صفحة الكاتب : طارق الغانمي

( تقنية الرد عند الدكتور يوسف الرضوي) ( شيم العلماء)
طارق الغانمي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 تعمل ردود السيد يوسف الرضوي على تميزها الواضح في تحقيق التواصل وفي خلق أعلى درجات التفاعل ، ساعيًا لنشر الثقافة معرفيًا ، معتمدًا على ثقافته الموسوعية في علوم النص وتحليل الخطاب ، والأساليب السردية، وأبنية التراكيب ومعانيها ودلالاتها مع ثقافته الواسعة في التاريخ الاسلامي، والمفاهيم المذهبية التي عاشت تحولاته الفكرية بمعنى أنه له سعة معلوماتية في تعدد الانتماءات وفهم عمليات المتحاورين، لهذا لا يكتفي بالرد وإنما يتوسع إلى عملية التثقيف ، ويلج الموضوع بعمق ؛ ليخلق جذوة التواصل ويحقق الفعل الإرشادي عبر المعلومة الصحيحة، وتوجيه المتلقي إلى ثقافة أهل البيت عليهم السلام.
سمع يومًا أحد المشايخ وهو موظف في مركز الإفتاء في إحدى الدول العربية يصرح في أحد المؤتمرات التي يحاضر فيها على طلبة العلم في جامعة عريقة إلى قوله ليس هناك ما يجمع بين الشيعة والصوفية أي شيء ولا يوجد في حوارات الشيعة أي ممارسات أو طرق كما هو موجود عندنا فلا يغركم محبة أهل البيت عليه السلام إلى ما تذهب الشيعة، وقالوا بأقوام أصحاب الطرق من علماء الصوفية وأصحاب الطرق كالقادرية على سبيل المثال وهناك علماء حولكم يا أيها الطلبة اذهبوا إليهم حتى لا تقعوا في شراك الظلال والانحراف عن مذهبكم،
لنقرأ هذه المقدمة... نلاحظ أنه يقدم تعريفه للشيخ بأدب  كبير وعرف لنا وظيفته ولم يذكر اسم الدولة احترامًا للعناوين الوطنية والدينية، لأن من شيمة العلماء أمثال السيد يوسف الرضوي أن لا يعمم  هذه الآراء الفردية على مذهب و أمة و لم يذكر الجامعة كي لا يمسها سوء لمكانتها العلمية وإنما ذكر أنها جامعة عريقة ويبقى كل قارئ أمام محتواه الفكري حيث تقدم الجامعة العريقة لمثل هذه المحاضرات ذات المتبنيات السياسية الساعية إلى تهميش مذهب أهل البيت عليهم السلام يعد عيبًا على الجامعة قبل الشخص ثم قدم الرأي بصورته دون أن يقدم و يؤخر فيه رغم قساوة العبارات التي تخل بقيمة الآخر الذي هو المذهب الشيعي، حين وصف الشيخ الوهابي مذهب الشيعي بالشرك والضلال والانحراف عن الدين وهذا المعنى يوضح المبادئ و الأسس التي يعتمدها الدكتور يوسف الرضوي في حواره، حوار العقل والخلق والدين عبر عدة أساليب تقنية منها البيان والتوضيح ؛ ليوضح عبر هذا الاستفهام والتحليل  لماذا لا يرتبط الشيعة بالصفوية بأي رابط عقائدي؟ ويذكر وجود بون شاسع دون أن يذكر الأسباب التي سببت هذا البون الشاسع، ولماذا يعتمد الشيخ على القضية لصالح الصوفية وليس لصالح الشيعة؟ وقد أعطى الشيخ عضو المركز الافتائي حكمه قبل أن يبين للتلاميذ خاصية هذا البون الشاسع، ليس هناك طرق متعددة للوصول إلى الله عز وجل فقد حدد النبي صلى الله عليه واله وسلم الطريق وعبده و وضحه ثم تركنا على المحجة البيضاء ليلها كأنه نهارها لا يظل فيها إلا هالك ضال أعمى بصيرة ،لان موجبات الحوار الحي الخلاق تكشف الخلل الفكري عبر تحليل أوليات الرأي الملغوم وبناء الرأي القويم فيرى أن هناك دليل ثاني، إن تلك المسميات لطرق الصوفية التي لم ينزل بها الله من سلطان، أين هذه الطرق الصوفية من كتاب الله وسنته ؟ فهل يا ترى نقلوا لنا أن النبي صلى الله عليه واله وسلم جلس بين أصحابه وافتتح حلقة ذكر بتلويح رأسه أو بطرق الدفوف؟ أو كان هناك رجل في وسط الحلقة يدور ويدور وهو ينادي الله حي من ضمن تحليل الخطاب ليحلل تحليل استباقي أي هو يعرف ماذا سيكون الجواب ونقاط تحاورهم من المؤكد أن هذه الأعمال تعد بدعة وهم يقولون كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة
سيكون جوابهم أن الإنسان يمكن أن يذكر الله على أي حال وهذه ليست من البدع الضالة بل هي بدعة حسنة
منتظر رد أن يكون عقلاني يحمل فكرة الرد بين اعتراض وتصحيح فيتم التبليغ عبر تلك الصيغ الدلالية القادرة على التوصيل والتأثير والسعي لأدراك الغاية
يرد على البدعة الحسنة ومخالفة المعنى هنا كتب أن العبادات هي التي توصل إلى الله سبحانه وتعالى وبعض الأعمال المستحبة التي أمرنا رسول الله صلى الله عليه وآله بفعلها وتبدأ الومضات التي هي عبارة عن قرصات شعورية تنبه على الخطأ.
& ذكر الله لا يحتاج إلى دفوف لكي يسمعنا
& هز الرأس لا يؤدي إلى الخشوع
& الدوران حول النفس لا يخرق السماوات السبع
ويعتمد على التعريف الصحيح في هوية المتصوفة الاختلاف في مذاهبهم و مشاربهم يلبسون الصوف اظهارًا منهم للتقشف والزهد في الدنيا ولهم تأويلات عجيبة للآيات القرآنية وتنسب لهم اعتقادات باطلة و أقاويل سقيمة
ردود تجعل الإنسان يقرأ تحليلًا يحتاج منه أما أن يؤمن بما في الرد أو يذهب للبحث وفي كل الحالتين بلغ التأثير بمتلقيه.
والدكتور يوسف شفيق الرضوي يعرف لنا المتصوفة بأنهم لا يهتمون بالسلوك ولا بالعبادة ولا يجهدون أنفسهم فيها، هل هناك سبب معقول يجعلهم ينظرون إلى الاستغناء عن المرتكز الأول للعبادة ؟ هم يرون أن الجذب الإلهي ونيل المراتب قد يشمل حتى من لم يطو أي مرحلة من مراحل السير والسلوك إلى الله تعالى سيصل من خلال ذلك الجذب إلى درجة المعرفة والشهود من دون بذل أي مجهود ؤومصدر هذه المعلومات هو كتاب فلسفة وعرفان الاشكاليات الدينية يحيى محمد ص 54
يمتلك الرضوي مقدرة البحث عن معلومته واصدار هذا ضمن شواهد الهامش ليستثمر تلك المعلومة و يصوغ منها فعلًا مبدعًا في أثر الردود الهادفة والتي تعمل ضمن مفهوم النص ومحتوياته أي يبقى ضمن محور الإقناع عبر الخصائص النصية ضمن المعنى والدلالة.
 كتب في محور التوضيح عن مغزى الصوفية بأن عندهم طريقة السلوك إلى الله بالتولي الصوفي يصل إلى الله بالجذب والكشف وينتقل منه إلى  شهود ومعرفة أسمائهم وآثار هذا هو الذي يستحق أن يكون شيخًا و وليًا 
العلوم ليست ضرورة للوصول إلى الله سبحانه بل الكشف والممارسات فتجد أنهم يجعلون لأوليائهم نفس المقامات التي جعلها الله لائمة أهل البيت عليهم السلام، التحليل الذي يقدمه الدكتور يوسف الرضوي في ردوده لها مرتكزات علمية واقعية في خطابه التحريري ويركز في مهام التحليل عن الفروقات بين الشيعة والصوفية ،إن الكثير من الصوفية على منهج أهل السنة هناك من الصوفية من يشيع اليوم أنهم يحبون أهل البيت عليهم السلام يقول الدكتور يوسف انغ الحب يعني شيء والاتباع شيء آخر 
ليس شرطًا أن يكون التأثير في المتلقي لفظيًا بل الخطاب التحريري له أثره ويكون أكثر قابلية للاحتواء الفني لأن مثل هذا الخطاب لا يمتلك متلقي حاضر يتلقى  الخطاب مباشرة فيكون التأثير سماعيًا عاطفيًا فالخطاب التحريري يحتاج إلى خطاب عقلي ادراكي والكلمة المكتوبة لها جاذبيتها وتأثيرها، فيرى أن الشيعة لهم مناهج خاصة في التوسل بأهل البيت عليهم السلام

و حسب ما روي عنهم أن الصوفية لهم أذكارهم و أعمالهم الخاصة التي لم ترد في الأحاديث النبوية ولا في أحاديث أهل البيت عليهم السلام، ذكر مثل هذه الحجج في الردود يقول عنها ابن الأثير تسعى لتستدرج الخصم إلى الإذعان وهو التسليم
تكون الردود عادة نتاج فكر حر لا يلزم الجمهور متلقي الخطاب الرفض والقبول
والتصوف يميل إلى العزلة، و التشييع صريح في كون الإنسان في المجتمع ويكون أيضًا متصلًا بالله سبحانه ، ولذلك تتمسك الشيعة بأهل البيت عليهم السلام والأئمة ركزوا على أن لا رهبانية في الإسلام . (المصدر مستدرك سفينة البحار للشيخ علي النمازي الشاهرودي ج4 ص261)
تمر الخطوات التحليلية عبر الردود لأثبات الأدلة الحقيقية البعيدة عن التضليل والحدث لتصل هذه الردود إلى المعرفة اليقينية الصوفية مشكلتها الحقيقية أنها تعتقد بإمكان الحلول والإتحاد بالنسبة لله عز وجل والشيعة يعتبرون ذلك شركًا بالله سبحانه وتعالى 
مدرسة الأنبياء تمسكت بالتوحيد وتمثلوا لقوله تعالى ليس كمثله شيء عملوا على تنزيه تعالى من أي مشابهة بخلقه أو أي حلول في المكان أو احتياج للمخلوق . تعريف الأديان السماوية أنتج أقوال فاسدة تسربت من سائر الأديان
جاء في إنجيل يوحنا قول على أساس أنه لعيسى عليه السلام
( أنا و الأب واحد) و تابعتهم جملة من المدارس الصوفية فقالوا بحلول الله تعالى واتحاد الخالق مع مخلوقاته ، عبرت عن هذا الشعار تارة بالكلام الصريح وأحيانًا بكلام حمال أوجه،
يقول البسطامي،
والبسطامي هو أبو يزيد طيفور بن عيسى البسطامي من أوائل المتصوفين وكان يلقب بسلطان العارفين من أهل السنة والجماعة تعلم التصوف على الطريقة الهندية يسمونها مراقبة الأنفاس وتعود أن يزّور لنا أحاديث الإمام الصادق عليه السلام يبتكر بعضها ويأخذ بعضها من أبي سعيد الخدري و ينسبها لنفسه ،
يقول البسطامي «إن الله تعالى أطلّع على العالم فقال لي يا أبا يزيد كلهم عبيدي غيرك فأخرجني من العبودية» (والمصدر كتاب المعراج للقشيري) وزعم أن الله سبحانه وتعالى قال له « ما أنت إلا الحق وبالحق نطقت»
فقال « إذا كنت أنت بي فأنا أنت وأنت أنا و وضعني بصفاته التي لا يشاركها في أحد وقال لي توحد  بوحدانيتي وتفرد بفراديتي ، وصار الكل بالكل واحد  فصارت صفاتي من صفات الربوبية»
(المصدر كتاب المعراج للقشيري ص 54).

وفي كتاب سر الأسرار ومظهر الأنوار فيما يحتاج إليه الأبرار لعبد القادر الجيلاني يقول الجنيد ،
و الجنيد هو الجنيد البغدادي من أعلام التصوف جمع بين قلب الصوفي وعقل الفقيه وكانوا يلقبونه سيد الطائفة « يقول ليس في جبتي سوى الله».
وفي كتاب عرائس البيان في حقائق القران ج3 ص 319 روز دهان بقلي الشيرازي نقلنا قول لابي سعيد بن أبي الخير وهو عارف متصوف أول من وضع أسس التصوف( ليس في الجبة غير الله) واما الحلاج والحسين بن منصور بن محمد كان جده مجوسيًا من أهل فارس نشأ في واسط يقولون فيه لا يوجد بعد النبيين والصديقين موحد مثل الحلاج
« أنا أنت بلا شك فسبحانك سبحاني
                               وتوحيدك توحيدي وعصيانك عصياني
وأسخاطك اسخاطي وغفرانك غفراني
(المصدر ديوان الحلاج)
وابن عربي يقول «أنا الحق» ومثل هذا الكلام كثير ومن يريد الاستزادة عليه موقع العلم والإيمان مقالات وأبحاث الشيخ محمد مصطفى مصري العاملي
وفي كتاب أهل المنهج في تحقيق المطلب محمد جعفر الخرساني الكرباسي ص 129 نقلا عن شيخ المفيد أستشهد برأي الإمام علي الهادي عليه السلام بالمتصوفة

دخل الإمام عليه السلام في مسجد النبي صلى الله عليه واله وسلم وكان جماعة من أصحابه منهم أبو هاشم الجعفري وكان رجلًا بليغًا  له منزلة عظيمة عنده دخل مجموعة من المتصوفة وعملوا حلقة واخذوا بالتهليل قال عليه السلام لا تلتفتوا إلى هؤلاء الخداعين فإنهم خلفاء الشياطين ومخربوا قواعد الدين ومن ضمن الأوصاف التي أطلقها عليهم أن أورادهم الرقص والتصدية وأذكارهم الترنم والتغنية ولا يتبعهم إلا السفهاء ولا يعتقد بهم إلا الحمقى فمن ذهب إلى زيارة أحد منهم حيًا أو ميتًا فكأنما ذهب إلى زيارة الشيطان وعبادة الأوثان ومن أعان أحدًا منهم وكأنما أعان يزيد ومعاوية بن أبو سفيان فقال له رجال من أصحابه وإن كان معترفًا بحقوقكم ؟ فأجابه مولاي الإمام علي الهادي عليه السلام:  دع عنك من أعترف بحقوقنا لم يذهب من عقوقنا ، الا تعلم أن الصوفية كلهم من المخالفين وطريقتهم مغايرة  لطريقتنا وأنهم إلا نصارى و مجوس هذه الأمة ، أولئك الذين يجتهدون في إطفاء نور الله ، والله متم من نوره ولو كره الكافرون ، وأخيرًا يصل بنا إلى الحكم اليقيني، لا يوجد ما يجمع بين عقائد الشيعة والصوفية فلهم طريق وللشيعة طريق آخر وعلى المرء أن يعود إلى العلماء لإظهار الحق من الباطل


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


طارق الغانمي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2025/02/06



كتابة تعليق لموضوع : ( تقنية الرد عند الدكتور يوسف الرضوي) ( شيم العلماء)
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net