ماجرت عليه العادة في مجتمعنا العربي ونخص بالذكر العراقي هو تحقيق الاهداف او بمعنى اخر هو تحقيق الرضا و الغرور الذي يتملكنا فقد نصل لمبتغانى بزمن قياسي ونسمع مديح الاصداقاء ودعاء الوالدين وتذكيرهم لنا بمنة انهم اصاحب الفضل علينا بدعائهم بغض النظر عن كون هذا التوفيق يرضى الله ورسوله او هل استخرنا الله بصلاحه في ديننا ودنيانا المهم نُصبَ فلان منصب كذا , وهذا مازرعوه فينا ولا يجني الفلاح الا ما زرع اما نحن فنضل نرى جمال طلتنا بعيونهم ولا نجد من يجلس بجانبنا ويربت على كتف مثقل بالالم والهم ليقوله له كفاك انك لا تزرع في ارضك ...فارضنا مازرعنا من خير لغيرنا ..كلمة طيبة لعجوز ..ابتسامة عفيفة لشيخ مريض او مسح راس يتيم تلك قد تسمع منها كلام يستمر لاكثر من عمرك .
فى احدى المسابقات، كان هناك تسعة متسابقين من ذوي الاحتياجات الخاصة ، وقفوا جميعا على خط البداية لسباق مئة متر ركض. وانطلق مسدس بداية السباق، لم يستطع الكل الركض ولكن كلهم أحبوا المشاركة فيه وإثناء الركض انزلق احد المشاركين من الذكور، وتعرض لرضوض قبل أن يبدأ بالبكاء. فسمعه الثمانية الآخرون وهو يبكي. فابطأوا من ركضهم وبدأوا ينظرون إلى الوراء نحوه. وتوقفوا عن الركض وعادوا إليه ... احدهم ساعده للوقوف لم يستطع والاخر داعب وجهه ليكف عن البكاء والاخر مسح دموعه و جلست بجنبه فتاة كانت منغولية، وضمته راسه الى صدرها وقالت له ستشعر الان بتحسن !! فنهض الجميع يسندون بعضهم على بعض ووصل كلهم إلى خط النهاية معا.
فقامت الجماهير الموجودة جميعا وهللت وصفقت لهم، ودام هذا التهليل والتصفيق طويلا....
الأشخاص الذين شاهدوا هذا، مازالوا يتذكرونه ويقصونه. أننا جميعنا نعلم في دواخل نفوسنا بان الحياة هي أكثر بكثير من مجرد أن نحقق الفوز لأنفسنا. فلو كنت شبعانا وحولك الناس جياع فلن تهناَ ولو كنت تنظر لمسرحية (شاهد مشفش حاكة) وتضحك وحولك بكاء وعويل فلن يكون للضحة معنى ..الحياة هي مشاركة الضحكة مع الجميع والمعاناة معا هذا معناه أن نبطئ وننظر إلى الخلف ونغير اتجاه سباقنا نحن. ونرى مايحدث حولنا فمجرد التصفيق ليس مشاركة ,لغة الهرطقة من كل جانب وتسويد صفائح الاخرين لتبيض صفائحنا اصبحت ورقة محروقة الجميع يعاني والجميع يتالم وكلا يغني على ليلاه ,,ولكن العبرة حملني متاعي اليوم احملك غدا ...اسندني كي اعينك ...ارتق جيبي كي استر عورتك .
وضع الشارع العراقي اصبح لغة التذمر لا يعرف لغة التفاوض فاجهزة الحاسوب قد تكون اكثر دبلوماسية منه حين تعالج طلبا فيها يبدها بكلمة (رجاءأ) وينهي مربع الحوار بكلمة (عفوا ) من اين اتت اجهزة الحاسوب بتلك الاخلاق ...قد يكون مصصمها جاء من كوكب بلوتو.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat