صفحة الكاتب : علي محمود الكاتب

عاش التمرد !
علي محمود الكاتب

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
صدق شاعرنا الكبير الراحل احمد رامي حين قال في رائعته (صوت الوطن)عيشوا كراما تحت ظل العلم تحيا لنا عزيزة في الأمم ،أحبها لظلها الظليل بين المروج الخضر والنخيل ، …. 
مبروك للعزيزة مصر بالخطوة الجريئة التي أقدمت عليها قيادة الجيش المصري لحل الأزمة السياسية في البلاد ، حين لبت نداء الجماهير الثائرة وعملت على تحقيق رغبتها في طوي عذابات عام كامل من حكم حركة الإخوان المسلمين ،عام من الوعود الكاذبة والنفاق المتقن ، عام تدهورت فيه الحياة السياسية والاقتصادية ، وزاد فيه الفقير فقراً وارتفعت فيه أعداد الشهداء وغابت العدالة وأهينت سلطة الدولة وغاب القانون ومازال الفاعل في كل جرائم القتل ، مجهول للشعب ومعلوم لدى حركة الإخوان المسلمين ! 
 فكل التحية والتقدير لاسود أكتوبر، بواسل العبور المجيد والنصر الفريد، الرجال المنخرطين أبداً وعلى الدوام في أحلام شعبهم والمؤيدين لحقه في الديمقراطية والعيش بحرية وكرامة،
نعم أنها بحق لخطوة جريئة ما كان ليفعلها إلا خير أجناد الأرض ، فهنيئاً لشعب مصر لخلاصه من حكام مخادعين منافقين ، هنيئا لشعب فيه شباب أذكياء مثل شباب حركة تمرد ، شباب يجيد الحراك الثوري في كافة الميادين ، هنيئا لهم استعادة مصر بعد ان سرقها قوم لا يجيدون إلا تدبير المكائد في دهاليز الظلام !
أنها لخطوة أعادت الدولة المصرية للمسار الصحيح ، الدولة الوطنية وليست الدينية ، دولة الحضارة التي تؤمن بالحداثة والتغيير ، وليست محراب للعنف والتخلف ، دولة للجميع وليست دولة للتمكين المزعوم ، دولة لا تفرق بين السنة والشيعة ولا المسلم والمسيحي أو بين معارض ومؤيد ، أو بين غني وفقير ….
لقد فعلها الشعب المصري العظيم بقيادة شباب حلموا واجتهدوا فتمردوا وأزاحوا عن كاهل شعبهم فئة المتآسلمين دعاة العنف والقتل وعاد العلم بألوانه الرائعة ليرفرف خفاقٍ فوق ربوع مدون وقرى مصر حراً طليق بعد ان حبسه الإخوان الدوليين تحت فكرهم المريض !
الان تعود مصر لوضعها الطبيعي قائدة للوطن العربي لتحتضن كل قضايا الأمة بفكر جمال عبد الناصر وتاريخ رجل الحرب والسلام الراحل أنور السادات ….
فما أروع هذا الشعب حين جدد خصاله الطيبة فخرج للتخلص من الطغيان فازاح الإخوان ولم يحمل في يده لا عصي ولا سيوف ولا بنادق بل خرج بالأهازيج والأغاني، تلك هي سمة الشعوب الراقية حين تعبر عن ذاتها ….
وجدير بنا ان نشكر كثيراً حركة الإخوان المسلمون وهم راحلون لان لهم الفضل بغير قصد في جمع شتات الشعب المصري وإعادة توحيد صفوفه على طريق الحق والعدالة ، ولكننا نحذر ونحن نساند ونبارك هذا النصر العظيم من عودة أسلوب الإقصاء والخصومة وبث روح الكراهية بين تيارات الشعب ، فعلى جميع الفرقاء ان يبادرون سريعاً بالحوار الجدي والتسامح الفطري والعمل بيد واحدة لإعادة بناء مصر القوية والعزيزة كما عرفها العالم بآسره على مر التاريخ ،ولتكن الثورة المصرية في 30 يونيو هي الربيع الحقيقي للأمة العربية كلها ، الثورة التي جعلتنا نوقن ان الشعب هو مصدر الإلهام والمعلم الجدير بالاحترام وليفهم ساستنا العرب في مشارق الأرض ومغاربها ان الشعوب العربية لم تعد كسابق عهدها وان جميعهم تحت مجهر دقيق الفحص !
عاشت ثورة 25 يناير التي منحت حركة الإخوان المسلمين الفرصة التاريخية لحكم دولة كبرى وعظيمة مثل العزيزة مصر وفشلوا لأنهم وللأسف لم يستوعبوا قيمة هذا الانجاز وعاش الامتداد الطبيعي لهذه الثورة في 30 يونيو ليصحح البوصلة ولتعود مسار مصر البهية كما اعتدنا رؤيتها .  

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي محمود الكاتب
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/07/06



كتابة تعليق لموضوع : عاش التمرد !
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net