على ضفاف الانتظار(73)
الشيخ حسين عبد الرضا الاسدي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
الشيخ حسين عبد الرضا الاسدي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
جبرئيل (المَلَك)
من ملائكة الله تعالى العظام، وهو أمين الوحي، قال تعالى في شأن إنزال القرآن على قلب النبي الأكرم: ﴿وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ﴾ .
قال الشيخ الطبرسي: (الرُّوحُ الْأَمِينُ) يعني جبرائيل، وهو أمين الله، لا يغيره ولا يبدله . وسماه روحاً؛ لأنه يحيي به الدين . وقيل: لأنه يحيي به الأرواح بما ينزل من البركات . وقيل: لأنه جسم روحاني.
جاء ذكر الملك جبرئيل في القضية المهدوية في موارد:
المورد الأول: إنه أول من يبايع الإمام المهدي:
جاء في بعض الروايات الشريفة أنَّ «أَوَّل مَنْ يُبَايِعُ القَائِمَجَبْرَئِيلُ، يَنْزِلُ فِي صُورَةِ طَيْرٍ أَبْيَضَ فَيُبَايِعُهُ...» .
المورد الثاني: إن جبرئيل يمنع الدجال من دخول المدينة المنورة:
ففي رواية عامية رواها المروزي بسنده عن الحارث عن عبد الله عن النبي في سياق الدجال: «... فيمر بمكة فإذا هو بخلق عظيم فيقول: من أنت؟ فإن هذا الدجال قد أتاك، فيقول: أنا ميكائيل بعثني الله تعالى أن أمنعه من حرمه ويمر بالمدينة فإذا هو بخلق عظيم فيقول: من أنت؟ هذا الدجال قد أتاك، فيقول: أنا جبرئيل بعثني الله تعالى لأمنعه من حرم رسول الله، ويمرّ الدجال بمكة فإذا رأى ميكائيل ولّى هارباً، ولا يدخل الحرم فيصيح صيحة فيخرج إليه من مكة كل منافق ومنافقة، ثم يمر بالمدينة، فإذا رأى جبرئيل ولّى هارباً، فيصيح صيحة، فيخرج إليه من المدينة كل منافق ومنافقة...» .
المورد الثالث: أنه يكون ضمن جيش الإمام المهدي:
وفي هذا السياق جاء ذكر موقع جبرئيل من جيش الإمام المهدي في موقعين:
الموقع الأول: على يمين المهدي:
ففي رواية المقدسي عن جابر عن أبي جعفر: «... فيسير المهدي بمن معه، لا يحدث في بلد حادثة إلّا الأمن والأمان والبشرى، وعن يمينه جبريل، وعن شماله ميكائيل، والناس يلحقونه من الآفاق...» .
وفي نقل السيد بن طاووس لخطبة البيان المنسوبة لأمير المؤمنين التي ذكر فيها الإمام المهدي وخروج من يخرج معه وأسماءهم، ذكر أنَّ السفياني ينزل في بحيرة طبريَّة ومعه مائة وسبعون ألفاً: «وَيَسِيرُ إِلَيْهِ اَلمَهْدِيُّ، عَنْ يَمِينِهِ جَبْرَئِيلُ، وَعَنْ شِمَالِهِ مِيكَائِيلُ، وَعِزْرَائِيلُ أَمَامَهُ...» .
وعن أبي بصير، قال: قال أبو عبد الله: «لَا يَخْرُجُ القَائِمُ حَتَّى يَكُونَ تَكْمِلَةُ اَلحَلْقَةِ»، قلت: وكم تكملة الحلقة؟ قال: «عَشَرَةُ آلَافٍ، جَبْرَئِيلُ عَنْ يَمِينِهِ، وَمِيكَائِيلُ عَنْ يَسَارِهِ، ثُمَّ يَهُزُّ اَلرَّايَةَ وَيَسِيرُ بِهَا، فَلَا يَبْقَى أَحَدٌ فِي اَلمَشْرِقِ وَلَا فِي اَلمَغْرِبِ إِلَّا لَعَنَهَا، وَهِيَ رَايَةُ رَسُولِ اَللهِ، نَزَلَ بِهَا جَبْرَئِيلُ يَوْمَ بَدْرٍ...» .
الموقع الثاني: إنه يكون على مقدمة جيش الإمام المهدي:
ففي رواية حذيفة عن النبيِّ: «ثمّ يخرج متوجِّهاً إلى الشام، وجبريل على مقدَّمته، وميكائيل على ساقته، فيفرح به أهل السماء وأهل الأرض والطير والوحوش والحيتان في البحر...» .
واختلاف موقعه لا يضر بعد إمكان تعدد سير وتحركات الجيش، وإمكان تغير موقع القادة والملائكة في تلك الأحوال.
المورد الرابع: إنه سيخسف بجيش السفياني في البيداء:
ففي رواية عن حذيفة بن اليمان أنَّ النبيَّ ذكر فتنة تكون بين أهل المشرق والمغرب، قال: «... ثُمَّ يَخْرُجُونَ مُتَوَجِّهِينَ إِلَى مَكَّةَ، حَتَّى إِذَا كَانُوا بِالبَيْدَاءِ بَعَثَ اَللهُ جَبْرَئِيلَ، فَيَقُولُ: يَا جَبْرَئِيلُ، اِذْهَبْ فَأَبِدْهُمْ فَيَضْرِبُهَا بِرِجْلِهِ ضَرْبَةً يَخْسِفُ اَللهُ بِهِمْ عِنْدَهَا، وَلَا يُفْلِتُ مِنْهَا إِلَّا رَجُلَانِ مِنْ جُهَيْنَةَ...» .
المورد الخامس: إنه المنادي بالصيحة في شهر رمضان:
فعن أبي جعفر مبيِّناً صوت جبرئيل: «اَلصَّيْحَةُ لَا تَكُونُ إِلَّا فِي شَهْرِ رَمَضَانَ، لِأَنَّ شَهْرَ رَمَضَانَ شَهْرُ اَللهِ، وَاَلصَّيْحَةُ فِيهِ هِيَ صَيْحَةُ جَبْرَئِيلَإِلَى هَذَا الخَلْقِ»... وقال: «لَابُدَّ مِنْ هَذَيْنِ اَلصَّوْتَيْنِ قَبْلَ خُرُوجِ القَائِمِ: صَوْتٍ مِنَ اَلسَّمَاءِ وَهُوَ صَوْتُ جَبْرَئِيلَ بِاسْمِ صَاحِبِ هَذَا الأَمْرِ وَاِسْمِ أَبِيهِ...» .
المورد السادس: إنه سيكون على يمين الإمام المهدي عندما يظهر في مكة، وينادي: البيعة لله:
فعن أبي بصير، قال: قال أبو عبد الله: «يُنَادَى بِاسْمِ القَائِمِ فِي لَيْلَةِ ثَلَاثٍ وَعِشْرِينَ، وَيَقُومُ فِي يَوْمِ عَاشُورَاءَ، وَهُوَ اليَوْمُ اَلَّذِي قُتِلَ فِيهِ الحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، لَكَأَنِّي بِهِ فِي يَوْمِ اَلسَّبْتِ العَاشِرِ مِنَ اَلمُحَرَّمِ قَائِماً بَيْنَ اَلرُّكْنِ وَاَلمَقَامِ، جَبْرَئِيلُعَنْ (يَدِهِ اليُمْنَى) يُنَادِي: البَيْعَة لِلهِ، فَتَصِيرُ إِلَيْهِ شِيعَتُهُ مِنْ أَطْرَافِ الأَرْضِ، تُطْوَى لَهُمْ طَيًّا حَتَّى يُبَايِعُوهُ، فَيَمْلَأُ اَللهُ بِهِ الأَرْضَ عَدْلاً كَمَا مُلِئَتْ ظُلْماً وَجَوْراً» .
المورد السابع: إنه يأتي براية رسول الله إلى الإمام المهدي:
ففي رواية «عَنْ أَبِي حَمْزَةَ الثُّمَالِيِّ، قَالَ: قَالَ لِي أَبُو جَعْفَر: «يَا ثَابِتُ، كَأَنِّي بِقَائِمِ أَهْلِ بَيْتِي قَدْ أَشْرَفَ عَلَىٰ نَجَفِكُمْ هَذَا - وَأَوْمَأَ بِيَدِهِ إِلَىٰ نَاحِيَةِ الْكُوفَةِ -، فَإِذَا هُوَ أَشْرَفَ عَلَىٰ نَجَفِكُمْ نَشَرَ رَايَةَ رَسُولِ الله، فَإِذَا هُوَ نَشَرَهَا انْحَطَّتْ عَلَيْهِ مَلَائِكَةُ بَدْرٍ».
قُلْتُ: وَمَا رَايَةُ رَسُولِ الله؟
قَالَ: «عَمُودُهَا مِنْ عُمُدِ عَرْشِ الله وَرَحْمَتِهِ، وَسَائِرُهَا مِنْ نَصْرِ الله، لَا يَهْوِي بِهَا إِلَىٰ شَيْءٍ إِلَّا أَهْلَكَهُ اللهُ».
قُلْتُ: فَمَخْبُوَّةٌ عِنْدَكُمْ حَتَّىٰ يَقُومَ الْقَائِمُ فَيَجِدَهَا أَمْ يُؤْتَىٰ بِهَا؟
قَالَ: «لَا، بَلْ يُؤْتَىٰ بِهَا ».
قُلْتُ: مَنْ يَأْتِيهِ بِهَا؟
قَالَ: «جَبْرَئِيلُ...» .
المورد الثامن: إنه يأتي الإمام المهدي قبيل الظهور على صورة رجل من كلب:
ففي رواية بحار الأنوار المرفوعة إلى علي بن الحسين في ذكر القائم في خبر طويل قال: «فيجلس تحت شجرة سمرة، فيجيئه جبرئيل في صورة رجل من كلب، فيقول: يا عبد الله ما يجلسك ههنا؟ فيقول: يا عبد الله إني أنتظر أن يأتيني العشاء فأخرج في دبره إلى مكة وأكره أن أخرج في هذا الحر قال: فيضحك فإذا ضحك عرفه أنه جبرئيل قال: فيأخذ بيده ويصافحه، ويسلم عليه...» .
وهي رواية ضعيفة السند.
المورد التاسع: إنه يرفع القرآن عند خروج يأجوج ومأجوج:
في رواية عامية عن ابن عباس عن رسول الله أنه قال: «... فإذا كان عند خروج يأجوج ومأجوج أرسل اللهجبريل فرفع من الأرض القرآن والعلم...» .
والرواية على ضعف سندها مخالفة لما هو ثابت من عدم رفع القرآن وعدم افتراقه عن العترة إلى أن تقوم القيامة، كما هو صريح حديث الثقلين.
المورد العاشر: إنه هو الذي يُقدّم الفرس للإمام المهدي عند ظهوره:
وهذا ما يُمكن استفادته من رواية السيدة حكيمة حول مولده، حيث جاء في ذيلها: فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ ثَلَاثٍ اِشْتَقْتُ إِلَىٰ وَلِيِّ اَلله، فَصِرْتُ إِلَيْهِمْ، فَبَدَأْتُ بِالْحُجْرَةِ اَلَّتِي كَانَتْ سَوْسَنُ فِيهَا، فَلَمْ أَرَ أَثَراً وَلَا سَمِعْتُ ذِكْراً، فَكَرِهْتُ أَنْ أَسْأَلَ، فَدَخَلْتُ عَلَىٰ أَبِي مُحَمَّدٍ، فَاسْتَحْيَيْتُ أَنْ أَبْدَأَهُ بِالسُّؤَالِ، فَبَدَأَنِي، فَقَالَ: «هُوَ يَا عَمَّةِ فِي كَنَفِ اَلله وَحِرْزِهِ وَسِتْرِهِ وَغَيْبِهِ حَتَّىٰ يَأْذَنَ اَللهُ لَهُ، فَإِذَا غَيَّبَ اَللهُ شَخْصِي وَتَوَفَّانِي وَرَأَيْتِ شِيعَتِي قَدِ اِخْتَلَفُوا فَأَخْبِرِي اَلثِّقَاتَ مِنْهُمْ، وَلْيَكُنْ عِنْدَكِ وَعِنْدَهُمْ مَكْتُوماً، فَإِنَّ وَلِيَّ اَلله يُغَيِّبُهُ اَللهُ عَنْ خَلْقِهِ وَيَحْجُبُهُ عَنْ عِبَادِهِ، فَلَا يَرَاهُ أَحَدٌ حَتَّىٰ يُقَدِّمَ لَهُ جَبْرَئِيلُفَرَسَهُ، ﴿ لِيَقْضِيَ اللهُ أَمْراً كَانَ مَفْعُولاً ﴾» .
المورد الحادي عشر: إنه يقف مع رسول الله وأمير المؤمنين على حراء إبان الظهور:
إذ روي عن أبي عبد الله قال: «الليلة التي يقوم فيها قائم آل محمد ينزل رسول الله، وأمير المؤمنين (صلوات الله عليه)، وجبرئيل على حراء، فيقول له جبرئيل: أجب...» .
المورد الثاني عشر: إنه يصيح على سور مسجد دمشق:
جاء في مرسلة المقدسي عن أمير المؤمنين في سياق ذكر جرائم السفياني وما يفعله من الفواحش وسفك الدم الحرام، أن الملائكة تضج إلى الله تعالى، فيأمر الله تبارك وتعالى جبرئيل بأن ينادي من على سور مسجد دمشق بأن الفرج والغوث قد جاء لأمة النبي الأكرم، فقد جاء فيها:«فإذا دخل دمشق اعتكف على شرب الخمر والمعاصي، ويأمر أصحابه بذلك.
ويخرج السفياني وبيده حربة، فيأخذ امرأة حاملاً، فيدفعها إلى بعض أصحابه، ويقول: افجر بها في وسط الطريق.
فيفعل ذلك ويبقر بطنها، فيسقط الجنين من بطن أمه، فلا يقدر أحد أن يغير ذلك.
فتضطرب الملائكة في السماء، فيأمر الله جبريل فيصيح على سور مسجد دمشق: ألا قد جاءكم الغوث يا أمة محمد، قد جاءكم الغوث يا أمة محمد، قد جاءكم الفرج، وهو المهدي، خارج من مكة، فأجيبوه» .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat