ما وراء زيارة وزير الخارجية الأوكراني لبغداد
صالح لفتة الحجيمي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
صالح لفتة الحجيمي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
زيارة وزير الخارجية الأوكراني إلى بغداد بعد أكثر من سنة كاملة على الحرب الروسية الأوكرانية تحمل في طياتها الكثير من الدلائل ينبغي توضيحها وتفكيك بعض من تلك الرسائل التي من وراءها :-
وأولها حسب ما تشير له التقارير الصحفية وهو الأهم هي إجراء مفاوضات مباشرة بين روسيا واوكرانيا ورغبة الطرفين في الجلوس على طاولة الحوار في بلد محايد وموثوق به والعراق يمثل الاختيار الابرز
وزيارة وزير الخارجية الأوكراني جاءت للطلب من العراق التوسط لإجراء مفاوضات في بغداد بين أوكرانيا وروسيا لإنهاء الحرب وبعد أقل من أسبوع من تلقّي السوداني اتصالاً هاتفياً من الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
لما تحظى به بغداد بعلاقات إيجابية بين الطرفين فالعراق لم يدين الغرو الروسي أثناء التصويت في المنظمات الدولية ولم يقطع علاقاته الدبلوماسية مع أوكرانيا مع موافقة لحلفاء أوكرانيا أمريكا والاتحاد الأوربي في اتخاذ سبيل المفاوضات حسب ما يرشح من أخبار صحفية
وهذا بالتأكيد اعتراف مباشر بدور العراق المتصاعد في الساحة الدولية ولتقريب وجهات النظر بين الأطراف المتصارعة خصوصاً بعد النجاح في جمع الوفود الإيرانية والسعودية وتكلل ذلك في توقيع اتفاق بينهما.
ربما جاءت الزيارة للضغط على العراق من أجل اتخاذ مسار مغاير لاجماع دول أوبك مع روسيا في تخفيض إنتاج النفط وزيادة الأسعار لما له من تأثير مباشر في دعم الميزانية الروسية وبالتالي زيادة قدرتها على الاستمرار في الحرب وتحويلها لحرب استنزاف لا تستطيع أوكرانيا ومن وراءها الغرب الاستمرار بها لاطول فترة ممكنة
وبما أن العراق لاعب كبير في أسواق الطاقة اذا استطاعت أوكرانيا اقناعة بزيادة الإنتاج سيصب ذلك في مصلحتها.
كذلك يمكن اعتبار الزيارة هي بمثابة التأسيس وثوثيق المحور الداعم للطرف الأوكراني فالعراق من حلفاء أمريكا في المنطقة واوكرانيا كذلك وما يجري من حرب تصورة الآله الإعلامية انه صراع على تسيد العالم بين أمريكا وحلفائها من جهة وروسيا والصين وحلفائهما من جهة اخرى وخسارة اي طرف في الحرب تعني خسارة المحور الذي يدعمه
وكل الدلال و المؤشرات تتحدث عن انقلاب الكفه لصالح روسيا والصين وتحقيق انتصارات مهمة في المعارك الدائرة في باخموت وغيرها
وهذا يدق ناقوس الخطر بتفكك المحور الداعم لاوكرانيا والزيارة للحصول على الدعم الدولي لاوكرانيا وبث رسائل للداخل والخارج بأهمية هذا الدعم واستمراره .
الايام القليلة القادمة كفيلة بكشف ما وراء الزيارة وفي هذه الاثناء على العراق الاستمرار في البقاء على الحياد في هذا النزاع الدولي فكلا الدولتين مهمتين للعراق وتربطهما به علاقات اقتصادية كبيرة وبالتحديد الحبوب والزيوت الأغذية
و التأكيد على موقف العراق الداعم لإيقاف إطلاق النار وإجراء مفاوضات مباشرة بين الطرفين والنأي عن الانخراط بشكل مباشر أو غير مباشر في الحرب حفاظاً على مصالح العراق .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat