(تأملات في كتاب المصابيح لسماحة السيد احمد الصافي) ٧٢
علي حسين الخباز
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
علي حسين الخباز

كيف نحافظ على التراث؟
هل نحفظه في متحف من متاحف التاريخ؟
ام علينا فهم مضامين و ادراك الاثر الروحي ، يرى سماحة السيد احمد الصافي ان التراث يحتاج الى اعادة نظر، وقراءة متأنية لبعض المحطات او الوقفات التي وقفها النبي صلى الله عليه واله وسلم والائمة سلام الله عليهم، رسمت مصير الامة، لابد من التعامل مع هذا التراث روحيا ليتنامى فعله المؤثر وجدانيا في كل جيل، ولتفعيل هذا الموروث تم تأسيس مشاريع لحفظ خطبة الزهراء عليها السلام لأعمار متفاوتة رجال ونساء ومن كل المحافظات وهذا الامر يعرفنا لبنية ووظيفة الحفظ ،قد يتعرض هذا التراث الضخم للغفلة، لابد من الحفاظ على مضامينه الفاعلة
لابد ان يدخل هذا الموروث الفكري والانسان ضمن منهجية التعليم وبلورة ارادة ايجابية في تربية الاجيال، على حفظه لان القراءة تمنح حيوية ورؤيه تقربهم من الائمة عليهم السلام تجعلهم يستأنسون بمضامين هذا الموضوع في الزاكي ويؤمن لنا البقاء على الصراط المستقيم وللتحرك في محور المعنى يؤدي الى تشكيل وعي يحقق وجود الانسان في افق هذا التراث العظيم يشير الامام السجاد عليه السلام الى العلاقة الحتمية بين الدنيا والاخرة ولو تأملنا في معنى وجود هذه العلاقة والهدف من وجودها وتحليلها لنصل الى حقيقة مهمة ضرورة الافادة من الدنيا للأخرة باعتبار الدنيا مزرعة الاخرة ومثل هذا التشبيه يدل على حث الانسان على القيم التي هي جزء من واقع الحياة ، السلوك القويم الذي يمنح حياتنا الصلاح ونتاج هذا الصلاح الذي يزرع في الدنيا يظهر في الاخرة، مضامين الدعاء مؤثرة وجدانيا وتجري بمنتهى الدقة والموضوعية، قال الامام السجاد عليه السلام ومتعني بالاقتصاد والاقتصاد العدل في كل شيء والمتعة منها جسدية ومنها روحية والقصد في هذا الدعاء واضح المتعة الروحية محط نظر اهل الفعل والدين غالبا ما تكون المتعة الروحية متعة معنوية تشعر الانسان بالقوة والمتعة فيتنوع الاسلوب في الدعاء وتمتلك القدرة على ابعاد النمطية وترتقي ذكريا وروحيا الى عوالم الدعاء يقول الامام عليه السلام واجعلني من اهل السداد والسداد الوصول الى الهدف الاسمى، وله مقاومات وعوامل التسديد مثل القربة الى الله الاخلاص والحرص والرأفة ، والا ليس كل من تبرع بخاتمه في الركوع نزلت بحقه اية ،القراءة المعرفية تجعلنا ندرك الحقائق يقول الامام السجاد (واجعلني من ادلة الرشاد) لم يطلب الرشد بل طلب ان يكون دليلا على الرشاد ان يكون قدوة للرشاد يقول احد الكتاب المستبصرين شيعني علي بن ابي طالب كونه يمتلك سيرة حكمة وعقل ومن يمتلك هذه السمات لا شك انه يتبع الحق فعرفت معنى الاقتداء فكان دليلا للرشاد، والامام السجاد يدعو الله بهذا المعنى ان يكون من ادله الرشاد ،الاعتزاز بهذا التراث هو من مقومات الهداية يدعو الامام السجاد ربه وارزقني فوز المعاد وسلامه المرصاد،
يشتغل سماحة السيد احمد الصافي على اسلوب انتقاء بعض المفردات التي تحتاج الى تفسير وتعريف بعض الامور العقائدية وشرحها ليبين المعنى حسب منظور مدرسة اهل البيت عليهم السلام( وارزقني فوز المعاد) والمعاد عقيدة من عقائدنا، وعدم الايمان بالمعاد او بطلان المعاد من موجبات الكفر وتعريف يوم المعاد من حيث حقيقة المعاد فهو ليس يوم امتحان كما يعتقد البعض وانما هو يوم فرز النتائج بمعنى ان الدنيا هي الامتحان ، على الانسان ان يدعو الله الفوز يوم المعاد ومثل هذا الفوز يحتاج الى مقومات ، الاعمال الزاكية التي تؤهل لهذا الفوز ومثل هذه التعريفات والتفسيرات لها فاعلية التحقيق، الادراك الايجابي الوعي النتائج من عملية انتقاء معرفي يقول الامام عليه السلام( وسلامة بالمرصاد) الله سبحانه وتعالى يترصد فينا يراقبنا (ان ربك لبالمرصاد ) الفجر 14 ولا تخفي عليه خافية ، من افدح الخسارات حين يجعلنا الله سبحانه وتعالى اهون الناظرين،
هناك رواية فسرت المرصاد بانه هو نفس الصراط بين الجنة والنار او على شفير جهنم،
رواية الامام الباقر سلام الله عليه يوضح ان عليها صراط ادق من الشعر ة وأحد من السيف عليه ثلاث قناطر الاولى عليها الامانة والرحمة والثانية عليها الصلاة والثالثة عليها رب العالمين لا اله غيره فيكلفون الممر عليها تحبسهم الرحمة والامانة فان نجوا منها حبستهم الصلاة، فان نجوا منها كان المنتهى الى رب العالمين جل ذكره ويرى الامام عليه السلام ان تجاوز هذه المراحل لا ياقتي بالكلام وانما بالعمل،
السؤال الذي نحتاجه هو من اين تأتي التذكرة ؟ وكيف تكون؟ ومن اي مفهوم تنبثق هذه التذكرة الفاعلة التي تستطيع ان تعيد الانسان الى وضعه الطبيعي، لا يمكن للتذكرة ان تعمل الا بوعي وثقافة الانسان وارتكاز على القيم التربوية القادرة على التقييم اولا ثم التقويم واكيد ان فهم التراث المعصوم هو من اهم عوامل الوعي القادر على ترسيخ سبل النجاة والله الموفق
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat