صفحة الكاتب : د . صادق السامرائي

وحدة التنوع والإختلاف!!
د . صادق السامرائي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
تفاعل القدرات البشرية بطريقة إيجابية , يؤدي إلى نتائج ذات قيمة مؤثرة في الحياة , وساعية إلى تأكيد الدور الحي للأفكار المسبوكة بقدرات العقول.
ولهذا فأن البشرية في عصرها التنويري قد أدركت حقيقة التواصل المعرفي , وإجهاد العقول من أجل الوصول إلى منطلقات , تكفل وجود الأفكار الفاعلة في فكرة ذات فعالية شاملة , ويمكن تسميتها بالفكرة الجوهرية.
ذلك أن كل شيئ يمكنه أن ينتمي إلى شيئ.
فحقيقة الوجود بأسره يرتكز على واحد , وهذا الواحد له قدرات التعدد المطلق , وكل متعدد في حقيقة أصله ينتمي إلى ذلك الواحد.
وهكذا فنحن في حقيقة سلوكنا المتنوع , نعبّر عن إرادة الواحد الذي أوجد المطلق المتعدد.
ومن هنا فأن أي نظام حياتي مهما كان نوعه ومنطلقه,  لا يمكنه أن يأتي إلى النجاح , من غير إدراك الإنتماء الواحد للمتعدد الفاعل فيه.
أو أن يكتشف الجوهر الواحد الجامع لعناصره , لكي يصنع سبيكة صيرورته الأقوى.
وهذا المفهوم ينطبق على الأنظمة السياسية, والمؤسسات والقوى والأحزاب , فكل منها لا يمكنه أن يعزز قوته إذا غفل إرادة الواحد الكامنة فيه , وعجز عن إكتشاف طاقة التوحد والتفاعل اللازم , والمحكوم بالجذر الواحد , والأصل الواحد. 
وهكذا فأن النظام السياسي في المجتمع, إذا أغفل حقيقة الجامع الضامن للتطور والإرتقاء والتقدم , فأنه سيؤدي إلى تداعيات خطيرة ومدمرة.
وفي بعض الأنظمة , صار إنحراف هذا المفهوم قاعدة الحكم والعمل السياسي , بحيث يتوهم الفرد أنه مقياس للتوحد والتماسك , فيجعل الآخرين أو يدفعهم ويجبرهم بوسائله السلطوية, إلى الإذعان لذاته وحسب, ولتأكيد سطوته عليهم. 
ولهذا تأسست الأنظمة الإستبدادية , ووجد الحاكم الطاغية , الذي لا يؤمن حتى بنفسه , وإنما يريد الآخرين عبيدا في مقام حضرته.
ولكي يتحقق النجاح اللازم في الحياة وتتقدم المجتمعات, لا بد لها من فهم هذه الحقيقة , والتي أكدتها المسيرة الحضارية العربية , عندما رفعت راية الوحدانية , وسعت للإرتقاء بالوعي البشري إلى آفاق التوحيد المطلق.
وبذلك تفجرت قدرات الإنسان , وأضاف للحياة ما لم يتمكن من إضافته فبل هذه الثورة في الوعي والعقل والروح والوجدان.
وقد تحققت فكرة الوحدانية في تأريخنا , وترجمها أعلام المسيرة الحضارية.
فهل سنرتقي إلى مضامينها ومفاهيمها المعرفية والأخلاقية الخلاقة الباهرة؟!!

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . صادق السامرائي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/05/27



كتابة تعليق لموضوع : وحدة التنوع والإختلاف!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net