السيستاني لبريمر: انت امريكي وانا ايراني
سامي جواد كاظم
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
عند قراءة التاريخ الخاص بفكر اهل البيت عليهم السلام ومناظراتهم مع الاخرين فاننا نجد احد الاساليب التي يعتمدها المعصوم هي رد الطرف الاخر من خلال ما الزم نفسه به بحيث يستدرجه الى ان يرسم دائرة يكون هو في داخلها ولا يستطيع الخروج منها والشواهد كثيرة جدا على هذا الاسلوب، منها مثلا حوار امير المؤمنين عليه السلام مع الخليفة الاول بخصوص فدك فقال له عليه السلام هل تقر بحديث البينة على من ادعى واليمين على من انكر؟ اجاب نعم وانه من السنة فقال له : اذً فدك بايدينا وانت من ادعيت فعليك البينة لا على فاطمة ان تاتيك بالشهود والا انت لا تعترف بالسنة .
ونفس الاسلوب اعتمده كثير من علمائنا في مناظراتهم ومنها مثلا ان حاخام يهودي يقول للسيد الخوئي قدس سره ان معجزة موسى عليه السلام وهي العصا تقرون بها انتم في القران فاجابه نعم لولا القران معجزة محمد لما اعترفنا بمعجزة موسى اي انت يا يهودي تقر بمعجزة بمحمد بدليل استشهادك به .
واليوم بعد سقوط الطاغية ظهرت كثير من المواقف الايجابية والسلبية لقادة سياسيين ولرجال دين وكان موقف المرجعية العليا في النجف الاشرف من المواقف المشرفة في حفظ العراق والعراقيين من خلال حنكة قراراتها وبعد بياناتها ، حاول البعض من الضالين والمضلين ايهام الراي العام الاسلامي والعالمي بان المرجعية متواطئة مع الاحتلال الامريكي فكانوا في كل مرة يروجون لكذبة يحاولون النيل من مكانة المرجعية الا ان العجيب الطرف الثاني في الكذبة هو من يفندها مع العلم ان صحتها تصب في صالحه مثلا لقاء السيد السيستاني بوزير الدفاع رامسفلد وقبله بريمر والتي لم تؤثر قيد انملة على مكانة المرجعية .
وانا اطالع كتاب الانبعاث الشيعي للكاتب ولي نصر ترجمة مختار الاسدي استوقفتني محطة من محطات العراق التي كان للسيد السيستاني دورا بارزا فيها مع العلم ان الكتاب فيه كثير من الاراء للكاتب غير سليمة بل حتى استخدم لغة متشنجة لبعض الرموز الدينية اي ان اتجاهه ليس ديني بل ماركسي راديكالي واخيرا ليبرالي المهم انه ذكر حادثة للسيد السيستاني تخص الشان العراقي ص372 فقد حاول بريمر ومن عدة قنوات الاتصال بالسيد السيستاني فلم يفلح ابدا ولكن كانت هنالك رسائل تصل للسيد من خلال الاعلام او حتى بعض الطلبة في الحوزة بل وحتى كان للسيد حسين الصدر في الكاظمية وساطة بهذا الشان الا انها لم تفلح ، طلب بريمر هو اللقاء بالسيد لمعالجة الخلافات لوجهات النظر بخصوص مصير العراق حيث ان بريمر كان يريد ان يملي على العراقيين دستور وفق لجنة هو من يقوم بتشكيلها وكان رفض السيد رفضا قاطعا وكان كثيرا ما يؤكد للسيد اي بريمر هو خشيته على العراق من التدخلات الخارجية فجاء جواب السيد \"يا سيد بريمر انت امريكي وانا ايراني وعليه فانا ارى ان تترك هذه المسالة للعراقيين لكي يختاروا و يصمموا الدستور الذي يريدون \" ، فانت يا بريمر اول المتدخلين بالشان العراقي
واما الحرب الاهلية التي كان لامريكا الدور الرئيسي فيها فانها وجدت باب مسدودة في فكر السيد السيستاني فقد طلب السيد محمد بحر العلوم في لقاء له مع السيد وهو يضرب بعكازته على ارض قائلا للسيد \"اننا لم ندع عوائلنا تذبح وتقتل من غير رد\" فاجاب السيد \"ارجو ان تكونوا حضاريين انا لا نريد ان نبدا حربا اهلية \"
والبعض من الجهلة فسر قول السيد بخصوص لو قتل نصف الشيعة لا يجوز الرد بالمثل هذا القول ليس بالنص ذكرته فانا اعلم ان المرجعية دقيقة في نقل ما تقول نصا المهم ان هذه العبارة كانت محل استهجان وانتقاد من قبل قصيري الفكر ، فليس المقصود منها ان تجلس في بيتك واذا ما اعتدي عليك لا ترد بل ان هذا الجبن بعينه يجب ان ترد دفاعا عن نفسك وعرضك ومالك ولكن اقوم بالرد على اي جريمة قتل من خلال قتل نفس العدد من السنة هذا هو الاجرام بعينه فالبعض قام بهكذا اعمال شنيعة عندما يسمع هجوم على جامع للشيعة يقوم بالمثل على جامع للسنة فالذي قام بالهجوم على جامع الشيعة هو مجرم وانت الذي قمت بالهجوم على جامع السنة ايضا مجرم .
ان دور المرجعية في انقاذ العراق من الاتعس مما حدث في العراق لا يمكن لعاقل ان يتجاهله نعم حدثت امور تعيسة ولكن الاتعس لم يحدث بفضل المرجعية العليا في النجف الاشرف
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
سامي جواد كاظم
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat