اسلوب البعث الجديد
جمعة عبد الله
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
بدأت قناة ( الشعب ) العائدة الى المتهم بالارهاب والفساد المالي ( مشعان الجبوري ) في بث سمومها وغسيلها الممزوج بالكذب والنفاق السياسي لترويج الى تبني فكرة المصالحة الوطنية وعودة المياه الى مجاريها الطبيعية
وطي صفحة الماضي البغيض . وذلك يتم بعودة رموز النظام المقبور بعد اسقاط كل التهم عنهم وفي مقدمتهم ( حارث الضاري ) المعروف بموالاته ودعمه وحماسته الشديدة لمجرمين ( القاعدة ) في ذبح وقتل الالاف من العراقيين الابرياء , وفي
التخريب الهائل للبنية التحتية للعراق . تتم عودة هؤلاء ضمن الظروف الحالية التي تتسم بالاحتقان السياسي والمناخ الملبد بالغيوم الصفراء , وتاتي ضمن سلسلة من الافعال واجراءات في اعادة الاعتبار السياسي والمدني الى ازلام النظام المقبور
تمثلت في اطلاق سراح بعض رجال العهد الساقط وتبرئة عراب العهر السياسي ( مشعان الجبوري ) من كل التهم والاحكام .. وكذلك يتمثل في الاستخدام البارع والفائق الجودة في اسلوب الزيف والدجل والنفاق السياسي في التمجيد والاطرى
المفضوح بشخصية رئيس الوزراء من قبيل ( رجل العراق الشجاع - رجل المهمات الصعبة ) وكان هذا العراب استخدم نفس الاساليب الانتهازية في مدح صعلوك القذافي في ( امير الجمع الصالح - امير المجاهدين - ابن افريقيا العظيم )وكذلك
وكذلك الى السفاح بشار الاسد الذي يمارس مهنة القتل والتدمير البشع لشعب سورية البطل ..بنعت هذا القاتل ( زهرة الشام الفواحة - قائد المقاومة العربية الشريفة ) ان هذا التكتيك السياسي الخسيس والخبيث له اهداف ومقاصد تصب في
انحراف العراق عن تجربته الديموقراطية التي تهدف الى تحقيق الامن والنظام والاستقرارالسياسي وانصاف المظلومين والتوجه السليم صوب دولة القانون ودولة المؤسسات الديموقراطية .. ويهدف مساعي هؤلاء اعداء العراق الى عودة
حزب البعث في ثوب جديد , واسم جديد حتى يتاح لهم ارتكاب المجازر والمذابح كما حصل في ( 63 ) وفي ( 68 ) وخلال حكم الطاغية المتهور ( صدام ) الذي راح ضحيته عشرات الالاف من الشهداء الابرار ومنهم مجاهدين حزب الدعوة
الاسلامي . ولهذا لا اعتقد ان ينجر وينخدع السيد ( نوري المالكي ) بهذه الاساليب والالاعيب الماكرة . وخاصة انه ساهم في النضال والجهاد في مقاومة النظام الدكتاتوري البغيض ورميه في مزبلة التاريخ .. ان الحذر واليقضة السياسية
والحرص والمسئوولية تجاه الشعب , وهو النهج السليم لدحر مخططات ودسائس ايتام البعث في تخريب العراق ثانية. وان الغزل السياسي والنشاط السري الذي يدور خلف الكواليس بقيادة النائب البرلمان (عزت الشاهبندر) في اجرى
سلسلة من حوارات والمشاورات السياسية مع رموز البعث البغيض المتواجدة في سورية ولبنان , لا تصب في خدمة العراق و لا للعهد الجديد في المواصلة من اجل حثهم الى الرجوع وممارسة العمل السياسي والمساهمة في التنافس
الديموقراطي بعد تبرئتهم من كل الجرائم والتهم , ان هذا يصب في هدم العملية السياسية برمتها وخلق مناخ خطير ينذر بعواقب وخيمة والانحدار الى دهاليز مظلمة .. لذا يأتي الكتاب الصادر من امانة مجلس الوزراء الى اللجنة المالية
البرلمانية يطلب بتخصيص رواتب تقاعدية لعدد من الوزراء واعضاء المجلس الوطني في عهد النظام السابق . هو منحدر خطير بينما الدولة العراقية والحكم الجديد لازال يحرم شريحة كبيرة من ابناء هذا الوطن من ارجاع حقوقها الشرعية
التي ظلمت بالفصل السياسي او الطرد من الوظيفة او ترك الوظيفة خشية السجن والتعذيب اللانساني .. ان هذه الشريحة المظلومة رفضت الخضوع والخشوع لسياسة البعث الفاشية وناهضت هذه السياسة بكل الاشكال السياسية . وكان
الاجدر بالحكومة العراقية والعهد الجديد ان ترد هذه الحقوق التي اغتصبت جورا في زمن العهد المقبور والتي لازالت تجاهد في ايجاد حقها الشرعي في استخدام الطرق الشرعية والقانونية وليس بالطرق الملتوية والحزبية .. ان سياسة الكيل
بمكيالين في رد اعتبار السياسي ورد الحقوق المدنية , في حين يحرم من هذا الحق هذه الشريحة المجاهدة التي عانت من الحرمان ورفضت المتاجرة بالعراق وبيعه في سوق النخاسة وتحملت الغربة عن الوطن . نطالب عراقنا الجديد بانصاف والعدل
ورد الحق الشرعي ومن جملتهم كاتب هذا المقال .. ان مشروع الارهاب لازال قائم ويهدد العراق مستخدم اسلوب جديد , وتكتيك جديد ونعرف ان مدرسة البعث جديرة في استخدام الالاعيب السياسية والدسائس السياسية والارهاب السياسي هنا
تكمن المخاطر الجدية التي تحيط بالعراق .. وان العراق بحاجة الى ابناءه الاوفياء وليس الى ايتام البعث .. بحاجة الى ابناءه الذين يحملون حب العراق في قلوبهم وعقولهم ولم يتاجروا به .. ان هؤلاء الشرفاء مهما كانت عقيدتهم
ودينهم ومذهبهم هم كنز العراق الثمين .. يجب ان يعاملوا بالعدل والانصاف وليس بالاجحاف والجحود والتهميش في الطاقات المبدعة والخلاقة التي هدفها خدمة العراق بعيدا عن الاطماع بالمال او الجاه والنفوذ