فيه تخطيط لتنظيم ونشر اعلام اهل البيت عليهم السلام وتواجد فعلي من جبهات النضال العلمي، وهناك ظاهرة ايجابية اخرى لها الاثر الفاعل في تركيز مبادئ الامام ظاهرة الوكلاء الذين يعينهم في القصبات والاقاليم والديار فهم الامناء عنده ويبرز دور اخر دور الطلاب الذين يتمون دراستهم في حلقات الامام العلمية يعودون الى ديارهم مبلغين ودعاة ومرشدين يشاركون الوكلاء في الدعوة والتبليغ وكان التنافس القبلي على طلب العلم قد تبلور وتدافعت نحوه القبائل بأرسال للنابهين من افرادها عسى ان يحظى ابنائها رصيد من العلم بعد ان اخفقوا من الرصيد السياسي والعدل الاجتماعي
كتب الاستاذ عبد العزيز سيد الاهل في كتابه جعفر بن محمد صفحة 59 يقول ارسلت الكوفة والبصرة والحجاز الى جعفر بن محمد افلاذ اكبادها من كل قبيلة من بني اسد ومن غنى ومخارق وطي وسليم وغطفان وغفار والازد وخزاعة وخثعم ومخزوم وبين ضبه ومن قريش ولا سيما بني الحارث بن عبد المطلب وبني الحسن بن علي واسواهم وجمهور من الاحرار وابناء الموالي من اعيان هذه الامة من العرب وفارس الموفدون من قبائل شتى وديار متباعدة جمعتهم وحدة الهدف فكان الجميع ضمن الخط الاستراتيجي العام بمنهج الامام العلمي عادوا الى اوطانهم وهم محملون بالعلم والثقافة والمعرفة وعاد العلم مواكبا لضبط النفس ومجانبة الهوى


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


صدى الروضتين
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2025/02/02



كتابة تعليق لموضوع : (حوار مع كاتب وكتاب) (الاجابة المباركة )
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net