شرح المعاهدة في آثار قراءة دعاء العشرات
محمد السمناوي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
محمد السمناوي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
تعد مضامين المعاهدة هذه في غاية الأهميّة، والتي ينبغي أن يطلع عليها كل من ينتمي إلى آل البيت (عليهم السلام) ويعيش تلك العبارة الواردة في دعاء العشرات، والتي جاء فيها: "بنورك أهتديت"، فيكون مهتدياً سائراً على نهجهم وخطواتهم.
تلك الوصية التي عهد بها الإمام علي بن ابي طالب (عليه السلام) لولده الحسين (عليه السلام)، ونقلها إلى الأئمة (عليهم السلام)، وتناقلها أصحاب الأئمة وتلامذتهم وحملة علومهم، وقد وصلت إلينا بهذه الطريقة الإعجازيّة حيث قام بنشرها الإمام أبو جعفر الباقر (عليه السلام) بعد أنّ مرت بعصر منع تدوين الحديث، وكذلك الحال بقية الأدعيّة الصادرة عنهم (عليهم السلام)، ولذا يوجد في متن دعاء العشرات مضامين عقديّة، ومعارف حكميّة، وهي خلاصة الدين الذي جاء به النبي الأكرم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)، وصاغها وصيه ووزيره بالحق يعسوب الدين الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام)، ونشرها الأئمة (عليهم السلام) من بعده، وقد واظب عليه كبار علماء الإسلام والمحدثين، وتناقله حواريي ورواة الأخبار عن العترة الهادية (عليهم السلام)، وقد عُرف هذا الدعاء من أدعيّة السيدة الجليلة أُم كلثوم بنت الإمام زين العابدين بن الحسين بن مولانا أمير المؤمنين ( صلوات الله الله عليهم اجمعين)، وهي جدة السيد رضي الدين بن طاوس من أُمه، وقد تزوجها جده السيد داود بن الحسن(1).
أما نص المعاهدة ومتنها فقد روى السيد إبن طاووس: باسناده المنتهي إلى معاوية بن وهب، عن أبي عبدالله(عليه السلام) قال: ( إن عندنا ما نكتمه ولا نعلمه غيرنا أشهد على أبي أنه حدثني عن أبيه عن جده قال قال لي علي بن أبي طالب ( عليه السلام) يا بني: إنه لا بد من أن تمضي مقادير الله وأحكامه على ما أحب وقضى وسينقذ الله قضاءه وقدره وحكمه فيك فعاهدني أن لا تلفظ بكلام أستره إليك حتى أموت وبعد موتي باثني عشر شهراً وأخبرك بخبر أصله عن الله تقول غداوة وعشية فيشتغل به ألف ألف ملك يعطى كل منهم قوة ألف ألف كاتب في سرعة الكتابة ويوكل بالإستغفار لك ألف ألف ملك يعطى كل ملك مستغفر قوة ألف ألف متكلم في سرعة الكلام ويبنى لك في دار السلم ألف ألف بيت في مائة قصر يكون فيه من جيران أهله ويبنى لك في الفردوس ألف بيت في مائة قصر يكون لك جار جدك، ويبنى لك في جنات عدن ألف ألف مدينة، ويحشر معك في قبرك كتاب يقول: ها أنا لا سبيل عليك للفزع ولا للخوف ولا لزلازل الصراط، ولا لعذاب النار، ولا تدعو بدعوة فتحب أن تجاب في يومك فيمسي عليك يومك إلاَّ أتاك كائنة ما كانت بالغة ما بلغت في أي نحو كانت، ولا تموت إلاَّ شهيداً، وتحيي ما حييت وأنت سعيد، ولا يصيبك فقر أبداً، ولا جنون ولا بلوى، ويكتب لك في كل يوم بعدد الثقلين كل نفس ألف ألف حسنة، ويمحى عنك ألف ألف سيئة، ويرفع لك ألف ألف درجة، ويستغفر لك العرش والكرسي حتى تقف بين يدي الله عز وجل، ولا تطلب لأحد حاجة إلاَّ قضاها، ولا تطلب إلى الله حاجة لك ولغيرك إلى آخر الدهر في دنياك وآخرتك إلاَّ قضاها، فعاهدني كما أذكره لك فقال له الحسن (صلوات الله عليه) عاهدني يا أبة على ما أحببت قال: أعاهدك على أن تكتم علي فإذا بلغ محل منيتك فلا تعلمه أحداً سوانا أهل البيت وشيعتنا أو أولياءنا وموالينا فإنك أنت إن فعلت ذلك طلب الناس إلى ربهم الحوائج في كل نحو فقضاها فأنا أحب أن يتم الله بكم أهل البيت بما علمني ما أعلمك ما أنتم فيه تحشرون لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون، فعاهد الحسن علياً (صلوات الله عليه) على ذلك ثم قال إذا أردت إن شاء الله ذلك فقل هذا الدعاء(2).
وسوف يأتي في مقالات قادمة ــ بإذن الله تعالى ــ الشرح والتعليق على فقرات المعاهدة وكذلك متن دعاء العشرات برواية الشيخ الطوسي، والذي أورده في كتابه مصباح المتهجد، ومما ينبغي ذكره في هذا المقال هو أن الباحث وفق سابقاً في نشر عدة مقالات مرتبطة ببعضها، منها ما مرتبط بـ " الأدعيّة والمناجاة من العصر السومري والاكدي حتى ظهور الإسلام( دراسة مقارنة في ظاهرة الدعاء)"، كانت في تاريخ7/3/2019، وقد نشرت على موقع كتابات في الميزان(3).
أما المقال الآخر فقد تناول فيه الباحث سند دعاء العشرات، وهو عبارة عن دراسة تحقيقيّة في الرجال أو رواة الحديث، كان ذلك في تاريخ18/10/2019، وقد نشرت أيضاً عبر موقع كتابات في الميزان(4).
وفي المقالات القادمة سوف يأتي التعليق والشرح على هذه المعاهدة بإن الله تعالى.
المصادر
[1] كما ذكر السيد ذلك في مهج الدعوات في ذكر ما أختاره من الأدعيّة والأذكار لجدته حيث قال: (ذكر ما نختاره من دعوات مولاتنا ووالدتنا من جهة أمنا أم كلثوم بنت زين العابدين بن الحسين بن مولانا أمير المؤمنين (صلوات الله عليهم أجمعين) تزوجها جدنا داود بن الحسن بن الحسن ( عليه السلام ) فولدت منه جدنا سليمان بن داود بن الحسن وأعلم أن هذا دعا عظيم من أسرار الدعوات ووجدت به ست روايات مختلفات ذكرنا منها روايتين واحدة في أدعيّة الغروب وواحدة في تعقيب الصبح من كتاب عمل اليوم والليلة من المهمات، ورواية في تعقيب العصر من يوم الجمعة في الجزء الرابع من المهمات ورواية في آخر كتاب إغاثة الداعي وإعانة الساعي ونذكر في هذا الكتاب الخامسة والسادسة استظهاراً لهذا الدعاء العظيم عند العارفين به من ذوي الألباب) مهج الدعوات ومنهج العبادات: ص 184.
[2] ابن طاوس؛ مهج الدعوات ومنهج العبادات: ص146.
[3] متاح على الرابط كتابات في الميزان / الأدعية والمناجاة من العصر السومري والأكدي حتى ظهور الإسلام (دراسة مقارنة في ظاهرة الدعاء) (kitabat.info)
[4] متاح على الرابط كتابات في الميزان / سند دعاء العشرات دراسة تحقيقية في علم الرجال (kitabat.info)
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat