الإصلاح الـسياسي مـطلب شعبي وجماهيري
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
بات من الواضح في هذه المرحلة إن الإصلاح هو مطلب شعبي وجماهيري وسياسي أيضاً فبعد الأزمات السياسية المتلاحقة نتيجة عدم الالتزام بالدستور وتطبيقه كان لا بد من وجود مبادرة تتضمن الكثير من الإصلاحات في الوضع السياسي فنجد في الإصلاح حل لجميع الخلافات العالقة وخاصة إذا حسنت النوايا السياسية وهذا نلمسه في مبادرة التحالف الوطني ومن قبلها مبادرة فخامة الرئيس جلال الطالباني فهناك نوايا صادقة لوضع حلول جذرية لجميع الخلافات السياسية وخاصة الخلافات التي تعطل خدمة المواطن ؛ ولكن ليس المهم المبادرة وإنما المهم تطبيق المبادرة أما التصعيد والتلويح بسحب الثقة فهذه تعد أزمة جديدة فالمرحلة الحالية لا يمكن أن يُقدِم العراق على هكذا مشروع ؛ لأن الدولة العراقية بدأت الآن تسير باتجاه البناء الحقيقي للمؤسسات وهذا ما نلمسه بأداء دولة رئيس الوزراء فالمصلحة الوطنية تقتضي أن نغلب مصلحة الوطن على مصلحة السياسيين فيحتاج السياسيون إلى تغيير مواقفهم ونكرانهم للذات والنظرة الشاملة للعراق دون تميز فالمواطن العراقي سئم من التجاذبات والتقاطعات بين السياسيين لان هذا سينعكس سلبا على حياته ويزيد مشكلاته وهمومه أما إذا تحقق الإصلاح الشامل فهذا سيلقي بضلاله على تقدم الوطن والمواطن فلا بد للسياسيين أن يعوا ما يدور في الشارع ويتعلموا من التاريخ وينظرون للثورات التي حدثت في المنطقة نتيجة الغليان الاجتماعي والأنظمة المتعسفة فما يريده المواطن إصلاح حقيقي ومصالحة شاملة بحيث يشترك الجميع في بناء الوطن والمجتمع وترسيخ مفهوم المواطنة وتقديم مصلحة العراق على مصلحة الأفراد ومن ضمن أولويات الإصلاح ينبغي تشكيل حكومة أغلبية سياسية وهذا ما يريده المجتمع فالأغلبية السياسية هي التي ستصحح المسارات وتذلل الصعوبات وتؤسس لدولة مدنية حقيقية فكل ما حدث في العراق كان بسبب الحكومات التوافقية التي حولت مؤسسة الحكم إلى صفقات بين الكتل السياسية وغابت الرقابة البرلمانية على الأداء الحكومي فالكل اشترك بالتشريع والتنفيذ ولا يوجد معارضة حقيقية تقوم وتقيم مسارات العملية السياسية وهذا لا يبني دولة مؤسسات فالذي يبني دولة حقيقية قادرة على انتشال المواطن من واقعه هو تشكيل حكومة أغلبية سياسية وتشكيل معارضة برلمانية تقوم وتقيم الأداء الحكومي بشكل موضوعي ومهني بعيد عن التسقييط السياسي والتصفيات الحزبية بل على المعارضة دعم الحكومة في مشاريعها التي تخدم المواطن وكذلك على الحكومة مهام العمل الدؤب من اجل تحقيق انجازات تلامس الواقع وتحقق العدالة الاجتماعية دون إقصاء أو تهميش فبعد ثورات الربيع العربي تغيرت كثير من الموازين في العقلية السياسية العربية وصار الإصلاح عرف سياسي ؛ كي تراجع مؤسسات الدولة سياساتها وتحقق الانجازات من أجل تلبية طموح المواطن وتحقيق أمنه ورخائه .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat