صفحة الكاتب : صالح العجمي

الثورة المضادة للربيع العربي في الطريق
صالح العجمي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
  نظرا لأن الثورات  العربية  تبلورت في طابع إسلامي  واقحمت  نفسها  في  صدامات طائفية  حرفتها عن مسارها الطبيعي  السياسي  فقد اخفقت  في  إقناع  السواد الأعظم  بهدفها الثوري  وسقطت  في  تفاصيل  توحيد العقيدة والمذهب الذي لا يتناسب  مع  مبدأ التعايش  السلمي  والدولة المدنية  الذي  طالما  يتحدث  عنه الكثيرون من  منظري  الربيع العربي  .
 
          ولذلك انصدم الربيع العربي مع الأقليات الدينية بالإضافة إلى النخب الإعلامية  والسياسية  اللبرالية  الموجودة  في خندق  الربيع العربي كما هو في مصر التي  أصبحت ترى  في الثورة   خطر على حريتهم  العقدية  والحزبية  وأن  ثورتهم  لإسقاط الفساد والظلم والإستعباد  والحكم العسكري والقبلي تم استغلالها  وتوظيفها من قبل شركائهم الإسلامييين  (الإخوان المسلمين )  وذلك لإمكانياتهم المادية  والتنظيمية   .
 
         هذا التخوف  الذي له مبررات حقيقية أنتج  انشقاقات وصراعات في الصف الثوري أعطاء الضوء للأنظمة  الديكتاتورية  لإستثمار تلك الخلافات   بحيث  ان الأنطمة  التي واجهت  ثورة حقيقية فرضت عليها الرحيل  حظيت  بتعاطف من تلك الجهات  التي  تم تهميشها  من قبل  من يمثلون التيارات الإسلامية  واستطاعت استقطاب جناح  كبير  من الساحات الثورية   والكثير ممن  أنشق عن تلك الأنظمة  شكل  حزبا  سياسيا نظرا لعدم قناعته  بالإنخراط في  البيئة  الثورية  ذات الطبع الإسلامي   وهذا التحالف بين جناح كبير من الساحات الثورية  والمنشقين عن الأنظمة  شكل  قوة حقيقية  وفتح المجال  أمام  الأحزاب السياسية التقليدية التي كانت  في تحالف مع  الأحزاب الإسلامية   للاستقلال  .
 
          يدو أن التحالف  الجديد  أدخل  الأحزاب الإسلامية  في  دائرة مغلقة  بل نستطيع القول أنها أصبحت في عزلة مطبقة  وتلاشى الانطباع الإيجابي الذي كانت تحظى به عند الكثير من الجماهير حيث غيرت سياستها المألوفة  وانحرفت عن خطابها الديني بما اتاح للمشاهد ومن كان متعاطف معهم معرفة الحقيقة  من تحركاتهم وتقدمهم الثورة  ومطامعهم في السلطة   فخسرت  حلفائها  في الساحة  الثورية  .
 
      وقد  تواجه ثورة مضادة  مقبلة   تقودها الأحزاب السياسية التي شكلها شباب الثورة   بالتعاون مع  المؤتمر الشعبي العام  على سبيل المثال في اليمن ولا خلاف  في ثورة مضادة  قادمة بدأت تلوح في الافق   فالأحزاب  الإسلامية أمام تحد جديد  نتيجة  السياسة  المنفرة  الضيفة  ذات الطابع الطائفي التي وقفت عائق بين الشعب  الهدف من ثورته . والتحالف الجديد بين  أركان النظام السابق ومن انشق عنه وكون حزب سياسي  وتلك الأحزاب  الجديدة التي افرزتها الثورة وشكلها شباب الثورة   بالإضافة الى الأقليات  الدينية  قد  تضييق الخناق على الأحزاب  الإسلامية وقد تخسر الرهان في  الانتخابات القادمة    .
 
     وثقافة المجتمع  اليمني  الدينية  التارخية  بطابع التسامح والتعايش الديني والمذهبي  رصيد قادم  لخوض  ثورة  مضادة  من خلال الإنتخابات  التي قد تحجم الأحزاب الإسلامية  في الساحة  وتفرض عليهم العزلة  و إعادتهم  إلى المربع الأول  قبل الثورة  بفارق  كبير وهو خسارتهم من تحالف معهم  في ما كان يسمى اللقاء المشترك  وهذا المسمى السياسي في الساحة اليمنية  سوف ينتج نفسه   بشكل جديد نتيجة التحالف القائم  والشعب وجد البديل الذي  يحمية من خطر الخلافة  العثمانية  والعصور الظلامية  .
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


صالح العجمي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/09/06



كتابة تعليق لموضوع : الثورة المضادة للربيع العربي في الطريق
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net