الزهورُ النبويّة الحلقة الثالثة
صباح محسن كاظم
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
صباح محسن كاظم
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
يظهر من الروايات الكثيرة التي وردت فيها الأحاديث بحقّ الزهراء (ع) مدى تعظيم الرسول المصطفى (ص) لشأن ابنته فاطمة الزهراء (ع)؛ لأنها المعصومة، القديسة، الطاهرة، أمّ الأئمة، فلها مكانتها وتخصيصها من بين النساء؛ وذلك لمعرفته (ص) بفضائلها أوّلاً، وثانياً لِما أُمر به مِن الله (جلّ وعلا) ببيان ذلك للناس، كي يُوالوها ويتولَّوها، ويوقّروها ويُحبّوها، وهي سرّ من أسرار الله (عز وجل)، فهي وليّة الله والشفيعة يوم المحشر، وسبب السعادة، بل من أسمى أسباب نوال مرضاة الله تبارك وتعالى.
فما أحرى بالأمّة أن تفتخرَ بها، وتقتدي بها، وتنشد فضائلها ومواقفها، وتتشرّف بذِكْرها والولاء لها، وتتباهى بشخصيتها في المحافل العالميّة؛ إذ هي القدوة الكبرى والأسوة العظمى، سيّدة نساء العالمين، من الأوّلين والآخرين؛ فالاقتداء بها من النساء يمثل حالة من العروج الروحي بالإيمان والتقوى، وتستطيع النخبُ الثقافية النسائية استلهام تراث الزهراء الخالد، وتوظيفه لصالح المرأة والمجتمع، من خلال معرفة فضائلها وتعليمها للمجتمع، لزيادة الوعي في الفقه والأخلاق والأداب، وتوظيف مناقبها بصيغ علمية وأدبية، وفكرية، وفنية وتوظيف حياتها بمناهج التعليم التربوية لكل المراحل، العمرية، وتوظيف سيرتها وسيرة آل البيت (ع) في الفن التشكيلي، والمسرحي، والأناشيد.. لتثبيت عقيدة الولاية في نفوس النشء والأجيال، فالزهراء (ع) مدرسة بالتقوى، والانموذج الرسالي الحيوي بالمطالبة بالحقوق كمطالبتها بـ(فدك) حقها المغتصب، حق فاطمة البتول تلك الأرض بخيراتها الوفيرة جعلها أبوها الرسول (ص) إرثا لها، كما ذكرت المصادر التاريخية أجمع والمعاصرة، كما ورد في كتاب الدكتور حسن الحكيم (فاطمة الزهراء شهاب النبوة الثاقب).
وقد استخدم الباحث عشرات المصادر التأريخية في فصل فدك (تقع منطقة فدك في الحجاز على مسير يومين أو ثلاثة من المدينة، وقد أفاءها اللهُ على رسوله (ص) في السنة السابعة من الهجرة صلحاً، ذلك بأن النبي (ص) لما نزل خيبر وفتح حصونها، ولم يبقَ إلا ثلث منها، وقد اشتد بهم الحصار، راسلوا النبي (ص) أن يصالحهم على النصف من ثمارهم وأموالهم، فأجابهم النبي(ص)، وهي على موجب هذه الاتفاقية، انها لم يوجف عليها بخيل ولا ركاب، فأصبحت خالصة لرسول الله (ص)، وبهذا أنزل اللهُ تعالى قوله: (فَما أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلا رِكابٍ وَلكِنَّ اللهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلى مَنْ يَشاءُ وَاللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) الحشر: 6.
يروي أبو سعيد الخدري: لما أنزل اللهُ تعالى: (وَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ..)، أعطى رسولُ الله (ص) فدكاً لابنته فاطمة الزهراء (ع). وقال عليه أفضل الصلاة والسلام: (يافاطمة لك فدك). وعند ذلك غرسَ النبي (ص) فيها إحدى عشرة نخلة بيده، عن ابن أبي الحديد: شرح نهج البلاغة 16/217. (وقد بقيت هذه الأرض بحوزة الزهراء (ع) مادام النبي (ص) على قيد الحياة، ولكن عندما تولى أبو بكر الخلافة، أسرع في انتزاع ملكية فدك من الزهراء مدعيا أن ملكيتها تعود للدولة، ولا يحق لأحد السيطرة عليها..).
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat