صفحة الكاتب : حوراء بطيخ

الدور الإعلامي للشعائر الحسينية
حوراء بطيخ

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 الصحافة هي السلطة الرابعة التي يخيل لي أنّها اليوم من أهم السلطات في جميع الدول فالمجتمعات التي ليس لها إعلام فقيرة؛ لأنّه وبساطة هو المتحكم  فهو يصعد بأناس وينزل بهم في اليوم التالي يحرق معتقدات ويكتب معتقدات جديدة، يهدم أخلاقيات ويبني أخرى، يجعل شخصاً مليونيراً وآخر فقيراً، فلتغيير أي شيء يكفي أن يكون هناك جهاز لوحي وانترنت حتى لو كان ضعيفاً يفي بالغرض 
وقبل الشروع ببيان الدور الإعلامي للشعائر الحسنية أود أن أن اتكلم عن بعض الالتفاتات أهمها:


اولاً: معنى الشعائر: لغة" هي إعلام عن مَعلم من معالم الدين ,أو معنى من المعاني الدينية , أو موضع , وعليه يمكننا القول الشعائر : هي العلامات المعبرة عن معالم الدين. إليها، وأمر بالقيام بها". 
أما اصطلاحا :فهو ما ورد عن الشيخ الطوسي في تفسيره لمفهوم" الشعيرة" الواردة في قوله تعالى :((ذَٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ)).(سورة الحج :الاية 32)
" الشعائر المعالم للأعمال , فشعائر الله تعالى : معالم الله عز وجل التي جعلها مواطن العبادة ... , فشعائر الله : أعلام متعبداته"

ثانياً:الشعائر في الأديان السماوية
إنّ للمسيحية شعائر يجب القيام بها , ولا يصح التخلي عنها، ويقولون فيها أنها فرائض مقدسة وصفها المسيح، الا أنّها لا تسمو إلى مكانة العقائد المسيحية، فالعقائد أساس لدخول المسحية، أمّا الشعائر فإنّها لازمة , وعلى المسيحي أن يقوم بها .وهذه الشعائر مصدرها الكنيسة , فهي ما تقوم به من طقوس واجراءات؛ مما تجدر الإشارة   يوجد العديد من الكنائس لديها عادات، وممارسات تقليدية مثل أنماط معينة من العبادة، أو الطقوس التي صنعت على مرّ الزمن ,تطورت طرق العبادة بناء على التقاليد المسيحية.
وهناك شعائر تقوم بها المسيحية
أهمها مراسيم تشبيه جنازة الفصح، ارتداء الكنيسة السواد في أسبوع الآلام، ومسيرة درب الصليب وغيرها من الشعائر. 
واما الشعائر في اليهودية الصلاة حيث جاء في (سفر دانيال) أن دانيال كان يصلي ويركع ويشكر الله تعالى ثلاث مرات كل يوم،والصيام عند اليهود يبتدئ من قبل غروب الشمس إلى بعد غروب الشمس من اليوم اللاحق،
اما في الإسلام فلعلي لا اكشف  سراً عندما اقول ان شعائر الاسلام هي الصلاة والصيام والحج والاذان وغيرها من الشعائر. 

ثالثاً: أهمية الشعائر

الشعائر مهمة جدا للبقاء فأي ديانة أو معتقد أو فكر اذا ما أراد له الاستمرار لابدّ من وجود شعائر يلتزم بها الأفراد 
هل يمكن القول أنّ الشعائر هي ممارسات؟ والممارسات لابدّ أن تكون مستمرة؟

رابعاً:مساهمة الشعائر الحسينية في الإعلام عن القضية 
كل فكر بدون إعلام يموت، وكلّ عقيدة يسندها إعلام تضمحل وتتبخر؛ لذلك على كلّ  من يصنع فكراِ لابدّ أن  يضم  له أعلاماً حتى يبقى الفكر ساطعاً وشامحاً والإعلام له اثران:
الأول : ترسيخ مبادئ الفكر في نفوس الناس.
والأثر الثاني: يجعل الفكرة ثابتة وحاضرة على أرض الواقع فلا يمكن نسيانها أو محوها ولا التغافل عنها. 

فالحج ظاهرة إعلامية ضخمة "ومن يعظم شعائر الله فانها من تقوى القلوب" فالحج بسعييه وطوافه والصفا والمروة ورمي الجمرات ظاهرة اعلامية  وهذه الظاهرة الإعلامية الضخمة اولاً ترسخ مبادئ السماء في نفوس الناس، وثانيا يكون منظراً مهيباً وشامخاً للدين الإسلامي لكل من يتابع الحج من غير المسلمين كذلك أراد أهل البيت لقضية الإمام الحسين ربط المعصومين فكر الحسين بهذه الطقوس التي نمارسها  مواكب العزاء والدمعة والصراخة وتوزيع الطعام ومواكب الأطفال والتصميم والرسم والأدب كلها أدوات أعلامية وأهل البيت عليهم السلام أرادوا بقاء ذكر الحسين (عليه السلام) من خلال هذه الشعائر لما لها من أثرين:
الأول: ترسيخ أهداف القضية الحسنية في نفوس الناس من التضحية ومحاربة الظلم والتيارات المشبوهة.
والثاني: هو لكي تبقى القضية الحسينية حية تشتعل كل سنة لا يمكن التغافل عنها أراد أهل البيت من خلال هذه الطقوس أن يبقى الحسين صرخة مدوية تفرز القلوب كل عام وتزيح غبار الذنوب، ولكي يدرك العالم من غير المسلمين من خلال هذه الشعائر الفكر الحسيني.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حوراء بطيخ
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2025/03/10



كتابة تعليق لموضوع : الدور الإعلامي للشعائر الحسينية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net