صفحة الكاتب : د . افنان القاسم

قرصنوا إيميلي واغتصبوا اسمي
د . افنان القاسم

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

       في عالمنا اليوم، التكنولوجيا فيه كل شيء، كل شيء ممكن، بعد أن تحولت الأبعاد المتحددة للمكان إلى أبعاد افتراضية، يعجز المرء عن ضبطها، وهي لهذا تطال كل واحد منا. أن أحسب نفسي محور العالم شيء، أما أن أكون محورًا لعالم القرصنة والاغتصاب، فشيء آخر، إنه "الهيولى" في فلسفة أناس قليلي الذكاء.

 
قبل عدة أيام، تم اختراق إيميلي، وسرقة آلاف الإيميلات التي احتفظ بها منذ سنين طويلة. كل الإيميلات اختفت بقدرة قادر! لم أعد استلم إيميلات جديدة، لم أعد أستلم سوى "سبامات"، لم أعد أستلم أجوبة لإيميلات أرسلها إلى بناتي وأصدقائي. هذه الحرب التي تشمر عن ساقها دون أن تُرى ساقُها دفعتني إلى تكليف تقني أعرفه للكشف عما لا أعرفه، فجاءني بالمعلومة الأولى التالية: إيميلي الشهير ramus105@yahoo.fr قد تم تبديله بإيميل آخر ramus105@live.com، وأن المصدر إسرائيل. بالطبع أول شيء فعله التقني هو تحويل ما أمكنه تحويله من إيميلاتي، وإقفال هذا الإيميل الدخيل. المعلومة الثانية، كل كلمات السر التي كنت أبدلها كانت تذهب إلى الإيميل الإسرائيلي.
 
لم يقف الأمر عند هذا الحد عندما علمت من أحد الإيميلات المفرج عنها أنهم يعممون باسمي إيميلَ أقول فيه إنني أضعت أموالي في لندن، وإنني أحتاج إلى 1800 باوند كي أدفع فاتورة الفندق، وأعود إلى فرنسا. 
 
من هو "اللحية السوداء" الكامن في دهاليز هذا الاغتصاب وتلك القرصنة؟
 
الافتراض الأول: الموصاد. لأن للقرصنة هدفًا محددًا، إيميلاتي القديمة وإيميلات المقربين إليّ وكل الإيميلات الشخصية، ولأن لليد الطولى في استراتيجية الحصار التكنولوجي جهازًا ماكرًا يشير إلى ذلك. أضف إلى هذا، لأن "الشحدة" على ظهري ليست فقط إلا لذر الرماد في العيون، عندما نعلم أن هناك انتقاءً دقيقًا للأشخاص المتوجه إليهم من كتاب وصحافيين وفنانين وسياسيين.
 
الافتراض الثاني: زعران عرب 48. لأن اغتصاب اسمي ليس الأول في حوليات النصب والاحتيال والابتزاز العربجي الفلسطينجي القومجي المقاومجي، إذ سبق لسالم جبران الوقوع في شرك اغتصاب اسمه، وربما لآخرين من أعلام الأدب الفلسطيني لا أعرف من هم.
 
في الغرب عندنا، فعل كهذا يرميك في السجن بعد محاكمتك، خاصة اغتصاب اسمك، لكن من يغتصب أرضك، من يغتصب شرفك، من يغتصب تاريخك، من يغتصب هويتك، من يغتصب أنفاسك، من يغتصب أحلامك، لن يتردد لحظة واحدة عن اغتصاب اسمك، اغتصاب بريدك، اغتصاب وجهك، اغتصاب ظلك، في سبيل البحث والتحري حتى عن مجرد وهم، فأنا شخصيًا ليس لدي شيءٌ أخفيه، الكل لا يجهل مواقفي السياسية والأدبية، والكل لا يشك في علاقاتي المهنية والإنسانية. إذن، إذا كان الموصاد، فليطرح عليّ أسئلته مباشرة كي أرشقه بالخراء، وإذا كانوا زعران عرب 48، فليطلبوا مني أنا نقودًا كي أرسل إليهم صكًا بمائة ألف دولار من البصاق.
 
 
باريس   27 مايو 2013

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . افنان القاسم
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/06/03



كتابة تعليق لموضوع : قرصنوا إيميلي واغتصبوا اسمي
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net