في رحاب سيد الساجدين : العدالة بين الراعي والرعية ( 2 )
السيد عبد الستار الجابري
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
السيد عبد الستار الجابري
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
ان الحكم الاسلامي في جانبه الاخلاقي مبني على اللطف والعطف والتسامح والاغضاء مالم يؤد الاغضاء الى المفسدة وهو المعنى الذي ورد في عهد امير المؤمنين (عليه السلام) لمالك الاشتر (رضوان الله عليه) حيث قال(وأشعر قلبك الرحمة للرعية ، والمحبّة لهم ، واللطف بهم ، ولا تكونن عليهم سبعاً ضارياً تغتنم أكلهم، فإنّهم صنفان : إمّا أخ لك في الدين، أو نظير لك في الخلق ، يفرط منهم الزلل ، وتعرض لهم العلل ، ويؤتى على أيديهم في العمد والخطإ ، فأعطهم من عفوك وصفحك مثل الذي تحب وترضى أن يعطيك الله من عفوه وصفحه)
وان المباني الاخلاقية في تشييد المجتمع الاسلامي تقوم على اساس التاكيد على الوازع والواعز الذاتي أي الدافع والرادع الذاتي لبناء مجتمع مؤمن بقيمه الاخلاقية واحياء دور الرقيب الداخلي عند الانسان، وياتي دور الرقابة الادارية في مرتبة لاحقة لدور الرقابة الداخلية، لان دور الرقابة الخارجية هي منع وقوع التعدي خارجاً والمحاسبة في حال الوقوع:
(فإنّك فوقهم ، ووالي الأمر عليك فوقك ، والله فوق من ولاك ! وقد استكفاك أمرهم ، وابتلاك بهم)
وهذه المعاني نجدها في كلمات الامام السجاد (عليه السلام) حيث ينطلق (عليه السلام) على اساس الوحدة الاجتماعية، وان المجتمع الواحد كالجسد الواحد والعائلة الواحدة التي تنعكس اثار الافعال الايجابية عليها وان صدرت من البعض دون الكل، وان على من السلطان الاهتمام بذلك الامر الايجابي كونه في النهاية له فيه سهم وكذلك الحال في الامر السلبي فان مرجعه الى المتولي لامور الناس قال (صلوات الله عليه) :
(49 - وأما حق أهل ملتك عامة فإضمار السلامة ونشر جناح الرحمة والرفق بمسيئهم . وتألفهم واستصلاحهم وشكر محسنهم إلى نفسه وإليك فإن إحسانه إلى نفسه إحسانه إليك إذا كف عنك أذاه وكفاك مؤونته وحبس عنك نفسه فعمهم جميعا بدعوتك وانصرهم جميعا بنصرتك وأنزلتهم جميعا منك منازلهم ، كبيرهم بمنزلة الوالد وصغيرهم بمنزلة الولد وأوسطهم بمنزلة الأخ . فمن أتاك تعاهدته بلطف ورحمة . وصل أخاك بما يجب للأخ على أخيه)
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat