بعد أن نفدت الأماكن الخاص والعامة لوضع صور مرشحي الانتخابات المحلية، والتي ضاقت بهم شوارع المدينة وسماؤها، شاءت رياح الحرية التي منَّ بها اللهُ علينا في هذه الأيام أن تقوم بعميلة تنظيف شاملة لكل ما وقع أمام تياراتها التي هبّت من أجل إثبات أن جميع الوعود الانتخابية ما هي إلا رماد في مهب الريح؛ فقد تعوّد الشارع اليوم على عدم تصديق الوعود التي أصبحت نغمة مملة قد ضاقت بها الآذان ضرعاً، وهي تقدم أحلاماً لا يمكن أن تنفذ على أرض الواقع؛ بسبب المحاصصة السياسية والمصالح الشخصية.
فنحن اليوم ندخل الانتخابات المحلية الثالثة بعد عشر سنوات، ولم نلمس أيَّ انجاز يمكن أن يُشار له بالتكامل، فمع كل دورة نجد أن الجميع يقسم ويشد العزم من أجل بناء مدينة تليق بمكانتها العالمية، ولكن يبقى الحال كما هو عليه دون الاحساس بأي تقدم مما يدفعنا للسؤال: أين منجزات الدورة السابقة لكي يعيد المرشح ترشيحه لهذه السنة؟ وما الذي سيتغير عن الدورة الماضية..؟ بالإضافة إلى أننا نرى اليوم أن هناك من لايعير حتى لثوابتنا وعقائدنا أي اهتمام، بعد أن سارع بعضهم للصق لوحاته الانتخابية على بعض الصور، والشعارات الخاصة بالنهضة الحسينية المباركة، وهذا ما يجعلنا ندرك مدى التزام هذا المرشح بما يقوله... لذا نجد أن حكمة الباري شاءت بأن تجري الرياح بما لايشتهي المرشحون..!
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat