صفحة الكاتب : د . فاضل حسن شريف

من اوقات واماكن استجابة الدعاء في القرآن الكريم والسنة (ح 2) (ليلة ويوم الجمعة)
د . فاضل حسن شريف

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

تكملة للحلقة الاولى المنشورة في كتابات في الميزان:
6- ليلة الجمعة ويومها: قال الله عز وجل "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ" (الجمعة 9). يستحب قراءة سورة الكهف يوم الجمعة ومنها الآيات الكريمة "هناك عدد من الأيات المستحب قرائتها يوم الجمعة ومنها: قوله تعالى: "وَاذْكُر رَّبَّكَ إِذَا نَسِيتَ وَقُلْ عَسَىٰ أَن يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هَٰذَا رَشَدًا" (الكهف 24)، و "وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ۖ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا" (الكهف 28)، و "وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ" (الكهف 57)، و "وَمَا أَنسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ" (الكهف 36)، و "وَعَرَضْنَا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِّلْكَافِرِينَ عَرْضًا * الَّذِينَ كَانَتْ أَعْيُنُهُمْ فِي غِطَاءٍ عَن ذِكْرِي وَكَانُوا لَا يَسْتَطِيعُونَ سَمْعًا" (الكهف 100-101). الشهيد الثاني في رسالة الجمعة: روي أن من قرأ الكهف يوم الجمعة فهو معصوم إلى ثمانية أيام، وإن خرج الدجال عصم منه، ومن قرأ حم الدخان في ليلة الجمعة أو يوم الجمعة بنى الله له بيتا في الجنة، ومن قرأ السورة التي يذكر فيها آل عمران يوم الجمعة صلى الله عليه وملائكته حتى تغيب الشمس.
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (إنّ يوم الجمعة سيد الاَيام، يضاعف الله عزَّ وجلَّ فيه الحسنا، ويمحو فيه السيئا، ويرفع فيه الدرجات، ويستجيب فيه الدعوات). وقال الاِمام أبو جعفر الباقر عليه السلام (أول وقت الجمعة ساعة تزول الشمس إلى أن تمضي ساعة يحافظ عليها، فإنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: لا يسأل الله تعالى فيها عبدٌ خيراً إلاّ أعطاه)، و ( مَنْ قرأ سورة ص في ليلة الجُمعة، أعطي من خير الدّنيا والآخرة ما لم يُعط أحدٌ من النّاس، إلاّ نبيّاً مُرسلاً أو ملكاً مقرّباً، وأدخله الله الجنّة، وكلّ من أحبّ من أهل بيته حتّى خادمه الذي يخدمه، وان لم يكن في حدّ عياله ولا في حدّ من يشفع له). وعن الاِمام الصادق عليه السلام أنّه قال (الساعة التي يستجاب فيها الدعاء يوم الجمعة ما بين فراغ الاِمام من الخطبة إلى أن تستوي الناس بالصفوف ، وساعة اُخرى من آخر النهار إلى غروب الشمس). وقال صلى الله عليه وآله: (إن لله خيارا من كل ما خلقه، فأما خياره من الليالي فليالي الجمع، وليلة النصف من شعبان، وليلة القدر، وليلتا العيدين)، و (يوم الجمعة سيّد الأيام، وأعظم عند الله عزّ وجلّ من يوم الأضحى ويوم الفطر، فيه خمس خصالٍ: خلق الله عزّ وجلّ فيه آدم عليه السلام، وأهبط الله فيه آدم إلى الأرض، وفيه توفّى الله آدم، وفيه ساعةٌ لا يسأل الله العبد فيها شيئاً إلاّ آتاه ما لم يسأل حراماً. وما من مَلَكٍ مقرَّبٍ ولا سماء ولا أرض ولا رياح ولا جبال ولا برّ ولا بحر، إلا وهنَّ يشفقن من يوم الجمعة أن تقوم فيه الساعة). وكان الاَئمة من عترة المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم يهتمون بالقيام فيها وإحيائها بالعبادة والدعاء والاستغفار.
قال الإمام الصادق عليه السلام: (من قرأ في ليلة الجُمعة أو يوم الجُمعة سُورة الأحقاف، لم يصبه الله بروعة في الحياة الدّنيا، وامّنه من فزع يوم القيامة)، و ( مَن قرأ سورة الصافات في كلّ يوم جمعة لم يزل محفوظاً عن كلّ آفةٍ، مدفوعاً عنه كلّ بليةٍ في الحياة الدنيا، مرزوقاً في الدنيا بأوسع ما يكون من الرزق، ولم يصبه الله في ماله ولا ولده ولا بدنه بسوءٍ من شيطانٍ رجيمٍ ولا من جبّارٍ عنيد، وإن مات في يومه أو في ليلته بعثه الله شهيداً وأماته شهيدا وأدخله الجنّة مع الشهداء في درجة من الجنّة)، و (إنّ المؤمن ليدعو في الحاجة ، فيؤخر الله حاجته التي سأل إلى يوم الجمعة ليخصّه بفضل يوم الجمعة، وقال: مَن مات يوم الجمعة كُتب له براءةٌ من ضغطة القبر)، و (في قوله: "سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي" (يوسف 98)، قال: أخّرها إلى السّحر ليلة الجمعة)، و (إنّ ليلة الجمعة مثل يومها ، فإن استطعت أن تحييها بالصلاة والدعاء فافعل)، و (مَن وافق منكم يوم الجمعة فلا يشتغلنّ بشيءٍ غير العبادة، فإنّ فيه يُغفر للعباد، وتنزل عليهم الرحمة)، و (سميت الجمعة جمعة لأن الله تعالى جمع للنبي صلى الله عليه وآله وسلم أمره)، و (في رجلٍ يريد أن يعمل شيئاً من الخير مثل الصدقة والصوم ونحو ذلك: يُستحب أن يكون ذلك في يوم الجمعة والعمل فيه يضاعف)، و (الساعة التي يُستجاب فيها الدعاء ما بين فراغ الإمام من الخطبة إلى أن يستوي الناس في الصفوف، وساعة أخرى من آخر النهار إلى أن تغيب الشمس، وروي حين ينزل الإمام من المنبر إلى أن يقوم في مقامه، وروي ما بين نزول الإمام من المنبر إلى أن يصير الفيء من الزوال قدم)، و (أفٍّ على مسلم لم ينفق من أسبوعه يوم الجمعة في تعلم دينه ولم يتفرغ فيه لذلك). روي عن الكاظم علية السلام: (إنّ لله يوم الجمعة ألف نفحة من رحمته، يعطي كلّ عبدٍ منها ما شاء، فمَن قرأ "إنّا أنزلناه في ليلة القدر" بعد العصر يوم الجمعة مائة مرة، وهب الله له تلك الألف ومثلها).
قيل للرضا عليه السلام: يا بن رسول الله ما تقول في الحديث الذي يرويه الناس عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: إنّ الله تبارك وتعالى ينزل كلّ ليلةٍ إلى السماء الدنيا ؟.. فقال عليه السلام : لعن الله المحرِّفين الكلم عن مواضعه، والله ما قال رسول الله كذلك إنما قال صلى الله عليه وآله وسلم: إنّ الله تبارك وتعالى يُنزل ملكاً إلى السماء الدنيا كلّ ليلةٍ في الثلث الأخير، وليلة الجمعة في أول الليل ، فيأمره فينادي هل من سائلٍ فأُعطيه؟ هل من تائبٍ فأتوب إليه ؟ هل من مستغفرٍ فأغفر له؟ يا طالبَ الخير أقبل يا طالبَ الشرِّ أقصر فلا يزال ينادي بهذا حتى يطلع الفجر، فإذا طلع الفجر عاد إلى محلّه من ملكوت السماء، حدثني بذلك أبي عن جدّي عن آبائه عن رسوله صلى الله عليه وآله وسلم. عن النبي صلّى الله عليه وآله أنَّه قال لعلي عليه السلام: (يا علي اغتسل في كل جمعة وإنّك تشتري الماء بقوت يومك وتطويه فإنَّه ليس شيء من التطوّع أعظم منه. ثم تقول بعد الغسل: أشهد أن لا إله إلّا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أنّ محمّد عبده ورسوله، اللّهم صل على محمّد وآل محمّد، واجعلني من التوّابين، واجعلني من المتطهرين). ورد عن الإمام الباقر عليه السلام: (زوروا الموتى يوم الجمعة، فإنَّهم يعلمون بمن أتاهم ويفرحون).
من آداب يوم الجمعة: الغسل، زيارة الأموات، وخصوصاً الأرحام، والدعاء بالأدعية المأثورة عن أهل البيت عليهم السلام، و قراءة آية الكرسي حتّى الزوال ما أمكن، والصلاة على محمّد وآل محمّد ألف مرّة، وإن لم يمكن فلا أقل مئة مرّة، والاستغفار بعد العصر سبعين مرّة: أستغفر الله وأتوب إليه، و تقليم الأظافر وقص الشارب، و التطيُّب و لبس صالح الثياب، وإفراح العائلة بإطرافهم بشيء من الطعام والحلوى، وأكل الرّمان على الرّيق.

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . فاضل حسن شريف
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2022/12/20



كتابة تعليق لموضوع : من اوقات واماكن استجابة الدعاء في القرآن الكريم والسنة (ح 2) (ليلة ويوم الجمعة)
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net