من الآثار التي حققتها النهضة الحسينية المقدسة والقيام العظيم لسيد الشهداء (عليه السلام) هو بناء منظومة دينية حقيقية بعيدة عن البلاط والسياسة ، وأصبح هناك فقهاء يُرجع إليهم غير مرتبطين لا من قريب ولا من بعيد بالسلطة ، القائد الوحيد لهذه المنظومة هو النص القرآني وآثار النبوة وهدي الإمامة وبهذا تم الهدف الأكمل لسيد الشهداء عليه السلام بحفظ الدين وارساء قواعد الحق لتدوي في كل زمان ومكان من دون تحكم خلفاء الجور ورؤوس الضلالة وأعوانهم من مرتزقة البلاط الذين يقتاتون على فتات قصاع الظلمة ثمنا لتحريف دين الله والعبث بأحكامه واعتقاداته وفق مزاج الحاكم ، وهذه المفسدة الكبرى في تحريف مسار الأمة أول من أسس لها يوم السقيفة الغادر والانقلاب على الاعقاب الذي تلاه ، عندما اختطفوا رسالة الله وغيروا مسارها واغتصبوا حق الإمامة
فالذي أعاد المسار إلى جادته هي هذه الدماء الطاهرة التي استصرخت الضمائر لانتهاك حدود الله، فحمل على إثرها الحق جماعة ولازال فيهم ، كم حاول الطغاة وفراعنة الأرض أن يقضوا على آثارهم ولكن الله نصرهم وايدهم وهو يتولى الصالحين ، فهدي النهضة المقدسة حمله الأئمة (عليهم السلام) بعد الفاجعة فحققوا أهدافها وسوروا دين الله بالاحكام والعقيدة الحقة والشعائر التي أدامت هذا الزخم الديني داخل الأمة ، وبعد ذلك جُعلت هذه الأمانة في الفقهاء والمجتهدين علماء الإسلام الصالحين فأصبحوا شاخصا مهما لمن أراد دين الله وأحكامه
▪️رمزية شعائر سيد الشهداء (عليه السلام)
الشعائر الحسينية جزء من هويتنا التي نعتز بها وهي رأس مالنا وركيزة أساسية في ثوابتنا ، فإن تداول أي شيء يسيء إليها هو تكثير لسواد الباطل والوقوف مع الأعداء سواءا علم أم لم يعلم ، لاننكر حدوث مخالفات هنا وهناك فلا يخلو استذكار بهذا الحجم على مستوى العالم من بعض الخروقات ، لكن التركيز عليها وتداولها وتضخيمها يدخل ضمن التوهين لها وإضعافا لزخمها والنتيجة الوقوف مع الأعداء شيئاً فشيئا للنيل منها ، الشعائر الحسينية المباركة هي من تُهذبنا فقد انشأت أجيالا من الصالحين والشهداء ووقفت سدا منيعاً وقلعة حصينة بوجه المخططات المشبوهة التي أرادت العبث بمجتمعنا وبث المفاسد والانحرافات والشبهات الضالة، وهذا ببركات سيد الشهداء (عليه السلام)
ومن الطبيعي أن يتربص بها الأعداء لأنها تزعج مزاجهم القائم على العداء لشيعة أهل البيت (عليهم السلام) ومحاولات القضاء عليهم ، فيلجأوا إلى طرق ناعمة نتائجها تقع توهينا لطائفة الحق ، فهذه الممارسات الصارخة في العزاء الحسيني تدل على عظم المصاب والفاجعة وتلفت الأنظار إلى هول ماحدث والأهداف التي من أجلها كان ماكان ، وقد سخّر الله لسيد الشهداء (عليه السلام) الأنصار تلو الأنصار منذ سنة ٦١هـج والى يومنا هذا يحملون ذكره ويحافظون على رسمه كابرا عن كابر ، وإنه ليس بمعجزه أن يستبدلنا بقوم آخرين يحفظونه إلى يوم يبعثون فالحسين (عليه السلام) قضية الله وكتب لها الغلبة والخلود، اللهم لاتحرمنا خدمة سيد الشهداء (عليه السلام) فإنها شرف الدنيا والآخرة
السلام عليك سيدي يااباعبد الله وعلى الارواح التي حلت بفنائك وأناخت برحلك
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat