لماذا لا تكشف ملفات الفساد ؟؟
واثق الجابري
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
اتخاذ القرارات احياناّ يحتاج الى الجرأة والشجاعة والتفاني ونموذج الادارة والمسؤولية يتطلب الشعور بمسؤولياتها والانضباط والالتزام لدرجة التضحية بالنفس وكثير من تجارب الشعوب كانت شواهد لم تكن مثلاّ لأغلبية النخبة السياسية فقد أقدم وزير ياباني على شنق نفسه لوجود فضيحة ادارية في وزارته وعاقب نفسه قبل ان يعاقبه القانون ووزرائنا ومسؤولينا لا يتزحزحون ولا ينتحرون ليس لتحريم الانتحار لأنه قتل للنفس المحترمة رغم ان بعضهم يشجع على ثقافة الانتحار والموت المجاني بالتفجير او قتل اّلاف الفقراء بسلب لقمة عيشهم والياباني لم يكن يصلي ولا يرفع شعارات دينية تستند الى العدالة الاجتماعية وسبقة انتحار وزير النقل لسقوط طائرة ووزير الزراعة توشيكا ماتسؤكا62 سنة لإتهامه بالفساد واستغلال المنصب الوظيفي واستقال وزير النقل المصري لتصادم قطار مع حافلة تنقل الاطفال وأقيل وزير الدفاع ورئيس الاركان الروسي لأتهامهم بشبهة فساد صفقة السلاح مع العراق , لم يفكر مسؤول عراقي الا ما ندر يوماّ بالاعتراف بالذنب او الاستقالة ولم تتراجع القوى الساندة لهم من الدعم بالتذرع بحجج واهية وتبرير وحين الاثبات يرشق الأخرين بإتهامات شتى من فساد او خيانة وسوء خلق واجتثاث ليتحول الفساد الى ظاهرة عامة لا يخجل ولا يتردد فاعلوها , وزارات تتخبط في قراراتها وتلكوء في مشاريعها وفساد يدور في اروقتها ونواب مشتركين معهم متغاضين يسهلون مرور صفقاتهم ومراقبين منهم سراق فلم نسمع التراجع في التخاذل من شرف الواجب استخدموا المنصب تشريفاّ من غاب شرف مهنيتهم وريعاّ يدر ربحاّ ومغانم وجاه لمن تلطخ ماضيهم بالسواد بمشاريع ربحية وابتزاز من اقلية سيطرت بقوة على الملفات من بطانتها الفاسدة وحاشية منتفعة معتاشة على امتصاص الدماء ابعدت الكفاءات والطاقات والحرفية والمهنية والنزيهة عن طريقها كي تصول وتجول بلا انتقاد ولا رقيب ولاضمير ليكونوا مافيات متحركة وحيتان مبتلعة لتمتد اذرعها وحينما تكشف عوراتهم تتعالى اصواتهم كأصوات العاهرات في الاسواق غير اّبهات لمثلبة رفع الصوت وعدم محاسبة نفسها عن عيوبها , تهديدات لم تأتي من فراغ وكل هذه العصابات تستند الى قواعد سياسية ومليشيات لتصفية من يقف بطريقها نحو رذيلة خيانة الوطن والمواطن واخفاء الملفات والتلويح بها لغرض المقايضة والمزايدة واستخدامها عند الحاجة لتسوية مفاسدها , واصبح من واضح الاشارة للفساد والقتل بالوصف المشوش والقول إن جهات سياسية تقف فما المانع من اعلانها للرأي العام ام ان الفساد يتحول الى فساد اعظم بالتسوية وتشكل اللجان وتدفن القضية تحت هذا الاجراء بعد سلسة من المفاوضات والرشاوي , رئيس الوزراء دائماّ ما يلوح بوجود ملفات فساد تطيح برؤوس كبيرة وعادة تتم الاشارة بالاسم بعد ترتيب الاوراق ونقل الاموال والاستقرار في دولة اخرى ليحكم غيابياّ كمن يحكم على ميتاّ او ينتظر متهم ليحكم عليه بعد ان يموت ولا جهود لأعادة تلك المليارات , تلويح الملفات في احيان كثيرة يمس سيادة وأمن الدولة والتغاضي والسكوت عن الفساد يجعل المسؤول شريكاّ ومنغمساّ في الحرام والاحتفاظ بهذه الملفات تظليل للعدالة وتعطيل للقانون وتواطيء ونية واضحة للاستعداد للمشاركة او المقايضة والاغرب من ذلك هو طلب رئيس الوزراء من بعض الوزراء الاستقالة او فتح ملفاتهم وهذا ما يعني ( إنهب وإهرب ) وهذا تستر واستخدام الملفات بشكل شخصي , فما الذي يمنع رئيس الوزراء او اعضاء اللجان المكلفة بكشف الفساد او غيرهم من المسؤولين اعلان اسماء المسؤولين امام الرأي العام لتعريتهم وكشف تحايلهم وخداعهم ,,,
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
واثق الجابري
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat