أقلام وصحف للنواب من المال العام
ماجد زيدان الربيعي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

قبل أيام مر خبر مرور الكرام على الإعلام مفاده إن مجلس النواب قرر تخصيص 750 الف دينار مقطوعة  لكل عضو فيه كنفقات قرطاسية من أقلام وورق وصحافة . !

ليس سمعة مجلس النواب بين الناس تسر  منتخباً ولا تغيض مستنكفاً عن المشاركة في العملية السياسية ،فهي في ادني درجاتها ، بل ربما جمهور واسع قد فقد ثقته به ، وما عاد يهتم لأمره كثيرا ، ولا يعتبره بأي حال من الأحوال انه يمثله ، وهو ما يحس به ويلمسه النواب ذاتهم ، ودليلنا على ذلك ما ورد في استطلاع ان ثلاثة أرباع أعضائه لن يرشحوا في الانتخابات القادمة إما لإدراكهم انهم لم يقدموا لهذا الشعب المسكين شيئاً ،وان تجربتهم لم تكن ناجحة او انهم حصلوا على ما ارادوا من جاه ومال ونفوذ ولن يستفيدوا كثيراً من بقائهم في مجلس كهذا .

على أية حال وجدت إن المبلغ الذي سينفق شهرياً يساوي 248،750 مليون دينار ،وسنوياً ثلاثة مليارات دينار تقريباً وهو مبلغ يستلمه نقداً (كاش) ولا يقدم فيه وصولات،انه شبيه بمبالغ الحمايات ،مشجع على الفساد ودمغ الذمة . وهو مبلغ إجمالي يمكن ان يبلط شارعا او يبني أكثر من مدرسة بدلاً عن الطينية او مستوصف قد يساعد في الحد من انتشار الكوليرا.واكثر من ذلك انه يعادل الإعانة الاجتماعية المقدمة الى ثلاثة آلاف ومئتين وخمسين من مستحقيها العجزة والأرامل في حدها الادنى...الخ . لا ادري كيف يفكر نوابنا ،ربما على طريقة ماري انطوانيت .

وللآسف الشديد ، نحن نتحدث عنهم بالجمع لان اياً منهم لم يعلق على القرار او تصدى له وقال كلمة في شأنه تحرم اخذ هذا المال من افواه المعوزين والجياع ومن الذين يعيشون تحت خط الفقر.

ليست المرة الأولى التي  يفشل فيها المجلس في ان يكون مع ابناء شعبنا ويشعر بمسؤوليته عن الذين اولوه الولاية على مصالحهم ،ففي وقت سابق على حساب كل معاناتهم  وحرماناتهم خصص لأعضائه مليارات الدنانير من اجل شراء سيارات مصفحة ،وفي اخرى قبل اعضاؤه هدية مثلها بمناسبة فوزهم في الانتخابات بأمر زعيم الكتلة ،إضافة إلى سلف وأراض ومخصصات باهظة للإيفاد والسفر والحمايات الزائدة عن الحاجة ،وما الى ذلك من المال الذي يؤخذ بالقانون وبغيره .

لم اقرأ يوما بياناً مطبوعاً لنائب وموزع على شوارع منطقته او على الصحافة ،فالذي يمارس هذه العادة يستخدم الانترنت ويوزعه على وكالات الانباء والصحف ،اي بدون نفقات تذكر ولايستخدم فيه الورق والاقلام وحتى الصحف تصل الى مجلس النواب مجاناً وليس هناك من نائب مشترك فيها على حد علمنا .

بحثت بالانترنيت ولم أجد مجلس نواب واحد في العالم يخصص مثل هذه المخصصات لأعضائه ،لذلك سيسجل في موسوعة جينس  للارقام القياسية  على انه الأول في النفقات المهدورة .

يا سادتي النواب

هذه الأموال للشعب وانتم تسيؤون استخدام السلطة ونتحداكم إذا ناقشتم هذا القرار علناً .هناك ضرورة يفرضها حسن تطبيق العقد  بينكم وبين الشعب بالإعلان عن الصرفيات والنفقات ليكون الناس على بينة من انكم مؤتمنون وعلى قدر الأمانة .بارك الله  بمن حرص على المال العام ولو كان ديناراً واحداً ولعن من أهدره واستولى عليه بغير وجه حق  

الموضوع السابق رسالة من وطني السويد

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat