صفحة الكاتب : كفاح محمود كريم

دولة الأعياد والعطلات؟
كفاح محمود كريم

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
   في متوارثات الشعوب كثير من الذكريات الأليمة والسعيدة، وربما أيضا أيام خالدة أو يتيمة ترتبط معظمها بأحداث تاريخية ومصيرية، وفي الغالب منها تؤشر إلى ذكريات موشحة بلون الدماء التي أرختها وجعلتها تتميز عن بقية الأيام الأخرى.
 
     لن نتوغل كثيرا في أعماق التاريخ وعادات الشعوب وتقاليدها بقدر تعلق الأمر بأعيادنا ومناسباتنا وعطلاتنا التي يجتمع عندها البرلمان في إحدى لجانه لكي يصيغ لنا قانونا خاصا بتلك الايام والمناسبات التي يتوقف فيها العمل والإنتاج ويتفرغ لها مواطننا للفرح والرقص والدبكات أو للحزن واللطم والبكاء، أو للمسيرات ورفع التصاوير والإعلام ومدح القائد الهمام والهتاف للعدو بالموت الزؤام؟
 
     أقول قولي هذا واستغفر الله العظيم ( على عادة إمام جامعنا رحمه الله ) وانا أحصي مع شلة من الأصدقاء أيام الأعياد والعطلات الرسمية والشعبية والدينية والقومية والمذهبية وربما حتى العشائرية، وبعد جهد جهيد عجزنا تماما عن إحصاء عدد الأيام التي يستمتع بعطلتها مواطننا المناضل، فقد تبين أن شعبنا العظيم قد حقق أهدافه في الحرية والانعتاق والصبر الكبير لكي ينجز وبحسب قانون العطل الرسمية المعمول به حاليا في البلاد أكثر من 150 يوماً من العطل الرسمية سنوياً، بحيث إن 30 % منها تكون بمناسبة أيام الأعياد والمناسبات الدينية، إضافة إلى أيام العطل فان هناك أيام الأعياد (عيد الفطر وعيد الأضحى) وبعض المناسبات الدينية التي تحتفي بها بعض الأطياف العراقية.
 
     وإذا ما اعتمدنا هذا الرقم وهو مائة وخمسون يوما وأضفنا له عدد آخر لا نعرفه من أيام البطالة المقنعة التي استشرت وانتشرت بعد قيام نظامنا الجديد وتعدد المناصب والوظائف والرواتب بيد شخص واحد حيث يجمع الشخص الرئاسة وقيادة  الجيش ومن موقع أدنى يمارس وزيرا للداخلية والدفاع ويتجرز بهيئة الإعلام والنزاهة والانتخابات والبنك المركزي إضافة للنفط ومجاميعها، ندرك إن العراق يعمل بأقل من نصف أيام سنته ويستمتع بأكثر من النصف المتبقي بموظفين يشغلون عدة مهام ومسؤوليات في آن واحد!؟
 
     وبدلا من أن تكون مكرمات القائد الضرورة غرامات من الفاصوليا والعدس على البطاقة التموينية أيام حكم حزب البعث، فان حكومتنا الرشيدة ومسؤولي نظامنا الجديد يكرمون شعبنا بصواني أو بكومة ( على عادة صدام حسين في إعطائه الرتب والنياشين والأنواط ) من أيام العطل والإجازات التي يتمتع ويستمتع بها مواطننا المترف في أي مناسبة يجدونها تخدم الأمة!؟  
 
     ولا أظن على ضوء هذه الإجازات الممتعة إن دولة في العالم تنافسنا في ذلك إلا اللهم إذا كانت ايران هي الأخرى تناضل من اجل متعة المواطن واستمتاعه كما نفعل نحن في عراقنا الجديد جدا، وصدق من قال لا خير في امة كثرت أعيادها، وأضيف مستسمحا عطلاتها وإجازاتها! 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


كفاح محمود كريم
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/09/22



كتابة تعليق لموضوع : دولة الأعياد والعطلات؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net