صفحة الكاتب : علياء موسى البغدادي

الشهيد محمد باقر الصدر مشروع حضاري شامل
علياء موسى البغدادي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

قال تعالى (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُواتَبْدِيلا
(  صدق الله العلي العظيم) (1)
التضحية حالة متجذرة في أعماق روحه الزكية . شجرة الإسلام ارتوت بدمه الطاهر. و خط  اسمه الشريف في سجل التضحية والفداء من اجل اعلاء كلمة الحق  لم يكن لفئة معينة كان للمسلم والاسلام  وكل انسان محب للحرية والصلاح . حيث يقول:(وإني منذ عرفت وجودي ومسؤوليتي في هذه الأمة بذلت هذا الوجود من أجل الشيعي والسني على السواء، ومن أجل العربي والكردي على السواء، حين دافعت عن الرسالة التي توحدهم جميعاً وعن العقيدة التي تضمهم جميعاً، ولم أعش بفكري وكياني إلا للإسلام طريق الخلاص وهدف الجميع . انهالإمام الشهيد السيد محمد باقر الصدر. الرجل الذي دخل التاريخ من اوسع ابوابه وأبى الا اولد آية الله العظمى السيد محمد باقر الصدر ـ قدس سره ـ في مدينة الكاظمية المقدسة في الخامس والعشرين من ذي القعدة سنة ١٣٥٣ هـ، وكان والده العلامة المرحوم السيد حيدر الصدر ذا منزلة عظيمة، وقد حمل لواء التحقيق والتدقيق والفقه والأصول، وكان عابداً زاهداً عالماً عاملا، ومن علماء الإسلام البارزين. يسجل اسمه في صفحة القديسين والشهداء الذين روت دمائهم شجرة الاسلام المحمدي الاصيل.
ولد آية الله العظمى السيد  أبو جعفر، محمّد باقر ابن السيّد حيدر ابن السيّد إسماعيل الصدر، وينتهي نسبه إلى إبراهيم الأصغر ابن الإمام موسى الكاظم(عليه السلام). ه ـ في مدينة الكاظمية المقدسة في الخامس والعشرين من ذي القعدة سنة 1353 هـ، وكان والده العلامة المرحوم السيد حيدر الصدر ذا منزلة عظيمة، وقد حمل لواء التحقيق والتدقيق والفقه والأصول، وكان عابداً زاهداً عالماً عاملا، ومن علماء الاسلام البارزين.وكان جده لأبيه وهو السيد اسماعيل الصدر; زعيماً للطائفة، ومربياً للفقهاء، وفخراً للشيعة، زاهداً ورعاً ظالعاً بالفقه والأصول، وأحد المراجع العِظام للشيعة في العراق.أما والدته فهي الصالحة التقية بنت المرحوم آية الله الشيخ عبد الحسين آل ياسين، وهو من أعاظم علماء الشيعة ومفاخرها.بعد وفاة والده تربى السيد محمد باقر الصدر في كنف والدته وأخيه الأكبر، ومنذ أوائل صباه كانت علائم النبوغ والذكاء بادية عليه من خلال حركاته وسكناته. تعلم القراءة والكتابة وتلقى جانباً من الدراسة في مدارس منتدى النشر الابتدائية، في مدينة الكاظمية المقدسة وهو صغير السن وكان موضع إعجاب الأساتذة والطلاب لشدة ذكائه ونبوغه المبكر، ولهذا درس أكثر كتب السطوح العالية دون أستاذ . ولد من نهج ومحبي أهل البيت لذلك  فيلسوف عراقي عربي اسلامي شرقي انساني اخلص في حبه لقضيتة .احب شعبة نهج منهج اسلامي انساني .هو حضارة امة هو فكر حضاري نهضوي شامل .لقد خطط لانتشال المجتمع من التخلف بما كان يمتلكة من رؤية مستقبلية ,لم يكن مشروعه دينيا فقط بل مشروع واسع وكبير ويشمل كل مفردات الحياة فالإسلام مشروع لبناء حضارة متكاملة  , يهدف إلى إقامة مشروع حضاري للإسلام متماشيا مع روح العصر ملبيا كل متطلبات المجتمع . إن الاسلوب الذي انتجه الشهيد الصدر اتسم بقدر كبير من الفاعلية، سواء من حيث الربط بين مفردات الحياة المتعددة او من حيث ملامستها ومحاكاته للواقع، وهذا ما اتضح جلياً في انجازاته الفكرية المختلفة في كتبه: “فلسفتنا” و”اقتصادنا”، و”البنك اللاربوي”، و”الأسس المنطقية للاستقراء”… وغيرها، هذا مع الحفاظ على الجانب الموضوعي في البحث من أجل الوصول الى نتائج صحيحة. واذا كنا نقول بعدم تبلور المشروع الحضاري للسيد الشهيد الصدر على ارض الواقع العملي، فان ذلك لا يعني انه بقي حبرا على ورق ولم يجد من يتفاعل معه ويأخذ به، بل ويجتهد في البحث عن امكانيات منحه صفة العالمية. وهذا أمر طبيعي حينما تقوم الأمة بالتفتيش عن عوامل نهضتها في ذاتها وفي تاريخها وفي دينها .لقد اختلف مشروع الشهيد الصدر عن مشاريع اسلافه من المفكرين هو عمقه الفلسفي الفكري أولاً، وعناوينه المتعددة ثانيا، واقترابه بل التصاقه بحاجات الأمة المادية والمعنوية ثالثا، ومخاطبته للجميع بعيداً عن الاعتبارات الطائفية والمذهبية والفئوية رابعا, اي ان  مشروعه اتخذ ابعاداً انسانية واسعة للغاية عبّرت عن طبيعة تحديات العصر وتعقيداته وتشابكاته. لقد كان حقا مشروع حضاري شامل . و بالاضافة الى فكر الشهيد النير ومشاريعه الحضارية كان يتمتع الشهيد بأخلاق عالية وشخصية انسانية متميزة ,كان يتمتع بالعاطفة  الحارّة، والأحاسيس الصادقة، والشعور الأبوي تجاه كلّ أبناء الأُمّة، فتراهُ يلتقيك بوجه طَليق، تعلوه ابتسامة تُشعرك بحبّ كبير، وحنان عظيم، حتّى يحسب الزائر أنّ السيّد لا يحبّ غيره، وإن تحدّث معه أصغى إليه باهتمامٍ كبير ورعاية كاملة ، وكان سماحته يقول: «إذا كنّا لا نسع الناس بأموالنا، فلماذا لا نسعهم بأخلاقنا وقلوبنا وعواطفنا.كان يسعى دائما الى نبذ التعصب والفئويه ويدعو الى تقريب المذاهب حيث كان يقول :(إني قد بذلت نفسي من أجل السني قبل الشيعي.) كان يحمل عنوان واحد يمثل كل الاطياف والمذاهب  هو (الانسان ) كان ومازال أحد أبرز المراجع والمفكرين المجددين في تاريخ الفكر الإسلامي المعاصر. لعب دور محوري ومهم في الامة حمل رساله متميزة ومتوازنة على مستوى تجذير الفهم الحضاري للإسلام في ذهنية الأمة، والذود عنه في مواجهة الطروحات الفكرية والأيديولوجية المقابلة للدين الإسلامي ـ والتي شكلت في وقت من الأوقات تحدياً حقيقاً له ـ ومحاولة تقديم هذا الدين كمنطلق إنساني قادر على قيادة مركب الحياة البشرية إلى شاطئ وبر الأمان. لقد خدم الاسلام والمسلمين, وترك بصمته الخالدة  في  عالم الفكر والوعي الحضاري الإنساني. ان  الذكرى السنوية لاستشهاده وتضحيته الكبيرة ليست  مجرد اعادة واستذكار لتاريخ ماضي بل علينا ان نعيش هذا التاريخ المشرف  إبداعات الصدر ى تفعيل طاقاتنا وذخائرنا الهائلة التي نمتلكها في ساحة الحياة والتأثير الإنساني.
من اهم مؤلفاته
(اقتصادنا، فلسفتنا، البنك اللّاربوي في الإسلام، الأُسس المنطقية للاستقراء، المعالم الجديدة للأُصول، دروس في علم الأُصول، بحث فلسفي مقارن بين الفلسفة القديمة والفلسفة الجديدة، بحث في المرجعية الصالحة والمرجعية الموضوعية، بحوث في شرح العروة الوثقى، غاية الفكر في علم الأُصول، نظرة عامّة في العبادات، رسالة في علم المنطق، موجز أُصول الدين، المدرسة الإسلامية، الإسلام يقود الحياة، موجز أحكام الحج، بحث حول المهدي(عليه السلام)، بحث حول الولاية، الفتاوى الواضحة، فدك في التاريخ.)


1-   سورة الاحزاب الايه 23
 (علياء البغدادي )


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علياء موسى البغدادي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/04/10



كتابة تعليق لموضوع : الشهيد محمد باقر الصدر مشروع حضاري شامل
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net