مفاهيم من دعاء يوم دحو الارض (ح 4) (دعوة الحق)
د . فاضل حسن شريف
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
د . فاضل حسن شريف
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
من دعاء يوم دحو الارض (وَداع إِلى كُلِّ حَقِّ). لا شك ان الارض للانسان هي ام الدنيا لان الله تعالى جعله خليفة عليها. فيحق للبشرية ان تحتفل في 25 ذو القعدة الذي فيه دحيت الارض من تحت الكعبة المشرفة. وهو اليوم الذي فيه خصوصية حيث من الايام الاربعة التي يستحب صيامها في السنة. يقول آية الله العظمى السيد محمد سعيد الحكيم: غلبة الباطل لا توجب ضياع الدين الحق وخفاء حجته: وحينئذ لابد من كون غلبة الباطل وتسلطه بنحو لا يمنع من قيام الحجة على بطلان دعوته، وصحة دعوة الحق، بحيث تنبه الغافل لذلك، وتقطع عذر الجاهل.
عن تفسير الميسر: قال الله تعالى عن دعوة الحق "لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ ۖ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ لَا يَسْتَجِيبُونَ لَهُم بِشَيْءٍ إِلَّا كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْمَاءِ لِيَبْلُغَ فَاهُ وَمَا هُوَ بِبَالِغِهِ ۚ وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ" ﴿الرعد 14﴾ دعوة اسم، الْحَقِّ: الْ اداة تعريف، حَقِّ اسم. الحق: الثابت. لَهُ دَعْوَةُ الحَقِّ: له الدعوة الحق (لا إله إلا الله). لله سبحانه وتعالى وحده دعوة التوحيد "لا إله إلا الله"، فلا يُعبد ولا يُدعى إلا هو، والآلهة التي يعبدونها من دون الله لا تجيب دعاء مَن دعاها، وحالهم معها كحال عطشان يمد يده إلى الماء من بعيد؛ ليصل إلى فمه فلا يصل إليه، وما سؤال الكافرين لها إلا غاية في البعد عن الصواب لإشراكهم بالله غيره.
عن دعوة الحق جاء في تفسير الميزان للسيد الطباطبائي: قوله تعالى "لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ ۖ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ لَا يَسْتَجِيبُونَ لَهُم بِشَيْءٍ إِلَّا كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْمَاءِ لِيَبْلُغَ فَاهُ وَمَا هُوَ بِبَالِغِهِ ۚ وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ" ﴿الرعد 14﴾ الدعاء والدعوة توجيه نظر المدعو إلى الداعي ويتأتى غالبا بلفظ أو إشارة والاستجابة والاجابة اقبال المدعو على الداعي عن دعائه واما اشتمال الدعاء على سؤال الحاجة واشتمال الاستجابة على قضائها فذلك غاية متممة لمعنى الدعاء والاستجابة غير داخلة في مفهوميهما. نعم الدعاء انما يكون دعاء حقيقة إذا كان المدعو ذا نظر يمكن ان يوجه إلى الداعي وذا جدة وقدرة يمكنه بهما استجابة الدعاء واما دعاء من لا يفقه أو يفقه ولا يملك ما ترفع به الحاجة فليس بحق الدعاء وان كان في صورته. ولما كانت الآية الكريمة قرر فيها التقابل بين قوله له دعوة الحق وبين قوله "والذين يدعون من دونه" الخ الذي يذكر ان دعاء غيره خال عن الاستجابة ثم يصف دعاء الكافرين بأنه في ضلال علمنا بذلك ان المراد بقوله دعوة الحق الدعوة الحقة غير الباطلة وهى الدعوة التي يسمعها المدعو ثم يستجيبها البتة وهذا من صفاته تعالى وتقدس فإنه سميع الدعاء قريب مجيب وهو الغنى ذو الرحمة وقد قال: "أجيب دعوة الداع إذا دعان" (البقرة 186) وقال: "ادعوني استجب لكم" (غافر 60) فأطلق ولم يشترط في الاستجابة الا ان تتحقق هناك حقيقة الدعاء وان يتعلق ذلك الدعاء به تعالى لا غير. فلفظة دعوة الحق من إضافة الموصوف إلى الصفة أو من الإضافة الحقيقية بعناية ان الحق والباطل كأنهما يقتسمان الدعاء فقسم منه للحق وهو الذي لا يتخلف عن الاستجابة وقسم منه للباطل وهو الذي لا يهتدى إلى هدف الإجابة كدعاء من لا يسمع أو لا يقدر على الاستجابة فهو تعالى لما ذكر في الآيات السابقة انه عليم بكل شئ وان له القدرة العجيبة ذكر في هذه الآية ان له حقيقة الدعاء والاستجابة فهو مجيب الدعاء كما أنه عليم قدير وقد ذكر ذلك في الآية بطريقي الاثبات والنفي أعني اثبات حق الدعاء لنفسه ونفيه عن غيره.
وعن كروية الارض ودورانها حول نفسها في ضوء القران الكريم للدكتور منصور محمد حسب النبي بالنسبة لشكل الأرض أشار القرآن الكريم إلى اختلاف قطريها كتفصيل دقيق لكرويتها في سياق الحديث عن تاريخها المبكر عند نشأتها حسب الاية "وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا" (النازعات 30). ولقد أجمع المفسرون على تفسير لفظ دحا بمعنى مدها وبسطها، بينما الفعل دحا له معاني أخرى وردت في اللغة لم يذكرها المفسرون نذكرها فيما يلي (أ) دحا بمعنى رمى من المقر، وهذا فعلاً ما حدث للأرض عند انفصالها من الشمس منذ 4.6 مليار سنة، وخاصة وأن الفعل دحا أتى بعد تمام إخراج الضحى في السماء في قوله تعالى: "وأخرج ضحاها" أي أتمّ صنع النوم فيها، (ب) دحا بمعنى أزاح، كما ورد باللغة دحا المطر الحصى عن الأرض، والإزاحة معناها حركة بسرعة معينة مما يشير إلى حركة الأرض، ولقد اكتشف العلم الحديث خمس حركات رئيسية ومتزامنة لكوكب الأرض.
وقد ورد عن الشّيخ في المصباح انّه يستحبّ قراءة هذا الدّعاء يوم دحو الأرض 25 ذو القعدة: (اللّهُمَّ داحِيَ الْكَعْبَةِ، وَفالِقَ الْحَبَّةِ، وَصارِفَ اللَّزْبَةِ، وَكاشِفَ كُلِّ كُرْبَة، أسْألُكَ في هذَا الْيَوْمِ مِنْ أيّامِكَ الَّتي أعْظَمْتَ حَقَّها، وَأقْدَمْتَ سَبْقَها، وَجَعَلْتَها عِنْدَ الْمُؤْمِنينَ وَديعَةً، وَإِلَيْكَ ذَريعَةً، وَبِرَحْمَتِكَ الْوَسيعَةِ أنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّد عَبْدِكَ الْمُنْتَجَبِ فِي الْميثاقِ الْقَريبِ يَوْمَ التَّلاقِ، فاتِقِ كُلِّ رَتْق، وَداع إِلى كُلِّ حَقِّ، وَعَلى أهْلِ بَيْتِهِ الأطْهارِ الْهُداةِ الْمَنارِ دَعائِمِ الْجَبّارِ، وَوُلاةِ الْجَنَّةِ وَالنّارِ، وَأعْطِنا في يَوْمِنا هذا مِنْ عَطائِكَ الَْمخْزوُنِ غَيْرَ مَقْطوُع وَلا مَمْنوُع، تَجْمَعُ لَنا بِهِ التَّوْبَةَ وَحُسْنَ الأوْبَةِ، يا خَيْرَ مَدْعُوٍّ، وَأكْرَمُ مَرْجُوٍّ، يا كَفِيُّ يا وَفِيُّ يا مَنْ لُطْفُهُ خَفِيٌّ أُلْطُفْ لي بِلُطْفِكَ، وَأسْعِدْني بِعَفْوِكَ، وَأيِّدْني بِنَصْرِكَ، وَلا تُنْسِني كَريمَ ذِكْرِكَ بِوُلاةِ أمْرِكَ، وَحَفَظَةِ سِرِّكَ، وَاحْفَظْني مِنْ شَوائِبِ الدَّهْرِ إِلى يَوْمِ الْحَشْرِ وَالنَّشْرِ، وَأشْهِدْني أوْلِياءِكَ عِنْدَ خُرُوجِ نَفْسي، وَحُلُولِ رَمْسي، وَانْقِطاعِ عَمَلي، وَانْقِضاءِ أجَلي، اللّهُمَّ وَاذْكُرْني عَلى طُولِ الْبِلى إِذا حَلَلْتُ بَيْنَ أطْباقِ الثَّرى، وَنَسِيَنِي النّاسُونَ مِنَ الْوَرى، وَأحْلِلْني دارَ الْمُقامَةِ، وَبَوِّئْني مَنْزِلَ الْكَرامَةِ، وَاجْعَلْني مِنْ مُرافِقي أوْلِيائِكَ وَأهْلِ اجْتِبائِكَ وَاصْطَفائِكَ، وَباركْ لي في لِقائِكَ، وَارْزُقْني حُسْنَ الْعَمَلِ قَبْلَ حُلُولِ الأجَلِ، بَريئاً مِنَ الزَّلَلِ وَسوُءِ الْخَطَلِ، اللّهُمَّ وَأوْرِدْني حَوْضَ نَبِيِّكَ مُحَمَّد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، وَاسْقِني مِنْهُ مَشْرَباً رَوِيّاً سائِغاً هَنيئاً لا أظْمَأُ بَعْدَهُ وَلا أُحَلأ وِرْدَهُ وَلا عَنْهُ أُذاد، وَاجْعَلْهُ لي خَيْرَ زاد، وَأوْفى ميعاد يَوْمَ يَقُومُ الأشْهادُ، اللّهُمَّ وَالْعَنْ جَبابِرَةَ الأوَّلينَ وَالآْخِرينَ، وَبِحُقُوقِ أوْلِيائِكَ الْمُسْتَأثِرِينَ اللّهُمَّ وَاقْصِمْ دَعائِمَهُمْ وَأهْلِكْ َأشْياعَهُمْ وَعامِلَهُمْ، وَعَجِّلْ مَهالِكَهُمْ، وَاسْلُبْهُمْ مَمالِكَهُمْ، وَضَيِّقْ عَلَيْهِمْ مَسالِكَهُمْ، وَالْعَنْ مُساهِمَهُمْ وَمُشارِكَهُمْ، اللّهُمَّ وَعَجِّلْ فَرَجَ أوْلِيائِكَ، وَأرْدُدْ عَلَيْهِمْ مَظالِمَهُمْ، وَأظْهِرْ بِالْحَقِّ قائِمَهُمْ، وَاجْعَلْهُ لِدينِكَ مُنْتَصِراً، وَبِأمْرِكَ في أعْدائِكَ مُؤْتَمِراً اللّهُمَّ احْفُفْهُ بِمَلائِكَةِ النَّصْرِ وَبِما ألْقَيْتَ إِلَيْهِ مِنَ الأمْرِ في لَيْلَةِ الْقَدْرِ، مُنْتَقِماً لَكَ حَتّى تَرْضى وَيَعوُدَ دينُكَ بِهِ وَعَلى يَدَيْهِ جَديداً غَضّاً، وَيَمْحَضَ الْحَقَّ مَحْضاً، وَيَرْفُضَ الْباطِلَ رَفْضاً، اللّهُمَّ صَلِّ عَلَيْهِ وَعَلى جَميعِ آبائِهِ، وَاجْعَلْنا مِنْ صَحْبِهِ وَأُسْرَتِهِ، وَابْعَثْنا في كَرَّتِهِ حَتّى نَكُونَ في زَمانِهِ مِنْ أعْوانِهِ، اللّهُمَّ أدْرِكْ بِنا قِيامَهُ، وَأشْهِدْنا أيّامَهُ، وَصَلِّ عَلَيْهِ وَأرْدُدْ إِلَيْنا سَلامَهُ، وَالسَّلامُ عَلَيْهِ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ).
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat