صفحة الكاتب : منتهى فالح آل مريان

دماء الحقيقة: بين التضحية والتزييف
منتهى فالح آل مريان

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

في عصر تتداخل فيه الحقائق مع مظاهر التضليل، حيث يسعى البعض إلى تشويه الواقع لتدعيم رواياتهم المبتكرة، نجد أنفسنا أمام مشهد مليء بالتناقضات. تُرفع شعارات البطولة على أكتاف التضحيات الحقيقية، وتُرسم صور زائفة تعتم على قصص الألم والفداء. ولكن، ماذا عن أولئك الذين بذلوا أرواحهم بصدق؟ وماذا عن الدماء التي أروت الأرض دون أن تنتظر من يزيفها أو ينكرها؟ 

يظهر هؤلاء الجهلة وكأنهم يمثلون صوت الإعلام، في حين أنهم يتجاهلون الحقيقة. لقد ادعوا بأن دماءهم غير حقيقية، وأظهروا أن لهم الفضل في استعادة أرضهم.

أحسنتم، أنتم أبطال حقًا. ولكن، ماذا تعكس هذه الصور التي تزين كافة أنحاء العراق؟

تمر أمام أعيننا صور لأحدهم على كل درب نعبُره، مع كلمة 'شهيد' تبرز تحتها. فهل يصبح موتهم زائفًا أيضًا؟

بعض الملابس الملقاة هنا وهناك، مُلطّخة بدماء أعمالهم الصالحة، تُعبّر عن أنين يستنطق قسوة أولئك الشياطين عليهم.

تصدح هواتفهم بأسماء أحد أفراد أسرهم، مثقلة بمشاعر القلق والخوف.

 بينما تنتظر بعض الزوجات عودة أزواجهن مستبشرات بخبر قدوم المولود الجديد.

إن الطفل الذي سيأتي إلى الحياة دون أن يسمع صوت والده، ألا يحمل في طياته معنى عميقًا؟

فهل يُمكن شيء أن يُلين قلوبكم المتحجرة؟

وأطفالكم الذين كبروا واصبحوا رجالًا

بفضل أولئك الذين تخلوا عن شبابهم

قد يُسعى من قِبل البعض إلى طمس الحقيقة، إلا أن صدى التضحيات سيظل مترددًا، لا يمكن للزيف أن يخمده. فالأوطان ليست مُصاغة بالخداع، وإنما تُبنى بجهود وتضحيات من عاهدوا على الإخلاص لها حتى آخر أنفاسهم. ستبقى صور الشهداء بمثابة شاهد على الحق، وستظل دماؤهم تُروى أرضًا وفية، بينما ستواصل الأجيال القادمة سرد حكايات الأبطال الذين منحوا لها الحياة. ليبقى السؤال مُعَلَّقًا: هل يُمكن لأي شيء أن يُلين القلوب المتحجرة؟
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


منتهى فالح آل مريان
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2025/03/21



كتابة تعليق لموضوع : دماء الحقيقة: بين التضحية والتزييف
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net