جواز الوقف (ج) بعد كلمات كلا و نعم و بلا في القرآن الكريم (ح 1)
د . فاضل حسن شريف
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
د . فاضل حسن شريف
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
موضعان رئيسيان في الوقف: الوقف على مقاطع الكلام أى الوقف بالنسبة للجملة أو الآية على اعتبار المعنى. والوقف على الكلمة. قال جماعة من المتقدمين: الوقف في التنزيل على ثمانية أضرب تام وشبيه به، وناقص وشبيه به، وحسن وشبيه به، وقبيح وشبيه به. وقال الفخر الرازي: الوقف ثلاثة أنواع: الوقف على كل كلام لا يفهم بنفسه فهو ناقص. والوقف على كل كلام مفهوم المعاني إلا أن ما بعده يكون متعلقا بما قبله يكون كافيا. والوقف على كل كلام تام ويكون ما بعده منقطعا عنه يكون وقفا تاما. ورد جواز الوقف مرة واحدة بعد نعم في قوله تعالى "وَنَادَى أَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابَ النَّارِ أَنْ قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقًّا فَهَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا قَالُوا نَعَمْ (ج: جواز الوقف) فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَنْ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ" (الاعراف 44). اما الايات التي وردت كلمة نعم بحيث لا يجوز الوقف عليها وذلك لتعلق ما بعده على ما قبله وهي في قوله عز وجل "قَالَ نَعَمۡ وَإِنَّكُمۡ لَمِنَ ٱلۡمُقَرَّبِينَ" (الاعراف 114)، و "قَالَ نَعَمۡ وَإِنَّكُمۡ إِذٗا لَّمِنَ ٱلۡمُقَرَّبِينَ" (الشعراء 42)، و "قُلۡ نَعَمۡ وَأَنتُمۡ دَٰخِرُونَ" (الصافات 18).
في حديث أم سلمة رضي الله تعالى عنها أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان إذا قرأ قطع قراءته آية آية يقول "بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ" (الفتحة 1) ثم يقف ثم يقول "الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ" (الفاتحة 2) ثم يقف ثم يقرأ "الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ" (الفاتحة 3) ثم يقف ثم يقرأ "مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ" (الفاتحة 4). لهذا كان النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم يتوقف في الوقف المناسب عند قراءة القرآن. قال الله سبحانه "وَلا تَعْجَلْ بِالْقُرْآَنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا" (طه 114) أي عند القراءة عليك بعدم التعجل بل المطلوب التمهل والوقف المناسب وخاصة عندما توجد مجموعة مستمعة.
الوقف التام هو إن الجملة الموقوف عليها إن تمت ولم تتعلق بما بعدها لا لفظا ولا معنى. و الوقف التام هو ما كان في نهاية قصة، أو في آخر صفة من صفات الناس مثل المؤمنين أو الكافرين. . و وردت كلمة كلا في القرآن الكريم في 33 مواضعًا، وهنالك ما يحسن الوقف عليه وفوقه علامة جواز الوقف (ج) مثل قوله تعالى "أَطَّلَعَ الْغَيْبَ أَمِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا * كَلَّا (ج: جواز الوقف) سَنَكْتُبُ مَا يَقُولُ وَنَمُدُّ لَهُ مِنَ الْعَذَابِ مَدًّا" (مريم 78-79).
وردت كلمة بلى في القرءان الكريم في 22 مواضعًا وهنالك ما يحسن الوقف عليه وفوقه علامة جواز الوقف (ج) مثل قوله جل جلاله "وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَةً (ج: جواز الوقف) قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدًا فَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ (صلى: الوصل اولى مع جواز الوقف) أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ * بَلَى (ج: جواز الوقف) مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ (صلى: الوصل اولى مع جواز الوقف) هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ" (البقرة 80-81)، و "وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى (قلى: الوقف اولى) تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ (قلى: الوقف اولى) قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * بَلَى (ج: جواز الوقف) مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ" (البقرة 111-112).، و "وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لَا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلَّا مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِمًا (قلى: الوقف اولى) ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ * بَلَى (ج: جواز الوقف) مَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ وَاتَّقَى فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ" (ال عمران 75-76).
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat