صفحة الكاتب : سعد جاسم الكعبي

قاتل جديد في العراق
سعد جاسم الكعبي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

في كل موسم صيف يشهد العراق ارتفاعا كبيرا بدرجات الحرارة في ظل استمرار أزمة الكهرباء المستعصية وغياب أية محاولات للتخفيف عن السكان باستثناء "صوندات" الرش في الشوارع العامة وهي جهود ذاتية من الناس لمواجه الحرارة.

دراسة علمية اعدتها مجلة طبية بريطانية تدعى "لانسيت"حول عدد الوفيات المرتبطة بالحرارة التي قد تحدث في الشرق الاوسط وشمال افريقيا في حال استمر ارتفاع درجة حرارة الكوكب.

الدراسة اشارت الى انه من المرجح ان عدد السكان في المنطقة الذين يموتون لاسباب مرتبطة بالحرارة سنويا، سيرتفع من معدل نحو حالتي وفاة لكل 100 الف شخص حاليا، الى نحو 123 لكل 100 الف شخص في العقدين الاخيرين من القرن ،اي ان ذلك يعني انه بحلول العام 2100، من المحتمل ان يموت نحو 138 الف شخص سنويا لاسباب مرتبطة بالحرارة في العراق.

العراقيون يشعرون وكأنهم وحدهم في مواجهة موجة الحر في ظل انعدام الخدمات الضرورية لمثل هذه الظروف.

الناس باتوا يتعلمون التعايش مع الحرارة ويتأقلمون طوال الوقت ،ولعل من الاجراءات المتخذة من قبلهم اعادة تجهيز مكيفات الهواء وحتى اغلاق الطابق العلوي من المنزل خلال الصيف.

اليونيسيف ادلت بدلوها بالقضية وتوقعت نتائج مقلقة بشكل خاص، فبينما تعرض فقط 6% من أطفال العراق لموجات الحر الشديدة عام 2020، فإنه في عام 2050 يتوقع تعرض كل طفل في العراق لموجات حر شديدة متكررة، ولفترات أطول للموجة ودرجات حرارة مرتفعة بشكل حاد.

والعراق من بين الدول الخمس الأكثر تأثرا بآثار التغير المناخي وفق الأمم المتحدة، وهو يشهد للعام الرابع على التوالي موجة جفاف.

ويعزى سبب ذلك إلى تراجع الأمطار وارتفاع درجات الحرارة، فضلا عن بناء الجارتين تركيا وإيران لسدود على نهري دجلة والفرات لحبس مياههما والاستئثار بها خلافا للقوانين والأعراف الدولية بهذا الشان.

واسباب ارتفاع درجات الحرارة في العراق ترجع إلى أنه من المناطق تقع ضمن المناخ الصحراوي او شبه الصحراوي الحار والجاف، ولانها مناطق نفطيه وما يصاحبه من محروقات تسبب رفع درجة حرارة الهواء الملامس لها، خصوصا في السنوات الاخيرة، فضلا عن تجريف الغطاء النباتي واختفائه تماما.

ولا يبدو هناك أية مؤشرات التحركات حكومية لمواجهة أزمة الحرارة وعلى العراقي أن يستعد للاسؤا في السنوات القادمة ولا يبقى أمامه سوى رحمة الله و"الصوندات


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


سعد جاسم الكعبي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2023/07/22



كتابة تعليق لموضوع : قاتل جديد في العراق
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net