صفحة الكاتب : فراس الغضبان الحمداني

فوز العراق في انتخابات اتحاد الصحفيين العرب .. المغزى والدلالات
فراس الغضبان الحمداني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

كانت وستبقى بغداد رغم كل ما حدث ملاذا للمبدعين ومنارا يضيء دروب الحضارة والحرية ، مرة أخرى تعود عاصمة الرشيد إلى دورها القيادي والريادي بفوز السيد مؤيد اللامي نقيب الصحفيين العراقيين بمنصب النائب الأول لاتحاد الصحفيين العرب في انتخابات ساخنة حضرتها الوفود العربية ونخب كبيرة من الإعلاميين والصحفيين العرب وهذا ليس جديدا على القاهرة وقلبها النابض في  توحيد كلمتهم وتعميق مسيرتهم في مجال تعزيز الحرية والديمقراطية وهذا ليس غريبا على بغداد الحضارة وليس مستغربا من اتحاد الصحفيين العرب الذي كرس جهده لجمع شمل الصحفيين وتوحيد طاقاتهم من اجل تفعيل دورهم والمساهمة مع شعوبهم في التغيير المنشود من الأنظمة الشمولية إلى الديمقراطيات التي تمثل كل فئات الشعب وأطيافه وانتماءاته .

 

إن انتخابات المكتب الدائم والأمانة العامة لاتحاد الصحفيين العرب في القاهرة له أكثر من معنى ومغزى الأول ما أعلنه شعار المؤتمر ( تجمع ولا تفرق ) الذي يحدد مسارا تاريخيا وأخلاقيا للصحفيين العرب بان يكونوا طليعة وشعلة مضيئة داخل شعوبهم من اجل ترسيخ مبادئ الحرية والمساواة والعدالة بمعنى إن يكون لهم الدور القيادي في نشر ثقافة الحرية والتعددية وحث الشعوب لأداء دورها الإنساني باللحاق بالأمم المتقدمة واستثمار طاقاتها وخبراتها وجهود أبنائها لبناء أوطان تتمتع بالسعادة والرفاهية والمدنية والتسامح الاجتماعي والرقي الاقتصادي .

 

وبهذا يكون الصحفي رائدا وقائدا في المجتمع لا يقل شاننا عن السياسي أو البرلماني بل ربما يتقدم عليهم بفعله الإعلامي الملتزم وتفعيله للمبادئ والقيم في كل زوايا المجتمع وقدرته على جلب القيادات بكل مستوياتها مع كل فئات الشعب ليكون جسرا لتعميق الثقة وتفعيل حركة التقدم إلى أمام ومن هذا الفعل نكون قد غادرنا الأدوار السلبية للصحفيين التي أسقطتها انتفاضات وثورات الربيع العربي .

 

بعد اليوم لم يعد مسموحا إن يتحول الصحفي والإعلامي بوقا للسلطة والمستبدين وصوتا للحاشية والطغاة بل أصبح الآن صوتا للشعب وللذين لا صوت لهم ورقيبا مسؤولا على كل السلطات ، وأصبحت الصحافة بكل قنواتها في منطقتنا العربية سلطة أولى وليس سلطة رابعة كما يصفها الغرب ، هذا هو المغزى الأول إما الدلالة الثانية هو انتخاب العراق بشخص نقيب الصحفيين العراقيين فهو اعتراف بعودة الحياة إلى العاصمة الحبيبة لتمارس دورها القيادي و الحضاري والإنساني المرتقب حيث خرجت بغداد إلى الدنيا من تحت الركام كالعنقاء وساهم الأشقاء بانتخاب العراق بمنصب مهم ليضمدوا الجراح ويواصلوا مسيرة التواصل مع عاصمة العباسيين من اجل مستقبل عربي زاهر .

 

  لقد تلقينا فوز ابن العراق  البار مؤيد اللامي بسعادة غامرة لأنه يتمثل باعتراف وتأكيد دور الصحفيين العراقيين في دورهم الوطني وصيانة بلادهم ووحدة كلمتهم ونضالهم ضد التقسيم والتفرقة والطائفية وكل أشكال التداعي والتدخل الأجنبي واعترافا أيضا بدورهم في تحفيز المجتمع للتنمية البشرية وتبني الأفكار الحقيقية لمبادئ الديمقراطية والعدالة وتجاوز أخطاء الماضي القريب والابتعاد عن كل ما يفرق ويقسم وان إطلاق الكلمة التي جوهرها ينطلق من مبدأ مفاده ( صحافة حرة .. تجمع ولا تفرق ) وهو الشعار المضاد لقوة الردة والاستعمار الجديد الذي يبنى فكرة فرق تسد .

 

شكرا للأشقاء الذين قالوا كلمة الحق في صناديق الاقتراع من اجل عودة الأسد الجريح ومن اجل توحيد كلمتهم ووضع قاعدة متينة وصلبة للانطلاق إلى تحرير شعوبهم من كل مخلفات الاستبداد وغرس مبادئ الحرية في نفوس كل الأجيال عبر صحافة حرة ومستقلة .

 

firashamdani@yahoo.com    


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


فراس الغضبان الحمداني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/01/17



كتابة تعليق لموضوع : فوز العراق في انتخابات اتحاد الصحفيين العرب .. المغزى والدلالات
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net