حقيقـــة الإستغفـــار
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

لا يُقصَد بالاستغفار مجرد تحريك اللسان كما يتصور البعض ، بل يجب أن تترجم ألفاظه عزم و إرادة المستغفر على ترك الذنوب والإقلاع عنها وعدم العودة اليها .
وإلا فإن طلب الغفران عبارة عن وعد قولي قاطع بالإقلاع عن الذنوب ، فإذا إقترن بعزم داخلي على عدم الوفاء به كان إستهزاءً والعياذ بالله بمن يُطلب منه الغفران الله (جل شأنه) ،
وقد روي عن الإمام الرضا عليه السلام : " المستغفر من ذنب ويفعله كالمستهزئ بربه "(1) .
ولذا كان ذلك ذنبا جديداً كما روي عن أمير المؤمنين (عليه السلام) : " الاستغفار مع الإصرار ذنوب مجددة " (2)
لذا فقد روي عن الرسول الأكرم صلى الله عليه و آله : " خير الاستغفار عند اللَّه الإقلاع والندم " (3).
فإذا أدرك المؤمنون حقيقة الإستغفار في هذه الليالي العظيمة فإنهم ينتقلون نقلة نوعية نحو واقع أفضل ومستقبل أجمل ، فقد روي عنه صلى الله عليه و آله : « من أكثر الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجاً ، ومن كل ضيق مخرجاً ، ويرزقه من حيث لا يحتسب » (4) .
وأما الدعاء فهو الآخر قد أكدت عليه الروايات الشريفة ، ولا يخفى ما له من تأثير كبير في تغيير واقع الانسان وتحسين أحواله وتحقيق آماله
وطموحاته على مستوى الحياة الآخرة فضلاً عن الدنيا ؛ وقد تضمنت أدعية ليالي القدر على الكثير من هذه الآمال كما في :
" اللهم امدد لي في عمري و أوسع لي في رزقي و أصح جسمي و بلغني أملي و إن كنت من الأشقياء فامحني من الأشقياء و اكتبني من السعداء فإنك تمحو ما تشاء و تثبت و عندك أم الكتاب اللهم إياك تعمدت بحاجتي في هذه الليلة وبك أنزلت فقري
ومسكنتي لتسعني الليلة برحمتك
وعفوك و أنا لرحمتك أرجى مني لعملي و مغفرتك ورحمتك أوسع من ذنوبي فاقض لي كل حاجة هي لي صلاح ولك رضى بقدرتك على ذلك
وتيسيره عليك فإني لم أصب خيرا قط إلا منك و لم يصرف عني أحد سوءا قط غيرك وليس رجائي لديني ودنياي وآخرتي ولا ليوم فقري
وفاقتي يوم أدلى في حفرتي و تفردني الناس بعملي غيرك يا أرحم الراحمين "(5) .
اللهم عجل لوليك الفرج، وإجعلنا من أنصاره ، وإعتق رقابنا من النار ، وغير سوء حالنا بحسن حالك بحق محمد
وآله الأطهار
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat