صفحة الكاتب : انعام حميد الحجية

سينما اسلامية أم افلام دينية
انعام حميد الحجية

ينظر البعض الى الافلام العربية  الدينية و التي قدمت الاسلام  للعالم  بطريقة مباشرة  لتتحدث عن  الدين والرسالة  والحروب التي خاضها المسلمون  عبر التاريخ  ومثل هذه المباشرة   بعيدة عن  جوهر الفن  الذي  من الممكن ان يرسم  صورة  الوجود  من زاوية  التصور  الاسلامي  .. من الممكن  أنشاء  سينما  اسلامية  تنقل  للعالم  تصورات  الاسلام عن مكنونات الوجود .. وللسينما قدرة  استيعاب  الرؤى  الدينية  وتمتلك وسائلها التصديرية  الى الآخر بمسوغات  فكرية فنية يتقبلها المشاهد  دون اثارته بقعقعة السلاح  ولهيب المعارك وذهبت بعض تلك الاساليب الفنية الى مخاطبة عقل المتفرج الباطني  اي منطقة اللاوعي  لتتحول بدواخله الى وعي مثمر  فالسنما تدخل بعملية البناء  الهادف  المتشكل  من علائق الرؤية الدينية علينا ان نعرف اولا كيف تخاطب السينما  مشاهديها كفن واعي  مؤثر  ومن ثم  كيف تضع  مفهوم الدين  ضمن هذه العملية  لدينا اليوم  حصيلة بسيطة من الافلام الدينية ـ التاريخية  بالنسبة لما ينتج في العالم من افلام  ومع هذا نجد ان البنية المضمونية  سيست باتجاهات  مذهبية ضيقة الرؤى  ونظرت الى الدين ـ التاريخ بمرجعية دينية  رسمية  .. وهذا يجعلنا  نتسائل  كيف نطلع  الى العالم برؤى  منحازة الى الفكر السلطوي  ؟ برؤى غير مقبولة عند الكثير من المسلمين انفسهم ؟  حيث قدمت لنا طغاة  السياسة  كمصلحيين اجتماعيين  مأثرين في مسيرة التأريخ  نقلت السينما العربية  لنا تجاربهم بمنطوق آخر بعيد عن المصداقية فعملقت الهاوين  وجعلت لهم خطى انسانية قدمت السفاكين دعاة  خير وبهذا نكون قد صدرنا الفجوة للتلاشقح الفكري مع العالم  ولسينما العالمية اليوم  اصبحت تبني علاقاتها مع المشاهد عبر  منطق الدلالات  ـ جوهر المعنى ـ الاشارات .. معتمدة على مناهج تحليلية متنوعة ومنها التحليل النفسي  ـ   فالسينما العالمية تدرك الهدف الاساسي من الفن السيمي ـ تدرك  حتياجات الانسانية الى مد قنوات تواصلية  متطورة  وبما ان الدين الاسلامي يتميز بمنهج  عملي  يواكب  عمليات التطور  والذي يعد  السينما جزء من التطور  المؤثر  والفاعل  فلابد ان نعرف شهل ثمة  شيء يتعارض  مع الدين  ـ اليس من الممكن  ان تصبح المادة الفلمية  رسولا يحمل  مفاهيمنا وانسانيتنا  ورؤانا  وثقافتننا  الا يمكن  ان نجعل من دور السينما  مدارس ومساجد  وهناك اليوم من يرى  ان السينما بعيدة  عن الجوهر الاسلامي  ويمكن اعتبارها   آخر مجال يدخل في نطاق  الفن الاسلامي  ـ وبالمقابل هناك من يرى  ان  الخور  والضعف الذي ينتابنا  ما هو الا  نتيجة  اهملنا للكثير  من الوسائل الايصالية   الحديثة  كوسيط لايصال  مفهوم الدين الاسلامي  الحنيف الى العالم  ,, اليس دعم جهد سينمائي أجدى وافضل للدين  من بعثرة ملايين الدولارات  على عمليات  القتل  والذبح  والتفخيخ  والتفجيرات  وتمويل   عمليات  زرع الفرقة  وابادة الانسان     ونحن الى اليوم لانمتلك  سينما اسلامية  بل بعض افلام دينية   علينا حقا ان  ندرس امكانية  استيعاب  طبيعة السينما  ـ وامكانية  تأسيس سينما اسلامية  ـ علينا  السعي  لتوفير  الخبرات  ـ وتوفير  التمويل الكافي  ـ علينا ان  نسعى لمعرفة   وادراك   مكونات ا لانتاج الفلمي  بدأ من الرسالة والكوادر  الكاتب ـ المخرج ـ الممثل ـ الفنيين  وبدل ان نتخوف من السينما  علينا ان  ندرس ابعادها  الجوهرية  ومعايير نجاحها  المرتكز   على جرأة  المضمون  وتطوير التقنية  والاثارة  فلنأخذ منها ما يخدم ديننا ونترك الباقي   

 ليس هناك  تعريف واضح  لمعنى السينما سوى انها وسيلة  تعبيرية  مشفعة  بتقنيات جذب معروفة   كالصورة والصوت والمؤثرات الفنية  ولا شك ان لدور  المخرج اثر كبير  لبلورة  هذه الوسيلة وأصبح من المعلوم ان الاهتمام بالناحية  الفنية  لم يصمم من اجل الفن وحده  بل ثمة غايات  أخرى  منها تجارية  ومنها فكرية  رؤيوية  بمعنى هناك أدلجة  تنقل عبر وسائل فنية تقدم بطريقة اندهاشية  لتصبح تلك الرؤى من ضمن المساعي الجمالية ...وخاصة عندما تنوه بالفكرة  وتومىء لها وتتناولها كرؤى دلالية أكثر من تقديمها مباشرة


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


انعام حميد الحجية
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2021/05/22



كتابة تعليق لموضوع : سينما اسلامية أم افلام دينية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net