صفحة الكاتب : نبراس الطالقاني

عفّةُ الكلمة
نبراس الطالقاني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 لطالما كنا غارقين في عوالمَ خياليةٍ متناسين عوالمنا الحقيقة، منقادين لأشياء وهمية، ومعارضات تضمر شرّاً من مكائد الشيطان، نجد أنّ الكلمات أصبحت عارية تماماً، من غير جلابيب، ألفاظ سحيقة، وحروف ملؤها اللؤم، والانحطاط، والشتائم .
 كما أنّ ترهلات جنسيّة سيطرت على ذوات وأنفس المتخبطين، المُحبَطين بما لا يعني إلّا المجون، وساقتهم إلينا غزاة أسوأ من أيّة غزاة، وإنّك لو مررت عليهم ناصحاً؛ لكون رأسك انخفض خزياً وانكساراً لسماعهم قيل لك: ليس لك الحق بردعهم، وسوف تلقى ما تلقى من القذف والشتائم تحت شعار «دعه يفعل ما يشاء طالما لم يُؤذِ أحدًا».
 يتساهلون مع أصحاب الخطيئة، ويبررون سقطاتهم، ولربما أفعالهم تريحهم لسبب واحد: وهو أنّ الإنسان يضمر خطاياه، فيفرح إذا شاهدها في غيره، ويشعر بارتياح الضمير، مع أنّ الحقيقة أنها إثبات لدونيتهم، وتلجّ ألسنتهم بالحجج الواهية وأنهم ليسوا الوحيدين الذين يفعلون مثل هذه الخسّة والدناءة، فعند غدوهم ورواحهم يشجعون من هم على شاكلتهم، متناسين الخراب غير المرئي (الذاتي والنفسي)، منكرين أن كثرة الكلمات المتدنية على القلب ستذهب بريحهم، وسيتيهون في مفارقات وموبقات شيئا فشيئا عن طريق الله.
 معارك إبليس ضدنا نحن جنس البشر واضحة جليّة يلقي على لسانك كلمة سحيقة حتى تصبح مستساغة لديك، وتكبر شيئا فشيئا حتى تصبح فعلاً، فأول الفعل كلمة .
علينا أن نكسي كلماتنا روحاً قدسية كما ألبسنا الله روحا طاهرة، وإلا ندنس تلك الروح، والنفخة الطاهرة بكلماتنا وأفعالنا..
فلنجعل العفة جزءاً من حياتنا، وحتى عندما نكتب شعراً، أو نثراً، أو ما دون ذلك، وبذلك ننجو من فقد أنفسنا في كل يوم، فتصفحوا الكلمات التي تجول خواطركم، وقولوا لها: «ماذا لو خسرنا العالم وربحنا طريق الحق ابتداء من الآن». 
 وأختمُ بما افتتحت به حروفي، وهو أنّ العفة ليست قاصرة على الجسد وإنما بالكلام، فهي دعوة للتجرد من الكلمات الرديئة، وألّا نسيء لأحد بكلمات جارحة، أو بكلمة استهزاء، أو احتقار، أو ازدراء، فلننزه أنفسنا بعفة كلماتنا، ونأخذ بها حيث الطهر، واللطف، وإصلاح الاعوجاجات، وجلاء أكدارنا .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


نبراس الطالقاني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2022/03/03


  أحدث مشاركات الكاتب :



كتابة تعليق لموضوع : عفّةُ الكلمة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net