* المثقفون العراقيون هم عمود وركائز وزارة الثقافة ولولاهم لما كانت هناك وزارة أصلا .....
تشكل وزارة الثقافة ، العصب الرسمي الوحيد المخول بإقامة المهرجانات الثقافية العراقية في العراق وخارجه . وبذا تكون الوزارة المشرفة على تنظيم وإدارة هذه المهرجانات كإعداد المنهاج واختيار من يمثل الثقافة العراقية في شتى مساربها . في زمن النظام السابق كانت المهرجانات يحييها بعض المحسوبين عليه والذين قد لا يمثلون الثقافة العراقية وربما هم أعضاء في أجهزة المخابرات القمعية أو مدراء متنفذين في الوزارة لم يسمع أي احد بهم . أما بعد سقوط النظام الجائر ، فقد تعمدت وزارة الثقافة في المهرجانات العديدة التي تقيمها أن تهمل شريحة واسعة من الأدباء والمثقفين وتقتصر على أسماء محددة لا يعرف كيف يتم اختيارها ووفق أية اعتبارات . ناهيك عن إهمال وتهميش واضح للأدباء والمثقفين في المحافظات العراقية . ونعتقد بان هذا الإهمال المقصود آتيا من عدم معرفة الوزارة بالأسماء الثقافية والأدبية الموجودة في المحافظات والتي لها الفضل ومازال في إدامة المشهد الثقافي العراقي منذ زمن بعيد .
ونعتقد بان وزارة الثقافة خلقت لنفسها جدارا عازلا بينها وبين المثقفين العراقيين وهي تهمل عن قصد أو بدونه ، أسماء مهمة لها دورها في إشاعة وتصدير الثقافة العراقية الأصيلة المحكمة ، ثقافة الإبداع الحر المتميز . مثقفون أقصتهم وزارتهم لكنهم يرفدون الساحة الثقافية بكل مقومات نجاحها واستمرارها منطلقين من إبداعهم وقدراتهم على التأثير الفاعل بكل الأنشطة وخلايا الفكر بمختلف زواياه .. ولعل الوزارة تعلم جيدا وتدرك بكل تأكيد بان المثقفين هم عمود وركائز الوزارة ولولاهم لما كانت هناك وزارة أصلا وبذا عليها أن تتعامل بموضوعية وواقعية ودون تأثيرات جانبية في اختيار الأشخاص الذين يمثلون الثقافة العراقية الجديدة .. ثقافة الصدق والمعاناة والحرية المغمسة بالكرامات التي لم تستطع كل شقاوات النظام وأقبيته المظلمة من الإطاحة بها .. ويبدو أن وزارة الثقافة لم تتعب نفسها بالبحث والسؤال عن المثقفين الآخرين البعيدين عن أنظارها ، فكم من مثقفين وأدباء ماتوا ولم تسأل عنهم ولم ترسل حتى تعزية إلى ذويهم , وكم من مثقفينا من دفع حياته تضحية لأجل رفعة الثقافة العراقية وحفاظا على أصالتها وصدقها إبان اعتى ديكتاتورية .. إنها محنة الثقافة العراقية أن تتعامل مع أناس همهم الأول تهميش الآخرين وإقصاءهم عن مسرح الأحداث الثقافية . ويحق لنا القول بان كل مثقف عراقي له الحق في تمثيل بلاده في المهرجانات والمحافل الدولية والمحلية وله الحق في تمثيل الثقافة والفكر الإنساني العراقي خير تمثيل .. ولعل الوزارة من أكثر الجهات البعيدة جدا عن هموم وتطلعات المثقف العراقي لأنها تبخل حتى بالسؤال عنه إن كان مريضا وتبخل عنه إن رحل فلا تؤبنه ولا تتذكره في أية مناسبة . ولا أنكر أو أتنكر لاهتمامات ومتابعات وزارة الثقافة لبعض المثقفين القريبين منها فهي تسال عنهم إن مرضوا وتؤبنهم إن رحلوا .
وعودة على المهرجانات فإنها الشغل الشاغل ألان في الساحة الثقافية وعلى الوزارة إتباع الوسائل التي تيسر لها اختيار الأسماء عن طريق اتحاد الأدباء مثلا أو عن طريق البيوت الثقافية المنتشرة في المحافظات أو عن طريق نقابة الفنانين وغيرها من المنظمات والاتحادات الرسمية لتفادي الإهمال الذي صار اللازمة الأكيدة لكل تحرك ثقافي . إن المهرجانات الثقافية والمؤتمرات كفيلة بان تطرح قضايانا المصيرية على الآخرين الذين ربما لا يعرفوا شيئا عن ثقافتنا وخاصة بعد سقوط النظام الأمر الذي تزداد الحاجة فيه إلى الدخول في المحافل الثقافية الأخرى لزيادة الحراك الثقافي المؤدي إلى الفائدة التي حرم منها المثقف العراقي طيلة عقود وهو ممنوع من الاختلاط بكل الفعاليات الداخلية والخارجية التي كان النظام يرعاها لتسويق مصالحه وتعبوياته سيئة الذكر . فكان المثقف العراقي ينظر إلى الآخرين عبر قنوات اتصال أخرى لا تتعدى العلاقات الشخصية . من هنا يمكن القول بان جميع مهرجانات وزارة الثقافة تأتي مرتجلة وتوجه الدعوات عن طريق العلاقات لأنها تختصر الزمن ولا تؤثر على الوقت وتقلل من الجهد وغير مستندة إلى قوائم مرفوعة من الاتحادات والمؤسسات الثقافية . وهذا ما يؤثر سلبا على علاقة المثقف بالوزارة وبالتالي نفوره من كل مهرجان أو فعالية ثقافية وقد يتعدى ذلك إلى عدم مساندته للوزارة في كل مشروع ثقافي .
ونعتقد أن من أولويات الوزارة هي مد جسور الثقة والتعاون مع كل المثقفين دون استثناء. وقد برهنت الأيام الماضية هذا الكلام عندما شرعت الوزارة بمهرجان بغداد عاصمة الثقافة العربية دون تبليغ الآخرين الذين يشكلون كل المشهد الثقافي في العراق . وكي نردم الهوة بين المثقف والوزارة يجب الاعتراف بوجود مثقفين وأدباء ومفكرين لهم فضل كبير في مسيرة الإبداع العراقي هم على قيد العراق من الوريد إلى الوريد ، محبون لبلدهم ولكرامته ويتطلعون للمشاركة في أي مهرجان أو فعالية وطنية ترفع من شأن الثقافة العراقية ..
مدير مركز الإعلام الحر
majidalkabi@yahoo.co.uk
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
* المثقفون العراقيون هم عمود وركائز وزارة الثقافة ولولاهم لما كانت هناك وزارة أصلا .....
تشكل وزارة الثقافة ، العصب الرسمي الوحيد المخول بإقامة المهرجانات الثقافية العراقية في العراق وخارجه . وبذا تكون الوزارة المشرفة على تنظيم وإدارة هذه المهرجانات كإعداد المنهاج واختيار من يمثل الثقافة العراقية في شتى مساربها . في زمن النظام السابق كانت المهرجانات يحييها بعض المحسوبين عليه والذين قد لا يمثلون الثقافة العراقية وربما هم أعضاء في أجهزة المخابرات القمعية أو مدراء متنفذين في الوزارة لم يسمع أي احد بهم . أما بعد سقوط النظام الجائر ، فقد تعمدت وزارة الثقافة في المهرجانات العديدة التي تقيمها أن تهمل شريحة واسعة من الأدباء والمثقفين وتقتصر على أسماء محددة لا يعرف كيف يتم اختيارها ووفق أية اعتبارات . ناهيك عن إهمال وتهميش واضح للأدباء والمثقفين في المحافظات العراقية . ونعتقد بان هذا الإهمال المقصود آتيا من عدم معرفة الوزارة بالأسماء الثقافية والأدبية الموجودة في المحافظات والتي لها الفضل ومازال في إدامة المشهد الثقافي العراقي منذ زمن بعيد .
ونعتقد بان وزارة الثقافة خلقت لنفسها جدارا عازلا بينها وبين المثقفين العراقيين وهي تهمل عن قصد أو بدونه ، أسماء مهمة لها دورها في إشاعة وتصدير الثقافة العراقية الأصيلة المحكمة ، ثقافة الإبداع الحر المتميز . مثقفون أقصتهم وزارتهم لكنهم يرفدون الساحة الثقافية بكل مقومات نجاحها واستمرارها منطلقين من إبداعهم وقدراتهم على التأثير الفاعل بكل الأنشطة وخلايا الفكر بمختلف زواياه .. ولعل الوزارة تعلم جيدا وتدرك بكل تأكيد بان المثقفين هم عمود وركائز الوزارة ولولاهم لما كانت هناك وزارة أصلا وبذا عليها أن تتعامل بموضوعية وواقعية ودون تأثيرات جانبية في اختيار الأشخاص الذين يمثلون الثقافة العراقية الجديدة .. ثقافة الصدق والمعاناة والحرية المغمسة بالكرامات التي لم تستطع كل شقاوات النظام وأقبيته المظلمة من الإطاحة بها .. ويبدو أن وزارة الثقافة لم تتعب نفسها بالبحث والسؤال عن المثقفين الآخرين البعيدين عن أنظارها ، فكم من مثقفين وأدباء ماتوا ولم تسأل عنهم ولم ترسل حتى تعزية إلى ذويهم , وكم من مثقفينا من دفع حياته تضحية لأجل رفعة الثقافة العراقية وحفاظا على أصالتها وصدقها إبان اعتى ديكتاتورية .. إنها محنة الثقافة العراقية أن تتعامل مع أناس همهم الأول تهميش الآخرين وإقصاءهم عن مسرح الأحداث الثقافية . ويحق لنا القول بان كل مثقف عراقي له الحق في تمثيل بلاده في المهرجانات والمحافل الدولية والمحلية وله الحق في تمثيل الثقافة والفكر الإنساني العراقي خير تمثيل .. ولعل الوزارة من أكثر الجهات البعيدة جدا عن هموم وتطلعات المثقف العراقي لأنها تبخل حتى بالسؤال عنه إن كان مريضا وتبخل عنه إن رحل فلا تؤبنه ولا تتذكره في أية مناسبة . ولا أنكر أو أتنكر لاهتمامات ومتابعات وزارة الثقافة لبعض المثقفين القريبين منها فهي تسال عنهم إن مرضوا وتؤبنهم إن رحلوا .
وعودة على المهرجانات فإنها الشغل الشاغل ألان في الساحة الثقافية وعلى الوزارة إتباع الوسائل التي تيسر لها اختيار الأسماء عن طريق اتحاد الأدباء مثلا أو عن طريق البيوت الثقافية المنتشرة في المحافظات أو عن طريق نقابة الفنانين وغيرها من المنظمات والاتحادات الرسمية لتفادي الإهمال الذي صار اللازمة الأكيدة لكل تحرك ثقافي . إن المهرجانات الثقافية والمؤتمرات كفيلة بان تطرح قضايانا المصيرية على الآخرين الذين ربما لا يعرفوا شيئا عن ثقافتنا وخاصة بعد سقوط النظام الأمر الذي تزداد الحاجة فيه إلى الدخول في المحافل الثقافية الأخرى لزيادة الحراك الثقافي المؤدي إلى الفائدة التي حرم منها المثقف العراقي طيلة عقود وهو ممنوع من الاختلاط بكل الفعاليات الداخلية والخارجية التي كان النظام يرعاها لتسويق مصالحه وتعبوياته سيئة الذكر . فكان المثقف العراقي ينظر إلى الآخرين عبر قنوات اتصال أخرى لا تتعدى العلاقات الشخصية . من هنا يمكن القول بان جميع مهرجانات وزارة الثقافة تأتي مرتجلة وتوجه الدعوات عن طريق العلاقات لأنها تختصر الزمن ولا تؤثر على الوقت وتقلل من الجهد وغير مستندة إلى قوائم مرفوعة من الاتحادات والمؤسسات الثقافية . وهذا ما يؤثر سلبا على علاقة المثقف بالوزارة وبالتالي نفوره من كل مهرجان أو فعالية ثقافية وقد يتعدى ذلك إلى عدم مساندته للوزارة في كل مشروع ثقافي .
ونعتقد أن من أولويات الوزارة هي مد جسور الثقة والتعاون مع كل المثقفين دون استثناء. وقد برهنت الأيام الماضية هذا الكلام عندما شرعت الوزارة بمهرجان بغداد عاصمة الثقافة العربية دون تبليغ الآخرين الذين يشكلون كل المشهد الثقافي في العراق . وكي نردم الهوة بين المثقف والوزارة يجب الاعتراف بوجود مثقفين وأدباء ومفكرين لهم فضل كبير في مسيرة الإبداع العراقي هم على قيد العراق من الوريد إلى الوريد ، محبون لبلدهم ولكرامته ويتطلعون للمشاركة في أي مهرجان أو فعالية وطنية ترفع من شأن الثقافة العراقية ..
مدير مركز الإعلام الحر
majidalkabi@yahoo.co.uk
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat