قبل كل شيء لابد من التعريف بالكاتب وهو الأستاذ الشاعر والباحث ماجد السفاح من مواليد سوق الشيوخ /ناحية العكيكة عام 1960 وهو عضو في عدد من الجمعيات والملتقيات الثقافية والأدبية وعضو اتحاد الصحفيين العراقيين وعمل في عدد من القنوات الفضائية واحد المؤسسين للتجمع الثقافي في سوق الشيوخ ومحرر صفحة ادب شعبي في جريدتي عكد الهوا وبابليون كما انه عمل على اعداد وتقديم العديد من البرامج الاذاعية والتلفزيونية وساهم في بعض الأفلام الوثائقية ،وله عدة كتب وبحوث في التاريخ والفلكلور والشعر كما انه افتتح مجلسا ثقافيا في داره .وبالتالي فأنه يمثل ايقونة ثقافية وادبية ليس على مستوى سوق الشيوخ او محافظة ذي قار فحسب بل على مستوى العراق حيث يمتلك ذاكرة متوقدة من الحفظ ويسحر جالسيه بعذب كلامه واشعاره كما انه مطلع على التاريخ المحلي للمنطقة ويعرف الكثبر من الاحداث وغالبا ما يربط تلك الاحداث بالاشعار التي ذكرت فيها حتى انه يستدل في كثير من الأحيان على احداث تاريخية من خلال ابيات شعر .
والكتاب الذي بين أيدينا (الابوذية فاكهة الدواوين )من اصدار مطبعة السماء في بغداد عام 2018 ويتكون من 486 صفحة ،بدء كتابه بأهداء قدمه الى مدينة سوق الشيوخ طرزه بعذب كلماته واشجانه الى مقاهيها ودواوينها وبساتينها وفراتها واهوارها ،وكأنه يجعل القارئ يعيش تلك الأجواء ويتصورها والكتاب قدم له الاديب الأستاذ الفاضل عبدالخالق الزهيري الذي اعطى ملخصا وافيا لما دار في الكتاب وماتضمنه .
تحدث الباحث السفاح في بداية كتابه عن تاريخ الابوذية موضحا اراء الباحثين والكتاب بخصوص ظهور هذا اللون الشعري ثم أوضح الوان الابوذية ومنها المطلق ومستشهدا في بعض الابيات الشعرية ،اما الأنواع الأخرى للابوذية فهي (المولد ،المشط او الزنجيل ،المدور،المعلك ،المطرز ،المكطع ،الملصع ،الخماسي المنثور او المطشر،المخلوط ،المكرر او المتشابه ،الومضة ،المدورم ،المبتورة،المحبوسة،المذيلة،الجناسين،المقسومة بقافية وجناس،المخالفة،المزدوجة،التضمين او التاريخ ،المسلسة ،المفتوحة ،ذات الرباطين )
ثم انتقل الباحث ليبين ويذكر رواد الابوذية ذاكرا مايقارب 89 من أسماء رواد الابوذية وبعدها تناول في كتابه اطوار الابوذية ومن اشتهر بأدائها ومن تلك الاطوار(المجراوي ،الشطراوي،القزويني،المشموم،المثكل،الجادري،العياشي،العنيسي،الصبي،الحياوي،الغافلي،اللامي،المحمداوي،الزايري،الشليجاوي،الصنداكي،الحويزاوي،البحراني،الطريحي،السويطي،الحليوي،الاميري،العراكي،الطويرجاوي،الحميدي،المحبوب،الجبهاني،المنصوري،الدشت،الملاحين او السفانة،الملائي،النواعي،العلواني،الشطيت،الشجي،المناجاة ،الهوسة).
بعدها تناول حسين العبادي والابوذية شعرا وطورا موضحا الآراء التي ذكرت بخصوص البدايات الأولى لظهور طور الابوذية ومدى التصاق ظهور بشخصية حسين العبادي لاسيما بعد طرح السفاح لعدة تسأؤلات في ذلك الموضوع مرجحا ان جميع الباحثين في موضوع الابوذية كلهم داروا في فلك حسين العبادي وتحت طائلة الافتراضات والتخمينات والاجتهادات الشخصية وبنوا أفكارهم على الخيال والظن والتحزب لهذا الشاعر او ذاك وهذه المنطقة او تلك دون الاستناد على أشياء علمية وذلك بسبب عدم توفر الأدلة والوثائق التاريخية التي يمكن اعتمادها في تثبيت بدايات هذا اللون الشعري والتي يمكن الاطمئنان اليها والتصديق بما فيها من اراء وأفكار ومعلومات .
ثم تناول السفاح كلمة الشيخ جميل حيدر في تأبين الشاعر محمد المهنا وقد أورد الباحث تلك الكلمة في كتابه لاسباب منها لكون الشاعر المؤبن هو احد رواد الابوذية وان الشيخ جميل حيدر رحمه الله كان من المتابعين لحركة الادب بشقيه الفصيح والشعبي ويؤرشف ويدون لكل ما يستحق الارشفة والتدوين وكلمته تعتبر شهادة ووثيقة اعتراف بأعتباره رمزا ادبيا وهو سليل عائلة ال حيدر الأدبية الدينية ولكونه شاعرا وضليعا في اللغة والادب .
وبعد ذلك قدم لنا الباحث مجموعة من ابيات الابوذية لمجموعة كبيرة من الشعراء والادباء وصل عددهم الى (1447 )بيت من الشعر وهو عدد كبير بذل من خلاله الباحث جهودا كبيرة من اجل الحصول على ذلك وتوثيقه واعتمد في تأليفة على مجموعة من المصادر وأيضا بعض اللقاءات والمقابلات مع شخصيات أدبية وثقافية كما زين السفاح كتابة بمجموعة من الصور التي بلغت (174) وهي لبعض الشخصيات التي تناولها السفاح في كتابه .
وفي الختام أتقدم بخالص الشكر وعظيم الامتنان الى الأستاذ ماجد السفاح الذي اهداني نسخة من الكتاب متمنيا له المزيد من العطاء والتألق في سماء الثقافة والادب .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat