اشارات للامام الباقر عليه السلام عن سورة البقرة (ح 2)
د . فاضل حسن شريف
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
د . فاضل حسن شريف
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
تكملة للحلقة الاولى المنشورة منذ نحو سنة. ن قوله تعالى "وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْغَمَامَ وَأَنْزَلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ" (البقرة 57) جاء في موقع شيرازي العربي عن اهل البيت في القرآن: روى الحافظ الحنفي سليمان القندوزي بسنده عن أبي جعفر الباقر رضي الله عنه في تفسير هذه الآية: "وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ" (البقرة 57). قال: فالله جل شأنه، وعظم سلطانه، ودام كبرياؤه، أعز وأرفع وأقدس من أن يعرض له ظلم، ولكن أدخل ذاته الأقدس فينا أهل البيت، فجعل ظلمنا ظلمه فقال: "وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ" (البقرة 57).
قال الامام محمد الباقر عليه السلام (ما ياخذ المظلوم من دين الظالم اكثر مما ياخذ الظالم من دنيا المظلوم). قال الله تعالى "وَلَنْ يَتَمَنَّوْهُ أَبَدًا بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ" (البقرة 95). قوله تعالى "حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ" (البقرة 238) عن الامام محمد الباقر عليه السلام قال (الصلاة الوسطى وهي صلاة الجمعة، والظهر في سائر الايام، وهي اول صلاة صلاها رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وهي وسط صلاتين بالنهار صلاة الغداة وصلاة العصر).
قال الله تعالى "وَلِلْمُطَلَّقَاتِ مَتَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ ۖ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ (241) كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (242)" (البقرة 241-242). المتقي هو الذي يهدي الهدية اللائقة لزوجته المطلقة عند عدم الرجعة وهو غير المهر "وَلِلْمُطَلَّقَاتِ مَتَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ ۖ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ" (البقرة 241). قال الإمام الباقرعليه السّلام: طلاق الحامل واحدة، فإذا وضعت ما في بطنها فقد بانت منه.
عن الامام محمد الباقر عليه السلام في خطبة للرسول الاعظم صلى الله عليه واله وسلم في غدير خم (مَعاشِرَ النّاسِ، لا تَضِلُّوا عَنْهُ وَلا تَنْفِرُوا مِنْهُ، وَلا تَسْتَنْكِفُوا عَنْ وِلايَتِهِ، فَهُوَ الَّذي يَهْدي إلَى الْحَقِّ وَيَعْمَلُ بِهِ، وَيُزْهِقُ الْباطِلَ وَيَنْهى عَنْهُ، وَلا تَأْخُذُهُ فِي اللهِ لَوْمَةُ لائِم .أَوَّلُ مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَرَسُولِهِ، لَمْ يَسْبِقْهُ إلَى الاْيمانِ بي أَحَدٌ، وَالَّذي فَدى رَسُولَ اللهِ بِنَفْسِهِ، وَالَّذي كانَ مَعَ رَسُولِ اللهِ وَلا أَحَدَ يَعْبُدُ اللهَ مَعَ رَسُولِهِ مِنَ الرِّجالِ غَيْرُهُ. أَوَّلُ النّاسِ صَلاةً وَأَوَّلُ مَنْ عَبَدَ اللهَ مَعي. أَمَرْتُهُ عَنِ اللهِ أَنْ يَنامَ في مَضْجَعي، فَفَعَلَ فادِياً لي بِنَفْسِهِ .مَعاشِرَ النّاسِ، فَضِّلُوهُ فَقَدْ فَضَّلَهُ اللهُ، وَاقْبَلُوهُ فَقَدْ نَصَبَهُ اللهُ.مَعاشِرَ النّاسِ، إنَّهُ إمامٌ مِنَ اللهِ، وَلَنْ يَتُوبَ اللهُ عَلى أَحَد أَنْكَرَ وِلايَتَهُ وَلَنْ يَغْفِرَ لَهُ، حَتْماً عَلَى اللهِ أَنْ يَفْعَلَ ذلِكَ بِمَنْ خالَفَ أَمْرَهُ وَأَنْ يُعَذِّبَهُ عَذاباً نُكْراً أَبَدَ الاْبادِ وَدَهْرَ الدُّهُورِ. فَاحْذَرُوا أَنْ تُخالِفُوهُ، فَتَصْلُوا ناراً "وَقُودُهَا النّاسُ وَالْحِجارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكافِرينَ" (البقرة 24)).
كان الإمام الباقر عليه السلام علمه ربانيا بالاضافة الى الحكمة فكان عليما حكيما حيث أخذ العلم والحكمة من الله سبحانه قال الله تعالى "قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا ۖ إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ" ﴿البقرة 32﴾ جاء عن مركز الاشعاع الاسلامي عن الامام محمد الباقر للشيخ صالح الكرباسي: من كلماته الحكيمة: رُوِيَ عن الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام أنه قَالَ: (قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه و آله: خَمْسٌ لَا أَدَعُهُنَّ حَتَّى الْمَمَاتِ: الْأَكْلُ عَلَى الْحَضِيضِ مَعَ الْعَبِيدِ، وَ رُكُوبِيَ الْحِمَارَ مُؤْكَفاً، وَ حَلْبِيَ الْعَنْزَ بِيَدِي، وَ لُبْسُ الصُّوفِ، وَ التَّسْلِيمُ عَلَى الصِّبْيَانِ لِتَكُونَ سُنَّةً مِنْ بَعْدِي). قَالَ الإمامُ محمد بن علي الباقر عليه السَّلام (إيَّاكَ وَ الكَسَلَ وَ الضَّجَرَ، فَإنَّهُمَا مِفْتَاحُ كُلِّ شَرِّ، مَنْ كَسَلَ لَمْ يُؤَدِّ حَقَّاً، وَ مَنْ ضَجَرَ لَمْ يَصْبِرْ عَلى حَقٍّ). قَالَ الإمامُ محمد بن علي الباقر عليه السَّلام: (إنَّ المُؤْمِنَ أخُ المُؤْمِن لا يَشْتِمَهُ وَ لا يَحْرِمَهُ وَ لا يَسِيءُ بهِ الظَّن). قَالَ الإمامُ محمد بن علي الباقر عليه السَّلام: (أفْضَلُ العِبادَةِ عِفَّةُ البَطْنِ وَ الفَرْج). قَالَ الإمامُ محمد بن علي الباقر عليه السَّلام: (إنَّ اللهَ يُحِبُّ إفْشَاءَ السَّلامِ).
قال الله تعالى "قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ" (البقرة 38) عن المجتمع الانساني في القرآن الكريم للشهيد السيد محمد باقر الحكيم قدس سره: ويـظهر مـن الأحـاديث الواردة عن أهل البيت عليهم السـلام، أن أفـضل شـيء وهبه الله تعالى للإنسان في أصل خلقته هو العقل، فقد روى الكليني بطريق صحيح عن محمد بن مسلم عن أبي جـعفر البـاقر عليه السلام، قال (لما خلق الله العقل استنطقه ثم قال له: أقبل فأقبل، ثم قال له: أدبر فأدبر، ثم قال له: وعزتي وجـلالي مـا خـلقت خلقاً هو أحب إلى منك ولا أكملتك إلا فيمن أحب، أما إني إيـاك آمر وإياك أنهى وإياك أعاقب وإياك أثيب) (الكافي 1 / 10 ـ ح 1). ولعل هذا العقل أو بعض درجاته العالية، هو الذي وصل إليه آدم في جـنة الأولى التي أسكنه الله تعالى فيها، وابتلاه واختبره بالتكاليف الإلهية عندما نهاه وزوجه عـن أكـل الشجرة فأكلا منها فبدت لهما سوآتهما وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة، حيث وجدت عنده قدرة التمييز بين الحسن والقبيح على ما يظهر من القرآن الكريم، والله سبحانه أعلم.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat