اشارات الامام علي عليه السلام عن القرآن الكريم من سورة النساء (ح 7)
د . فاضل حسن شريف
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
د . فاضل حسن شريف
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
جاء في تفسير العياشي: عن أمير المؤمنين عليه السلام: إن أحدكم ليغضب فما يرضى حتى يدخل به النار فأيما رجل منكم غضب على ذي رحمه فليدن منه فان الرحم إذا مستها الرحم استقرت، وإنها متعلقة بالعرش ينتقضه انتقاض الحديد فينادي: اللهم صل من وصلني واقطع من قطعني وذلك قول الله في كتابه "وَاتَّقُوا الله الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ الله كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا" (النساء 1). قوله تعالى "وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا" (النساء 29)، عن الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام إذ يقول: (سألت رسول الله صلى الله عليه وآله عن الجبائر تكون على الكسير كيف يتوضأ صاحبها وكيف يغتسل إذا أجنب؟ قال: يجزيه المس بالماء عليها في الجنابة والوضوء، قلت: فإن كان في برد يخاف على نفسه إذا افرغ الماء على جسده فقرأ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما). عن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام قال: من قرأ سورة النساء في كلّ يوم جمعة أمن من ضغطة القبر. عن زرارة، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال علي بن أبي طالب صلوات الله عليه: نزلت المائدة قبل أن يقبض النبي صلى الله عليه وآله بشهرين أو ثلاثة، وفي رواية أخرى عن زرارة، عن أبي جعفر عليه السلام مثله.
عن الكافي: يفسّر عليه السلام المقصود من أولي الأمر في قوله تعالى "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا الله وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ" (النساء 59)، فيقول: (الذين قال رسول الله صلى الله عليه وآله في آخر خطبته يوم قبضه الله عز وجل إليه: إني قد تركت فيكم أمرين لن تضلوا بعدي ما إن تمسكتم بهما: كتاب الله وعترتي أهل بيتي، فإن اللطيف الخبير قد عهد إلي أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض كهاتين - وجمع بين مسبحتيه - ولا أقول كهاتين - وجمع بين المسبحة والوسطى - فتسبق إحداهما الأخرى، فتمسكوا بهما لا تزلوا ولا تضلوا ولا تقدموهم فتضلوا).
مصطلح الصراط في القرآن الكريم ورد في 45 آية اولها في سورة الفاتحة "اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ" (الفاتحة 6) وفي سورة الملك"أَفَمَن يَمْشِي مُكِبًّا عَلَىٰ وَجْهِهِ أَهْدَىٰ أَمَّن يَمْشِي سَوِيًّا عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ" (الملك 22). قال السيد شهاب الدين أحمد: (مما قال أميرالمؤمنين وإمام المتقين علي بن أبي طالب عليه السّلام على المنبر أنا النبأ العظيم، أنا الصراط المستقيم). وروى علي بن إبراهيم باسناده عن حماد عن أبي عبد الله عليه السّلام في قوله"الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ" (الفاتحة 6) قال هو أميرالمؤمنين عليه السّلام ومعرفته والدليل على انّه أمير المؤمنين، قوله: "وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ" (الزخرف 4)، وهو أميرالمؤمنين عليه السّلام في ام الكتاب وفي قوله الصراط المستقيم. وقال أمير المؤمنين عليه السلام في قوله تعالى "صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ" (الفاتحة 7) أي قولوا اهدنا صراط الذين أنعمت عليهم بالتوفيق لدينك وطاعتك لا بالمال والصحة فإنهم قد يكونون كفارا أو فساقا. وقال: هم الذين قال الله تعالى "وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا" (النساء 69).
من يرفع مقام نبي او امام الى حد الربوبية فهو من الغلو الذي نهى عنه الاسلام كما قال الله تعالى "يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُوْا فِيْ دِيْنِكُمْ وَلاَ تَقُوْلُوْا عَلَى اللهِ إِلاَّ الْحَقَّ" (النساء 171). قال أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب عليه السلام: (يهلك فيّ اثنان ولا ذنب لي: مُحبٌ مفرط ومبغض مفرط، وأنا أبرأ إلى الله تبارك وتعالى ممن يغلو فينا ويرفعنا فوق حدنا كبراءة عيسى ابن مريم عليه السلام من النصارى. قال الله تعالى: "وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَٰهَيْنِ مِن دُونِ اللَّهِ ۖ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ ۚ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ ۚ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ ۚ إِنَّكَ أَنتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ (116) مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ ۚ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَّا دُمْتُ فِيهِمْ ۖ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ ۚ وَأَنتَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (117)" (المائدة 116-117) ثم قال: فمن ادّعى للأنبياء ربوبية، وادّعى للأئمة ربوبية أو نبوة أو لغير الأئمة إمامة، فنحن منه براء في الدنيا والآخر.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat